من يريدني اهكره ؟ 




| أين نمضي؟ إنه يعدو إلينا |
| راكضًا عبْرَ حقول القمْح لا يَلْوي خطاهُ |
| باسطًا, في لمعة الفجر, ذراعَيْهِ إلينا |
| طافرًا, كالريحِ, نشوانَ يداهُ |
| سوف تلقانا وتَطْوي رُعْبَنا أنَّى مَشَيْنا |
| إنه يعدو ويعدو |
| وهو يجتازُ بلا صوتٍ قُرَانا |
| ماؤه البنيّ يجتاحُ ولا يَلْويه سَدّ |
| إنه يتبعُنا لهفانَ أن يَطْوي صبانا |
| في ذراعَيْهِ ويَسْقينا الحنانا |
| لم يَزَلْ يتبعُنا مُبْتسمًا بسمةَ حبِّ |
| قدماهُ الرّطبتانِ |
| تركتْ آثارَها الحمراءَ في كلّ مكانِ |
| إنه قد عاث في شرقٍ وغربِ |
| في حنانِ |
| أين نعدو وهو قد لفّ يدَيهِ |
| حولَ أكتافِ المدينهْ؟ |
| إنه يعمَلُ في بطءٍ وحَزْمٍ وسكينهْ |
| ساكبًا من شفَتَيْهِ |
| قُبَلاً طينيّةً غطّتْ مراعيْنا الحزينهْ |
| ذلكَ العاشقُ, إنَّا قد عرفناهُ قديما |
| إنه لا ينتهي من زحفِهِ نحو رُبانا |
| وله نحنُ بنَيْنا, وله شِدْنا قُرَانا |
| إنه زائرُنا المألوفُ ما زالَ كريما |
| كلَّ عامٍ ينزلُ الوادي ويأتي للِقانا |
| نحن أفرغنا له أكواخنا في جُنْح ليلِ |
| وسنؤويهِ ونمضي |
| إنه يتبعُنا في كل أرضِ |
| وله نحنُ نصلّي |
| وله نُفْرِغُ شكوانا من العيشِ المملِّ |
| إنه الآن إلهُ |
| أو لم تَغْسِل مبانينا عليه قَدَمَيْه؟ |
| إنه يعلو ويُلْقي كنزَهُ بين يَدَيها |
| إنه يمنحُنا الطينَ وموتًا لا نراهُ |
| من لنا الآنَ سواهُ؟ |
.png)


التفاعلات: Yuki *:·. و Koyuki ❆