- إنضم
- 28 يوليو 2016
- رقم العضوية
- 6832
- المشاركات
- 1,180
- مستوى التفاعل
- 4,686
- النقاط
- 891
- أوسمتــي
- 6
- العمر
- 26
- الإقامة
- الجزائر
- توناتي
- 1,910
- الجنس
- أنثى
أن تتجاهل جامعة الدول العربية ما يحدث من مجازر بغزة وأن يكون أقصى رد لها هو تنديد فارغ بالكاد احد سمع به أمر متوقع..
أن تتخاذل الدول الاسلامية والعربية في مد يد العون والاكتفاء ببيانات تجدد فيها وقوفها ودعمها للقضية الفلسطينية -دعم بالكلام فقط- أمر متوقع..
ان تتجلى ازدواجية المعايير بأبهى صورها لدى الغرب الحقير هو أمر متوقع أيضاً..
لكن ان يبدأ الناس بالتخلي عن القضية هو امر لم اتوقعه على الاطلاق، اجل نحن اعتدنا على المواقف الجبانة للحكومات واهتمامهم فقط بما يخدم مصالحهم، لكنني صدمت حقا هذه المرة بتفضيل الاشخاص مصالحهم الشخصية على حساب دعم القضية الفلسطينية ولو بدعاء.
أبسط ما يمكن لشخصية مؤثرة ذات قاعدة جماهيرية أن تفعله بهذه الفترة المؤلمة هو ان تشارك صور جرائم الاحتلال الغاشم ومجازره على اهل غزة، لكن لا! اتضح ان الاعلانات والحساب ذو المليون متابع أهم بكثير، لا يمكنهم المخاطرة بمشاركة تلك الصور هكذا علقت احدى المؤثرات "اشارك حتى يطير حسابي يلي تعبت عليه؟" وقال آخر: "اتفهم وجود حرب بفلسطين لكن لا يمكنني ان لا انشر فيديوهات السفر التي تُعتبر مصدر رزقي.. هل يمكن لاحدكم ان يتوقف عن عمله لمجرد انه هنالك حرب بفلسطين؟" لو كان هذا الجاهل وسط تلك الحرب التي يتحدث عنها بكل برود هل كان سيواصل نشر فيديوهاته الغبية بحجة انه لا يمكنه ترك عمله؟ وأخرى تقول انها "لن تدعم ولن تشارك اي شيء متعلق بفلسطين فهذا ليس بلدها وكل شخص يجب ان يدافع عن بلده فقط..." اعتذر لمشاركتكم اراء هؤلاء المقرفة لكن الوضع لا يطاق.. يعني الواحد يكون متوتر وعلى اعصابه ثم يصادف هؤلاء..
ويذهب آخرون للتقليل من اهمية الدعاء ونشر الادعية مدعين بأنها "مجرد دراما" وهم لن يشاركوا بها وعلى كل شخص ان يدعي بينه وبين نفسه. حسنا ادعي انت بينك وبين نفسك لا احد يلومك لكن لماذا تحاول فرض رأيك على غيرك واحباطهم؟
وهناك مؤثر سخيف برر عدم دعمه للقضية والتعريف بها بأنه ليس "الصحافة العالمية" ليفعل ذلك، المشكل انه من المفترض أساساً أن تكون اولويتنا اليوم التعريف بالقضية الفلسطينية لشبابنا واطفالنا اولا قبل التعريف بها للغرب، العديد من المراهقين اليوم غير مبالين بما يحدث، تائهين بعالم التفاهة والانحلال، ادمغتهم فارغة وكثيرين منهم لا يشعرون بالانتماء لهذه القضية، وبما انك مؤثر بعالمهم وهم يتابعونك ولديك تأثير عليهم؛ حديثك لهم عن القضية الفلسطينية يمكنه ان يحدث فرقا كبيرا، لكن اشعر ان هؤلاء الذين يسمون انفسهم مؤثرين هم ايضا بحاجة لمن يعلمهم ويعرفهم بالقضية الفلسطينية..
اما اولئك الذين يمسكون العصا بالمنتصف ويختارون كلماتهم بكل حذر خشية ان يتهموا بالانحياز وقلوبهم مع الطرفين ويدعون للسلام والتعايش مع الاحتلال اجدهم مقرفين وسخيفين لدرجة تثير الغثيان! لا افهم كيف يفكرون؟ أعني هنالك شخص سرق ارضك وسلب منك منزلك وقام بتشريدك وارتكب مجازر لا تعد ولا تحصى في حق ابناء شعبك كيف يمكنك ان تقبل بالعيش بسلام معه؟ كيف يمكنك ان تتعاطف مع سارق ومعتدي ومجرم؟
بكل تأكيد الامر ممنهج وليس وليد اللحظة، سابقا لم يكن يتردد احد لثانية واحدة في اظهار دعمه ..أما اليوم نرى الكثير من التردد والتخوف والتحفظ.. انت مسلم وهذه قضيتك مِن ماذا انت خائف؟!
اللهم أنصر أخواننا بغزة وفلسطين، اللهم ارحم ضعفهم، وآمن روعهم وكُن لهم عوناً، اللهم إنا لا نملك لهم إلا الدعاء فيارب لا ترد لنا دعاء ولا تخيب لنا رجاء وأنت أرحم الراحمين يا رب العالمين.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: