لا أحد يستطيع رؤية الوحوش الساكنة في نفوس الآخرين.
-
كنت أقرأ اليوم قصيدة الجسر للشاعر خليل حاوي، كنت أظنّ من الاسم بدايةً أنّها سخيفة أو ما شابه
لكنّ معلّمتي -المولعة بالشعر والأدب- ألقتها أمامها، فاستطعت أن ألتقط منها معانٍ عميقة حقًا، لذا الآن قررت الاطلاع عليها
لأكون صريحةً، كانت ذات معانٍ صعبة، لذا استعنت بشرحٍ للدكتور جورج سلهب.
لكن واو، المعاني رائعة كاللعنة! في البداية ستعلم أنّ الجسر ينقل من ضفّة لآخرى، وكمعنًة تضمينيّ هنا
الجسر هو المعبر من الحاضر المتخلّف إلى المستقبل الواعد..
لا أعلم إن كنت أستطيع التعبير كما يجب، لكن الروعة تكمن في قراءة القصيدة، يمكن إيجادها بسهولة. وبالمناسبة،
تم تلحين هذه القصيدة (ليست بكاملها) إلى أغنية من قبل مارسيل خليفة، تستطيعون تجاهل أول ثلاث دقائق بما أنها موسيقى فقط
هنا السؤال، ما هو الجسر المعبر من ضفة الجهل إلى ضفّة المعرفة؟ قال : "يجري البحر ما بين قديم وجديد"
القديم بالطبع هو البالي المهترئ، الجهل، والجديد هو الحضارة والتقدم. والبحر، ما البحر؟ هو المسافة الفاصلة بينهما
والشاعر هو جسر العبور بين الضفتين "أضلعي امتدّت لهم جسرًا وطيد"
لا أريد التكلم كثيرًا، لكن تلك المعاني المخفيّة والفلسفيّة، وكل ذلك الابتعاد عن السطحيّة جاذب إلى حد كبير
اخرسي يا بومة تقرع صدري
بومة التاريخ منّي ما تريد ؟
بومة التاريخ هي الصورة الأكثر تعبيرًا عن السّلفيّة والتخلّف والنّعيب
هي الصفحة السوداء التي تحيط بالذاكرة وتشدّها الى الماضي الأليم وليس الى الماضي المشرق .
والتي تسدّ آفاق المستقبل والحلم بالتغيير والانتفاضة على الحاضر البائس. إنّه الصراع المزمن بين الحضارة والتخلّف.
والبومة هي الطائر الأسود الذي يطلق في الليالي نعيبا مزعجا.
عمومًا، شدّني اسم ديوان من دواوينه، "جحيم الكوميديا "، واو جحيم الكوميديا ماذا سيكون. لا أعلم ان كنت سأقرأه مستقبلًا، يومًا ما
تمت الاستعانة بمصدر المركز التربوي للبحوث والإنماء - د. جورج سلهب
هارولد كانت هنا ☻ ~