ذلك الدفء الذي تشعر به حين معرفتك ان امرك بين يدي الله، تلك الراحة التي تعتريك عندما تدرك ان امنياتك المتراكمة، و احلامك البعيدة؛ ستتحقق باذن الله، و ان كان ذلك لن يكون في الدنيا، سيكون حتمًا وسط جنان دار اللآخرة، اينما ستستحي من بساطتها مقارنةً بما ستراه!
رغم اننا قد نرتكب الخطايا و نخشى الموت، لكننا نرغب بالجنة و نرجوا المغفرة، رغم كوننا نستاء حين ادراكنا بأن ما نتمناه قد يستحيل حدوثه في الدنيا، الا اننا نطمئن فور سماعنا ان اقدارنا بيد الله، بينما قد وسعت رحمته كل شيء ..
السنا متناقضين جدًا؟ تناقضًا اكتساه شيء من الطمع و الرضى و الامتنان!
لا تبالغ في تقدير ذاتك بالنسبة الى أي أحد كان، و لا تفكر بأنه حقًا قادر على أن يدرك ما تريد أن توصله اليه من خلال تصرفاتك، او بما تشعر به من استياء أو غضب، أو انزعاج أو حتى امتنان أو محبة أو أي شيء آخر! ليس بإمكان أحد أن يخترق مكنوناتك عدا الله، جميعنا بشر محدودي القدرة .. و كلٌ منا يملك ما يخصه من قصص و تجارب و أحاسيس و وجهات نظر، قد يؤذيك ما يراه الآخر عاديًا، و قد يراك أحد المقربين اليك كمجرد عابرٍ لطيف ليس الا في احدى محطات حياته، لا كقريبٍ يهتم به حقًا كمثل ما تفعل، و ليس لك الحق في لومه. لذا لا تتوقع و ترتقب كثيرًا من أي شخص .. مهما كان، من أجل ان تبتعد أكثر عن الخذلان و الندم!
الامتنانُ كُله لتلكَ الصُدفةِ التي ظَننْتُها عبثيةً فجعلتكَ ترتطمُ بشخصٍ كان خيرًا لكَ مما فقدتُ، ولتلكَ الصداقةِ التي تأصَّلت بقلبكَ دونَ تخطيطٍ فصارتْ خيرَ رُكنٍ يحميكَ في صَقيعِ أيامِك، ولذلكَ العابرِ الذي قالَ لكَ فجأةً كم تبدو جميلاً، وكم هو سعيدٌ؛ لأن طريقًا جمعَهُ بكَ ولو لدقائقَ.
الحُبُ كُله لكلماتٍ وأفعالٍ عفويةٍ من أصحابِها ولكنها زرعتْ بنا شُعورًا أحيا قُلوبنا من بَعد سُباتٍ طويلٍ، ولِكُل حَدَثٍ جَبَرَ خواطرَنا في أوقاتٍ كُنا فيها على الحافةِ.
لقد وهبك الله نعمًا عديدة لو افنيت عمرك في عدها لم تستطع لها حصرًا، ما بالك لا تمعن الا في النواقص؟ ما بالك لا تملأ عينيك بما لديك و ما بين يديك؟ إن الغنى الحقيقي يا صاحبي هو غنى النفس، الذي ان سكنك حلت عليك السعادة و الرضا و الهناء.
صديقة لدي في احدى مواقع الاتصال نشرت بعض الخرافات اللطيفة، أعجبتني حقًا فأحببت وضعها هنا
- إذا ابتسمنا للقمر فإنه يهدينا أحلامًا جميلة!
- النمش هو تراب من الجنة تناثر على الوجه!
- إذا جعلت ثلاثة أشخاص يبتسمون يوميًا فستتحقق لك أمنية في نهاية الأسبوع!
- كلما يولد شخص فستولد معه نجمة تمثله وإذا مات ماتت تلك النجمة معه!
- النيازك ما هي إلا دموع للنجوم!
- عظام الكتف هي بقايا الأجنحة التي كانت عند الإنسان!
- إن لم تستطع النوم أثناء الليل هذا يعني أنك مستيقظ في حلم شخص آخر!
- تطابق عقارب الساعة يعني أنك مررت على بال أحدهم!
- الحلم الذي يظل في ذهنك وتتذكره إلى الآن، هو أحداث لشخصية مشابهة لك في بعد آخر!
أصبحت السنوات تتعاقب بشكل سريع، فجأة .. نجد ان سنةً قد مرت و ايامٍ توالت، ننتبه الى اعمارنا التي أخذت تتناقص شيء فشيء، و اننا قد بدأنا في طي صفحاتٍ من شبابنا، و التي لم نكتب فيها شيء كثير، ندرك اننا حقًا قد كبرنا، و ازداد ما يشغل عقولنا، و ان ذلك العالم اللطيف الذي لازلنا نغرق فيها كل فينة و اخرى، قد بدأ الواقع في محاصرته، و كأنه يتمنى زواله!
نتذكر ما مضى، قد نبتسم او نُحبَط، و قد يتراءى لنا موقف مُحرج فنتمنى نسيانه، قد نتذكر ممن تركوا أثرًا بنا، فيفيض الحنين فينا ثم ندعوا لهم، قد تعود الينا ذكرى لحظات خيبةٍ عشناها، فنتذكر خفاياها مما تعلمنا .. ثم ننتظر بصبر ماهو قادم - ان كان في العمر بقية - مما يدبره الله لنا، مع يقينٍ ان يكون به خير كثير، عسى ان يثلج صدورنا و يكسونا رفقة كل من تمنى لنا الخير يومًا بسعادةٍ في الدارين
تذكرت هذا المنتدى اللطيف مجددًا، و هذه المدونة التي فتحتها بشكل عابر، لربما قد أعود لأكتب فيها من حينٍ لآخر، عسى أن أرتشف من دفء الكتابة مرة أخرى، تلك التي لطالما كنت أعود اليها بعد كل ابتعاد، و كأن شيء من هويتي متمسك بها بإحكام ..
على كل حال، ستظل مجرد ثرثرات قد يكون بعضها لا معنى له ..
لدي صديقة من الفيتنام، تعمل كطبيبة في احدى المستشفيات .. كانت في علاقة فاشلة مع شخص سيء كان مريضها السابق، ثم و حينما أدركت كونه يستغلها بكلمات حلوة فقط كي تنفق عليه و على قريبته التي كان يدّعي أنها أخته الصغرى؛ أنهت العلاقة، قالت بأنها - حينها فقط - أدركت كونه لم يكن يسألها أبدًا عن شيء خاص بها، حتى يوم ميلادها لم يسأل عنه! لم يهتم بها أبدًا و رغم ذلك وصفها بكونها من كانت تهمله و أنه يستحق أكثر منها!
العلاقات السامّة حقًا موجودة بكثرة في هذا العالم!
الحمد لله لكون علاقتي مع من حولي سليمة، أعتقد أن هذا رزق دائمًا ما يجب أن نحمد الله عليه
أما عن تلك العلاقات غير الشرعية فأنا أرى كونها - بحد ذاتها - غير صحية، فهي مجرد استنزاف لا ركيزة له، سلبياتها تغطي ايجابياتها ..
ورغم أن هنالك الكثير ممن كنت أعرف نجحت علاقته مع شريكهم و انتهت بالزواج، و لكني لازلت لا أعتقد أنها صائبة، كيف لهما الثقة في بعضهما البعض بعد أن نجحا في اخفاءها عن والديهما قبل اعلانها؟ و هل سيبقى ذلك الحب بعد أن يختفي بريقه حين معرفتهما بعضهما حق المعرفة، حين يعيشا معًا في بيت واحد؟ بعد أن تختفي تلك النسخة المنمقة التي كانا يظهرانها ليجذب كل واحد منهما الآخر؟ فالحب يجعلك تحاول اظهار أفضل جوانبك، و لكن العيش معًا يكشف كل شيء ..
إضافة الى أن بدايتها لا ترضي الله!
أعتقد أن بداية مثل هذه العلاقات يجب أن تبدأ بالتفاهم و الاحترام و ليس الحب، فهو سيجر الطرفان و يربطهما بحبٍ و ألفة أكثر عمقًا، و لكن قد لا يصل من يبدأ بالحب دومًا الى التفاهم، و إنما قد تنتهي قصته قبل أن تبدأ ..
لا أعلم إن كان منظوري صائب أم لا، و لكنني أؤمن به جدًا ..
أما عن تلك الصديقة فهي ليست مسلمة على كل حال، كما أن ثقافتها مختلفة عنا، آمل حقًا أن يهديها الله، فهي لطيفة حقًا، من ذلك النوع البريء من الناس - كما أعتقد -
أحاول دومًا أن أمثل الإسلام بشكل جيد خلال معاملتي لها، لعلها قد تنجذب قليلًا اليه!
نحن نمثل ديننا و بلدنا حينما نتحدث مع الغير المختلف عنا، لذلك أتمنى حقًا أن يدرك البعض ذلك و يتصرفون بشكل صحيح كما أوصانا ديننا بكلام طيب و أخلاق حميدة، قد لا نستطيع دومًا فعل ذلك، فهو كامل و نحن ناقصين، عباد نخطئ و ننسى و ننفعل كثيرًا، و لكن على الأقل علينا المحاولة ..
اليوم سمعنا خبر وفاة احدى قريباتنا - رحمها الله و جعل مأواها الجنة -
رغم كونها لم تكن تشكو من شيء، كانت في الثلاثينات من العمر، استيقظت صباحًا ثم ذهبت للجامعة - أينما تعمل - مثل كل صباح، و لكن فجأة سقطت دون سابق انذار، اغمي عليها ثم ماتت على الفور!
لم تكن تتوقع موتها، اعتقدت أنه قد كان يوم عادي كبقية الأيام، و لكن أجلها اليوم قد حان!
أصبحنا نسمع بموت الفجأة بكثرة!
من يدري متى ستنتهي حياتنا .. و هل نحن مستعدين قليلًا لمابعد الموت؟!
في زحام الحياة، علينا التفكير أيضًا بذلك، و اتاحة جزء محدد من يومنا من أجله، أن نتساءل .. ماذا لو كان اليوم آخر يوم في حياتنا؟
في الحقيقة لست مستعدة، لازلت أرتكب الكثير من الخطايا، و لازلت أجاهد نفسي لتستقيم و تثبت ..