رواية قصيرة (إنفصال) (2 زائر)


إنضم
5 سبتمبر 2022
رقم العضوية
12969
المشاركات
11,140
مستوى التفاعل
2,583
النقاط
891
أوسمتــي
2
العمر
30
الإقامة
CAGE
توناتي
5
الجنس
ذكر
LV
0
 

لطالما وقفتُ حائرًا
بين الأشياء التي تستدعي مشاعري
وبين الأشياء التي تستدعي أفعالي
.,!~

طرقات على الباب
يُفتح الباب ويُقال بصوتِ هادئ
هذه قهوتك

يأخذ نورس القدح ويُقربه من شفاهه لِـ يرتشف رشفة
لقد أعاد القدح إلى طاولته وبدأ كالعادة يُفكر

لقد أعاد كل مابدأتهُ أفكاره في الأيام السابقة
لقد جلب إلى نفسه ذكريات الطفولة والبلوغ وبعض
من المواقف والأحداث

لقد استهجن وبشدة
تصرفات الناس في العالم المرئي
أشخاص تشعر أنهم هاربين من شيء ما
يقودون السيارة دون تريث وإنتباه
وأشخاص لايؤدون إلا حركة الإلقاء السريعة
لايستطيعون وضع المُهملات في الحاوية القريبة من منزلهم
وأشخاص يتركون المهملات في الشاطئ
هل هم لهذه الدرجة مختطفين من عقولهم
لم يستطيع أن يفهم دوافع الإنسان
في عدم إجراء أشياء ينبغي أن تكون
أساس الإنسان العاقل الحكيم
وأيضا المُحافظ على البيئة
والذي لديه رأفة كاملة لدى عامل النظافة المسكين

ينعطف نورس في أفكاره ليُقابل
مخاوف الطفولة
ويتذكر كما كان يهرع في الهروب دائمًا
لتفادي المواجهات ضد فتيان المدرسة المتنمرين
ويتذكر أنه كان يخرج مُسرعًا بعد إنتهاء الحصص
ربما هو من النوع الذي يسهل إستهدافه بسهولة
على الأطفال الخجولين
أن يغيروا من شخصياتهم
فقط لكي يحموا كرامتهم
الكرامة الغير مفهومة في طفولتهم

نورس لايتذكر فقط الفتيان
إنه يتذكر بعض المعلمين أيضًا
السوء يُضاف من هذا وذاك

إن أغرب شيء أن تكون الشخص
الذي يُنفس عبر مهنته
شخص يتجرأ
لكي يرضي سيادته
ويُعلي من شأن نفسهِ

ربما سأفهم أن الفتيان لديهم مشاكلهم
لكن المعلمين ماذا لديهم ضغوط عمل
رغم أن هذا مُبرر سخيف
يخرج نوس من أفكاره تلك
ويعرف أن الضرر ليس دائمًا
سببًا لكي يكون الإنسان مؤذيًا ومنتقمًا
بل هو سبب ويُصبح دافعًا قويًا
لكي يكون المرء إنسانًا
إنسانًا عندما يعكس الإنسان
هذا المفهوم عن نفسه

نورس في حالة قهرية
إن الحوائع الشعورية
ضرورية لكنها مؤذية جدا
وذلك عندما يعرف الآخرين شدة حاجتها إليك
في العلاقات مثلاً
ربما نورس لم يُتاح له أي علاقة
لكنه يفهم مالذي افتعلته حاجته لتلك العلاقة
إنه يتذكر كيف كان ذليلاً يطلب فُتات
من له القدرة على أنه يُصادق حاجتهُ
إن الدور الذي يؤديه نورس في قصد العواطف
يجعله تافهًا وذلك يعيده إلى إقصاء مشاعره
أو إلى تغيير نظام تفاعله

ربما على الإنسان أن يُخرج نفسه
من كل الإحتياجات التي ترتبط بالآخر
ليست لديهم هويتنًا أو مشاعرنا
وربما أصبحت الحاجة لتلك الغاية العاطفية
سخيفة وتافهة جدًا

إن الإنفصال الحقيقي
هو الذي كان يأخذ كل جزء
من هوية المرء
كل إنفصال كان معنيًا
بجزء اختلفَ عن إنفصال الجزء الآخر
أجزاء كانت لها حالاتها التي
خرجت من باطن المشاعر

الإقبال على شعور منفيًا من قبل الآخرين
أو لايعطى إهتماما هو شيء من بوادر الإستحالة
أو مثلاً شعور التوهم
أن شخص ما مهتم بك
فقط لأنك لسبب ما كانت لديك أسباب جاهزة وتصدقها أنت
وهذا إختلاق الوهم ونقص شديد في الحاجة
الحاجة التي تجعل نورس كارهًا لنفسهِ
وقول هذه المشاعر للعلن ربما إعتراف
يبدد الغموض عن شيء يكره أن يُصرح بحاجته إليه

يرفع عينه لِسقف ثم يُلقي أنظارهُ للأسفل
وتبدأ افكاره في التناوب
يستعد نورس لأن يكون صامتًا
لن يكون في رغباتهِ شيئًا سوى حالات قهرية
تحاول كل حالة أن تفرض نفسها على الاخرى
وربما يقود هذا القهر إلى الإكتفاء بنفسه

















 

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل