ذهب فؤاد ورفع ذاك الغطاء وما رآه جعل جسمه يتصلب من البرود
التف لأحمد بكل سرعة كي يغطي عيناه ولكن لا فائدة مما يحصل
وجد دماء كثيرة وفي منتصف تلك الدماء رأى يدًا مقطوعة
أمسكها والرعب يملؤه .. ألم يكن هذا طلاء أظافر عبير؟! ولكن أين ذهب بقية جسدها؟ لماذا يدها موجودة هنا؟"
مالذي يحدث هنا بالفعل؟
ابتلع ريقه وقام ليمشي ولكنه تعثر في شيء آخر .. للأسف فقد كان ما تعثر به هو رأس عبير
ولكن كانت الدماء تملؤه وعيونها وأسنانها مفقودة أنفها شبه مقطوع وأذنها مطعونة كثيرًا
نظر أمامه فوجد باقي الجسد الذي يمسك رأيه
كان مفرقًا في كل اتجاه
سواء كان أصابعها ، جذعها ، يداها ، قدمها أو اسنانها حتى اعضاؤها الداخلية مثل قلبها ، كبدها أو أمعاؤها
ثم وجد بعض الملابس والشعر والعيونً هذه العيون والملابس... وهذا الشعر إنه شعر هناء
أو لا الملابس ليست صغيرة وإنما مقطعة وهذه العيون والشعر هما لعبير
صحيح أن هناء تملكهما ولكن هكذا سوف يكتمل جسد عبير
كانت بالفعل قد ماتت ميتة بشعة لا يعرف سببها بدأ فؤاد بالبكاء الشديد وهو يجمع جسد زوجته وهو بذاته لا يعلم مالذي يحصل هنا ولكن خرج له من ينير بصيرته وسط هذا الظلام عندما كان بالفعل قد أكمل جمع جسدها
تلك الفتاة التي جذبه جمالها .. كانت رنيم تتمشى تمسك في يدها بعض خصلات شعر عبير حاول فؤاد الصراخ ولكنه لم يستطع
ليس بيده أدنى حيلة وهو في هذا الوضع .. ثم اشتد على نفسه وجمع كلماته وصرخ :- مالذي فعلته أيتها الدنيئة
تعالت ضحكات رنيم حتى قالت :- أنا؟
لماذا أمر بكل هذا؟
قتلتني زوجتك بنفس الطريقة ومع أنك شاهدت ذلك لم تعاتبها حتى
ولكن كل ما فعلته أنك حرقت جثتي معها
بالمناسبة ابنك وابنتك لم يخرجا من البيت أساسًا إنما كانا مجرد وهم لأخدعك للخروج مع زوجتك
هما هناك ينتظران عودة أبيها الحقير وأمها اللذان لن يعودا أبدًا
ليس لهما ذنب أتفهم ذلك ولكن أتمنى أن يسامحاني
والآن ما رأيك يا عزيزي أن أنير الغشاوة التي على عينك؟ ثم أشارت له إلى الشرق .. نفس الاتجاه الذي أشارت له هناء
وقالت هل ترى ذلك الضوء الذي هناك
رأى فؤاد نورًا وهاجًا خلفه ثم عاد إلى الواقع ليعلم أنها النيران التي كانت تحرق جسده وجثة زوجته التي بجانبه
- قبل عشرين دقيقة -
بينما المحققات يحاولن الوصول لأي دليل يتبعنه ظلام حل المكان وعم فيه
بينما المحققات ينظرن في وجه بعضهن
حتى قيس كان جالسًا على مبعدة منهم
مالذي يحدث هنا؟؟ لا أحد يستطيع الحراك أو حتى أن ينطق بأي حرف
دماء سقطت عليهم من الأعلى وفي ختام تلك الدماء سقط بينهن قلب بشري
صرخت جلنار بأعلى ما لديها وفي نفس اللحظة اختفت من ذاك البعد
نظرت سارة لرغد ونظرات الجد تملؤهما
فتاة قادمة من بعيد مليئة بالدماء تجر خلفها جسد فتاة من شعرها
كيف حالكن أيتها المحققات ؟ أو لأكون أدق أيتها المحققتان
لم أتوقع أن تستطيع إحداكن أن تكسر اللعنة وتكون قادرة على الصراخ
جميل جدا
أمسكت رنيم تلك الجثة ونزعت رأسها بكل دموية وألقته في اتجاه المحققتين
ستخرجان ستجدان خريطة رسمت على الأرض بدماء هذه الضعيفة
اذهبا إلى المكان المقصود لتجدا هذه الجثة قبل أن تندلع النيران
ثم نظرت إلى قيس وقالت :- أما أنت فاذهب معهما إن لم تكن تريد الموت