نكبر ويكبر فينا الصمت، وتستولي علينا الرغبة في العزلة، يصبح حديث المرء لداخله أكبر مما يتفوه به مع الناس من حوله ، يوقن أن مساحات الاختلاط تؤذي أكثر مما تنفع ، وأن نفسه لا تتحمل أذى إضافيًا ليجاهد فيه ويصبر عليه، وأن يكفيه دائرته التي يأمنها ويرتاح لها ، وأن عليه نفسه وخاصته ! نكبر ولا تكبر معنا الدوائر ، بل تنكمش ليدرك الإنسانُ أنَّه لا شيء يساوي بابًا مُغلَقًا عليه بجوار أحِبَّتِه، لا يعلمُ شيئًا عن العالم ولا يعلم عنه العالمين شيئًا.