أنت في مجتمعك ولكن وحيداً! (3 زائر)


ألفبائي

الوَعْيُ عِلَّة
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
370
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
167
أوسمتــي
4
توناتي
3,425
الجنس
ذكر
LV
1
 
"الغربة، تلك الحالة المؤلمة التي تصيب الإنسان بشعور بالعزلة والانفصال عن الآخرين والمجتمع المحيط، إنها حالة يعاني منها الكثيرون، وتتسبب في آلام نفسية عميقة." اقتباس.

لا أشعر بالانتماء إلى المجتمع: حين أخرج إلى الشارع لا أشعر أن ذاك الذي يقطع الشارع أخي، وتلك الآنسة أختي. لا أشعر أن تلك التي تقود السيارة خالتي. أخاف منهم وأخشى شرهم! في باطني هذا الشعور: الأغراب يظلون أغرابا. من عهد طفولتي وأنا لا أشعر بأن هذا المجتمع يحضنني، يضمني، يُقربني منه ويأخذني إليه.

لا أشعر أن ذلك المُسن هو أبي، وأن تلك العجوز هي أمي. يا ليته شعورٌ شخصي. إنها حالة عامة؛ وإلا ما تفسير أن هنالك كثيرون يشعرون بما أشعر: الشعور بعدم الانتماء إلى المجتمع. لا أحد ينتمي إلى أحد. كل امرؤ يقول: اللهم نفسي! هناك من يتطرف إلى أبعد من هذا ويقول: أنا ومن بعدي الطوفان! مجتمعات كهذه لابد وأن تطحنها رحى التقلبات الدراماتيكية التي تحدث في عالمنا.

لا أدري صراحة، هل الأجداد والآباء مروا بهذه الحالة المجتمعية؟ أم خاصة بجيل هذا الوقت؟ الإنسان أخوه الإنسان، وابن البلد هو أخي وصديقي وسندي. هي شعارات في المسلسلات على الأغلب. وإلا فما تفسير الاحتقان الغاضب الذي يحسه الناس بالشارع ولاسيما في وقت الأزمات والاضطرابات؟

مررتُ بتجربة كنت فيها بأمس الحاجة لِأن يلقاني شخص لا أعرفه ولا يعرفني ولكن ملامحه تشبه ملامحي، ونتحدث ذات اللهجة. كنا من ذات العجينة المجتمعية. كنت أحتاج إلى ابتسامته في وجهي فقط في غربتي تلك. لقد خلع على وجهه علامة كراهية ورفض صريح لي! تكررت مثل هذه المواقف لي في أماكن مختلفة ومن أشخاص، أشكال، ألوان وأعمار مختلفة. عند ذلك بدء ينبثق شعوري بعدم الانتماء إلى المجتمع وعدم انتماء المجتمع لي. كرهت المجتمع وكرهت أفراده. لقد تطرفت بسببهم: لم أعد أريدهم! صرتُ أبني في خيالي مجتمعا خاصاً بي: يُلقون بتحياتهم إليّ مبتسمين، وأُلقي بتحيتي لهم مبتسماً.

إنها مصيبة! أن تجد الشخص يحمل الكره، الرفض والاحتقار إلى الآخر دونما سبب.

ويزداد هذا الشعور حين تكبر رقعة البلد جغرافيا فتضم خليطاً من الشعوب داخل البلد الواحد. تجد أهل الشمال يكرهون أهل الجنوب، أو أهل الغرب يكرهون أهل الشرق. والعكس بالعكس صحيح.

مع تزايد شعور الإنسان بالغربة في المجتمع الذي يعيشه فيه، وفقدانه للأمان من شريكه في المواطنة أو في العيش على نفس الأرض؛ صار بيت الإنسان وطنه الحقيقي وعائلته وأصدقائه وأصحابه هم شعبه. هل أنا أبالغ أم ما أقوله حقيقي وواقعي، وسبق أن منكم من شعر به؟

أسئلة الموضوع

1─ما هو الوطن؟ هل هي علاقة نفعية بين المواطن والوطن؟ أم حالة انتماء الإنسان لوطنه ومواطنيه؟

2─هل الانتماء للوطن يعني انتماء الإنسان لوطنه وأرضه ولغة بلده وتاريخه وتاريخ آبائه وأجداده دون الانتماء إلى زميله في الوطن؟

3─هل يمكن للإنسان أن يحب الأجانب والأغراب أكثر من أبناء بلده؟
 

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة
كاتب الموضوع العنوان المنتدى الردود التاريخ
وتِين الختم الذهبي أنتَ لسْت مُكتئباً ! | Dopamine المنتدى العام 6
ألفبائي الختم الذهبي هل أنت مع أو ضد سرد قصص الرعب للطفل؟ المنتدى العام 7
~GO~ الختم الذهبي يا رب أنتَ المُرتجى ! المنتدى العام 9
Dr. Ratio الختم الذهبي أنا وذاتي [ وربما ] أنتَ ! المنتدى العام 17
Г ИOVEL الختم الذهبي أنآ و أنت سحآبة ومطرَ ظلمةُ ليلِ وبردٌ ونسيمَ ! نثر . المنتدى العام 24
THE LAST الختم الذهبي وبين سطور دفتري أنت حكاية أخرى ..~ تابع لمسابقة بوح قلم المنتدى العام 9
DANTE حَرْث الدُّنيا وحَرْث الآخِرة فأي الحارثين أنت ؟! المنتدى العام 6
كليثروس مجرى الصداقة في حياتنا من عادية إلى مُقربة إلى مصالح ( نقاش ) المنتدى العام 0
ألفبائي الختم الفضي يجعلنا الموت نتساوى في القبر وليس في الأبدية. المنتدى العام 3
Elithoria★ الختم الاداري مطفئة الخطايا و مكفرة الذنوب || تأملات في محاسن الصدقة المنتدى العام 18

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل