خلال بداية سنة 2023 تقريبا، مازلت لا أتذكر الفصل بالضبط.. كنت تلك الفتاة التي وصلت لأقاصي اليأس في أيامها، كنت فقط ابحث عن أي طريقة لايذاء نفسي، و كنت أستمتع خلال ذلك. تسببت بصدمة جميع طلاب فصلي عندما شربت عن غير قصد قليلا من الحمض، لا أعرف ماذا كان اسمه، كل ما في الأمر أنني كنت مستمتعة باللحظة عندما أصبحت محط أنظار الجميع، كنت أبحث عن مكانة لي و سمعة بين الناس فقط، و في نفس الوقت كنت مجنونة حقيقية، الدكتور كان واضحا عليه التوتر و عدم رغبته في اقحام نفسه في اية مصيبة، كان يردد فقط: "لا تخافو، كل المحاليل الكيميائية تم تخفيفها قبل احضارها إلى المختبر هذا.". عندها اشتعلت نيران داخلي كنت افكر انها لن تنطفئ ابدا، لقد أفسد متعتي، و أفسد الجو السائد في القاعة التي قمت بإحداثه. عند عودتي إلى البيت، كنت أحاول التحدث عن الأمر على انه شيء يستحق الافتخار به و أنني أسطورية لا يمكن لحتى الحمض ان يؤثر بي، مع اخفائي طول اليوم لألمي الذي بات بعيني و حلقي مدة 24 ساعة! خلال ليلة وضحاها، تلاشى الحدث كأنه لم يكن، لذلك كنت أحاول مرارا إحياءه و إعادة فتح الموضوع و الحديث عن كيف أنني تعرضت لمثل هذا الحادث الذي كان غير مقصود، و الذي أردت تحويله إلى حادث مقصود مع الابتسام و الضحك أمام الطلاب لأصنع صورة الطالبة المجنونة التي لا تخاف من شيء.
خلال ربيع 2023 ، مع استمرارية الأفكار الانتحارية في رأسي، كنت استمع لحديث بعض أفراد العائلة عن حادثة موت عائلة بأكملها، غارقة في الدماء، بسبب سيادة غاز البوتان في الهواء داخل البيت، حتى آخر شخص سقط ميتا بعد نهوظه من سريره في الصباح، لأن الهواء مسموم حرفيا. الطوارئ لحقت الأمر بعد مرور 3 أيام من الحادثة، التحليلات تؤكد انه كان هناك آثار غاز بالفعل، و بدأت تتلاشى بعد مرور الثلاث ايام تلك، و الرائحة لم تعد موجودة بعد تلك المدة. غاز البوتان هو في الحقيقة بدون رائحة، حتى لو كان في الهواء فإن أحدا لن يعرف بذلك حتى يغشى عليه. لكن يتم اضافة رائحة تميزه عن أي شيء آخر. هذا ينطبق على كل المواد القاتلة الأخرى، كل المواد القاتلة تمت اضافة روائح مميزة اليها، هذا الشيء الذي يجعل من الصعب استخدامها بشكل مباشر في خداع اي شخص و التخلص منه إلى الأبد. و بطبيعة الحال، انا سوف أرغب بشدة في القيام بالمثل، اريد التخلص من بعض الناس. خلال الليل، بعد ذهاب الجميع للنوم، تركتهم و ذهبت للحمام بدون حاجة، فقط لأغطي على نيتي الحقيقية و ما سأفعله. بعد خروجي توجهت مباشرة للمطبخ بدون انارتها و قمت بفتح الغاز. و عدت بسرعة لغرفتي، و اغلقت الباب و فتحت النافذة.
كنت كئيبة للغاية، اكتئابا حقيقيا لن يفهمه احد. و كنت افكر هل سوف استيقظ صباحا؟ هناك احتمال 50 بالمئة.. انا اغلقت الباب و فتحت النافذة، لن يؤذيني شيء، غرفتي هي ابعد غرفة عن المطبخ، سوف استيقظ و امثل اني لا أعرف شيء، انا حزينة و يمكنني البكاء بسهولة، لكن يمكنني ايضا ان اضحك لأنني مجنونة، اذا ضحكت في وقت غير مناسب قد يظنونني الفاعلة، و قد يظنون اني فقدت عقلي. حتى ان كانو مازالو أحياء فسوف يختنقون بعد خروجهم من غرفهم، اما انا فكنت اعتقد أنني اذا خرجت من غرفتي فأنا محمية لأن نافذة غرفتي مفتوحة كاملة، كنت واثقة ان شيء مثل الغاز لن يؤذيني، لدي حامية، اصلا انا ابقى في غرفتي 24 ساعة، انها اكثر مكان أشعر فيه بالراحة.
نمت مع الدموع في عيني، لا أصدق أنه قد يأتي يوم أفعل فيه شيء كهذا، كانت الايام مملة و اريد إحداث تغيير جذري بحياتي. حتى ان انفجر المطبخ، فلن يؤثر كثيرا بالمنزل، كانت هذه أفكاري. في الصباح استيقظت متأخرة قليلا، حوالي الساعة 9 ، لا أتذكر اليوم، و كنت اسمع كلاما، لكني لم أستطع تمييزه.. لقد ضلو أحياء! و عرفو بوجود الغاز مفتوحا، مثلت أنني لا أعرف شيء، و قلت ان احد افراد العائلة هو آخر من خرج من المطبخ و أنه ربما قد نسي الغاز مفتوحا، و كنت متوترة ايضا لأني شعرت بأنهم شكّو فيّ، و في محاولتي لإعادة الحادثة التي سمعتهم يتكلمون عنها. لم يتحدثو معي، لكنهم فتحو النوافذ، و اكملو يومهم كأن شيء لم يكن. بالطبع كان يجتاح صدري شعور بالضيق و الحزن، في الواقع لم اهتم بالنتيجة، لقد مسحت الموضوع برمته من رأسي. لكني حتما سوف أنجح في ابادتهم في مرة أخرى لاحقاً. كانت هذه محاولتي الأولى التي لم تستمر طويلا.
في مرة أخرى خلال الصيف، كنت أنوي انهاء اكثر من شخص أو شخصين، لكنني قمت بتنويم اثنين منهم في نفس الوقت، و الم معدة واحد منهم، لكنهم لم يدركو السبب، أو انهم يخفون أفكارهم؟. اهم شيء أنني استمتعت بمساء هادئ بدونهم. لقد وضعت منوما بدلا من السم! اما مشاعري، في الحقيقة كنت انتظر اللحظة المناسبة قبل اسبوع من الوقت الذي جعلته حدا للمحاولة، هذا لأن كل شيء كان فكرة مقتبسة من لعبة محاكاة، كانت مشاعري مختلطة و متغيرة بشكل فضيع، كنت متحمسة، مسرورة، متوترة، القليل من الأمل، و بعض الخوف من عدم تحقق الهدف. كانت أفكاري هي، اذا تم قتلهم، سوف تحدث بعض الفوضى، لكنها عاصفة ما قبل الهدوء، سوف يتغير كل شيء بشكل كلي، اذا قتلتهم هل سأصبح قاتلة؟ اريد ان اكون مثل يوكا تاكاوكا، اريد ان اقوم بإنجاز حقيقي يجعلني يانديري حقيقية، من المستحيل ان اظل احكي القصص بدون تنفيذ، اذا قمت بقتلهم حقا، لن أكون قاتلة، نعم لن أكون قاتلة، فأنا لم أفعل شيء! سأكون بطلة و اخلص الناس من بطش هؤلاء الاغبياء. سوف ارسلهم إلى الجحيم حيث ينتمون بسرعة. التخلص منهم سوف يعود علينا بفائدة. كان هذا مجرد منوم، الذي تم الشك في تواجده بالفعل! لكن لم يتم كشف طبيعة المحتوى، كان من المفترض نجاحها بالفعل. اهم شيء أنني تعلمت من التجربة، و سوف اقوم بتجارب اخرى ربما بعيدة عن موقع الجريمة القادمة، ربما استخدم محاليل من مختبرنا الدراسي بشكل سري، هي بدون لون أو رائحة، لكني لن اعتمد عليهم بشكل اعمى، سوف اقوم بتجربة صنع السم البارد، و بعد ذلك أرى ما الذي سيجري عند تسخينه. المهم انني نجحت بالفعل، و حصلت على مساء جميل من أمسيات شهر يوليوز 2024، لأن الضحايا قد نامو في نفس الوقت و طوال ساعات المساء. لماذا لا نحصل على أمسيات هادئة هكذا دوما؟
أنا الفتاة من الركن، من كل الأماكن الصغيرة و المظلمة في بيتك. اجد المتعة في ملاحقتك خلال تأديتك لروتينك اليومي، و لا يمكنك مواجهتي لأنني أختفي دوما. و اذا حالفك الحظ، فسأسألك "هل تريد لعب لعبة الاختباء؟" استمتع باللعب في الجحيم مع الأرواح التائهة الغير محظوظة التي تركض داخل الفتاة التي من الركن. أفكارها الكثيرة تطورت لتصبح شخصيات داخل رأسها، و هذه الشخصيات بدورها تطورت لدرجة انها أصبحت كأرواح كثيرة مختلفة داخلها، تركض كأنها تائهة، و في كل مرة، اذا حالفك الحظ، ستواجه شخصية مختلفة و روحا مختلفة.
