هذا ما كانت تقوله مي في خلدها و هي تسير حانية رأسها غير منتبهة للمارة ..
فجأة تصطدم بشاب لتوقعه ارضا
آي رأسي .. الا تنظر أمامك ؟
يقوم الشاب من على الارض، مرمقا مي بنضرات مخيفة قائلا :
اسف فانا لا املك عيونا في ظهري حتى اتجنب الثيران التي تنطحني من الخلف ..!
استشعرت مي الاهانه في رد الفتى الذي بدا جديا الى ابعد حد ..! و كون مي غير
متعودة على مثل هاته المواقف فقد احتارت بما سترد عليه فاكتفت بالوقوف صامتة.
ظلت مي حانية رأسها في حين بقي الشاب يرمقها بنظراته المخيفة تلك ..
و ما هي الا لحظات حتى سمع صوت مي مترددا و مرتبكا :
- انا لم ارك ! و لكن كان من المفروض ان تنتبه ايضا او على الاقل من ذلك ان لا تقلل الادب .
-
ما الذي تعنينه بتقليل الادب ؟ هل افهم الاهانة في كلامك ؟
كان هذا رد الفتى المفعم ببعض التكبر غير ان مي ابدت اللامبالاة بالرغم من ان نفسيتها
تضررت فهي لم تتوقع ان يستوقفها موقف كذاك في اولى ايامها بالمدرسة الثانوية .
- افهم ما شئت !
هذه كانت كلمة مي التي من المفترض ان تكون الاخيرة، غير ان مسامعها التقطت تلك
الكلمة من فاه الشاب :
غبية !
كانت هاته الكلمة كفيلة بتأجيج مشاعرها التي اضطربت حينها و تفجير بركان غضبها
الذي كتمته حتى لا تسبب المتاعب .
- لا يوجد هنا غبي غيرك، او اذا اردت الشجار فحري بك ان تختار شخصا في قوامك لا فتاة
حتى تستقوي عليها !
قالت مي كلماتها هذه بصوت مرتفع جعل جميع من بالساحة يلتفت ليستقصي عمّا يحدث،
و ما هي الا ثوانٍ قليلة حتى احتشد المكان و صار الموقف اصعب بالنسبة لمي التي تخشى
ابسط احتكاك بالعالم :
- ما الذي يجري هنا ؟
- انظروا انه رينجي !
- حقا انه هو، و لكن من تلك الفتاة التي معه ؟
- هل هما يتشاجران ؟
كانت هاته الجمل هي كل ما وصل مسامع مي، و قد كانت تتردد من شخص الى اخر
بشكل جعل الموقف يتأزم، لكن الفتى لم يبدِ اي ردة فعل و قد بدا انه يحاول التنصل من
الموقف دون اثارة اي جلبة .. غير ان اشخاصا غير مرغوب بهم قد بدا انهم تدخلوا في الامر :
- نحن لا نعلم مالذي بينك و بين رينجي، و لكن يفضل ان تعتذري منه قبل ان نريك قدرك .
رفعت مي راسها بعدما كانت قد حنته من وقع الموقف عليها لترمق فتاة تقف خلفها مجموعة
اخرى من الفتيات اللواتي ابدين استعدادا مبالغا فيه و كانهن على وشك دخول حلبة مصارعة،
كانت تلك الفتاة هي التي اخرجت تلك الجملة !
على ما يبدو فان ذلك الشاب الوسيم ذو شعبية كبيرة بين الفتيات و الا ما كن قد تدخلن في الموضوع .
- انا لم اخطئ في حق احد حتى اعتذر !
كانت مي تتمتم و ترتجف و هي تخرج عباراتها الهزيلة تلك، و كان الفتى يقف ببروده الذي
ابداه سابقا غير معلق على ما يحدث و كأنه غدا متفرجا بعدما كان الطرف الاساسي في المشكلة .
احتدم الامر و تحول الى كلام لاذع و سوقي اخرجته الفتيات موجهات اياه الى مي التي
فضلت عدم الرد و ما كان لها الانسحاب ايضا، فالتلاميذ احتشدوا مشكلين دائرة حول
مكان الجدال غير تاركين منفذا لأي طرف حتى يخرج .
لقد تأثرت مي كثيرا بما جرى، و لكنها فضلت عدم اظهار مشاعرها على اية حال، فان
اجهشت بالبكاء سيكون موقفها ضعيفا و سخيفا، و هي لن تقدر على الرد بالمثل على
الفتيات ليس انها تربت على عدم ذلك فوالدتها طالما استخدمت الفاظا رديئة وسط
البيت، لكن شيئا ما منعها في داخلها ربما علماً منها انها لن تستطيع الرد على الفتيات
كونهن يفُقنها عددا او انها استحت الرد ولو باسلوب مؤدب .
لم تكن مي تحس بمرور الوقت، و قد استمرت الفتيات في شتم مي و ربما لو ردت
لانقضضن عليها ولو كن وسط مؤسسة تعليمية .
فجأة يسمع صوت شبابي يخترق ضوضاء الحشود و يصل مسامع مي التي التفت
دون ارادة منها :
- كفى ! لقد بالغتن كثيرا، صوتكن سيصل مجلس الاساتذة و لن يتغاظوا ابدا عن
سلوككم الرذيئ هذا !
كان صوت الفتى يحمل شحنة كبيرة من الطاقة التي ربما كانت مي في حاجتها،
لكن مهلا ! هذا الشاب ليس غريبا عن مي، انه نفس الشاب الذي صادفته في
الطريق، و الذي التقت نظراتهما ..
قفزت الى خلد مي عدة افكار لم تدرِ ايها تتخذ و ايها تتجاهل، و لكن تلك اللحظة
بلا شك لهي صادمة بالنسبة اليها، ربما هي مصادفة جميلة و ربما لا ! فلم يكن
مثاليا ان تقابله و هي في موقف كذاك، لعله يتخذ منها موقفا سلبيا و يفسر ما
حدث كما لو ان مي كانت طرفا في النزاع بشكل متعمد، فلا شيء في النهاية يتبث العكس .
و بينما مي غارقة في تفكيرها، كان الفتى يحدث الفتيات بالابتعاد و تركها و ما
هي الى لحظات حتى تفرق الحشود بعدما ادركوا ان المشاحنة قد كانت من
فراغ و ليس هنالك ما يدعو التسمر و تضييع الوقت لمشاهدته .
- هل انتِ بخير ؟
كان هذا الصوت الناعم الذي طرق مسامع مي برفق هو صوت الشاب الذي جاء
مدافعا عنها قبل قليل .
لم تدرِ مي بأي الكلمات ترد عليه، فهي قبل كل شيئ في صدمة من هول
الموقف الذي تعرضت له فلم تجد غير القول بارتباك بدا واضحا و هي تمسك
حقيبتها بقوة بأطراف اصابعها النحيلة :
- انا بخير، لا شيئ يدعو الى القلق !
- لم اكن اتوقع للامور ان تتطور الى هذا الحد، لا ادري ان كان علي الاعتذار !
فهن من تهجمن عليكِ قبل كل شيئ، و انا لم اطلب منهن ذلك .
الفتت مي قليلا لترى مصدر الصوت، انه ذلك الشاب ما زال واقفا، ذلك اللئيم على
حد نعتها له في خيالها ! اجل انه اللئيم الذي وضعها في هذا الموقف الذي ما كان ضروريا .
لا يدري ان كان عليه الاعتذار ؟ اوليس هو من وضعها في ذلك الموقف الصعب، كان اولى
له التدخل لابعاد من تدخل من الفتيات كون الامر كان شخصيا بينهما و لكنه لم يفعل
و اكتفى بالمشاهدة .
- رينجي، اعتذر منها حالا ! ايا كان ما حدث فلا شيئ ينفي انه من صنيعك .
- هل هذا ما يبدو حقا ؟ و لكنني لست من طلب منهن التدخل، و الفتاة قد صدمتني
حتى وقعت، فلماذا سأدافع عنها ؟
- قلت لك اعتذر حالا وكفى ! الا ترى ان الفتاة قد ثأثرث بشدة !
- كفى تدخلا يا ياماتو، فانا لن اعتذر منها قبل ان تبادر هي اولا بذلك حتى يصبح
الموقف عادلا .
كانت مي تصغي بدهشة الى حوار كل من اللئيم و فارسها المنقذ. على ما يبدو
فانهما على معرفة سابقة ببعضهما و ليست اية معرفة، انهما صديقان .
حاولت مي استغلال انشغالهما بالكلام لتفلت من حرج الموقف، متقدمة بضع
خطوات قليلة الى الخلف لتستعد بعدها الى الذهاب دون اثارة انتباههما .
غير أن ياماتو استوقفها في خجل متمتما :
- كما يبدو ! فان صديقي الاحمق لن يعتذر مهما حاولت اقناعه، لهذا فانا اعتذر منكِ
نيابة عنه، اتمنى ان تصفحي عن تصرفه غير المسؤول وعن اي كلمة قالها في حقك فازعجتك ..
استوقفته مي دون ان يكمل كلامه و قد احمرت خجلا بدورها لتقول في نبرة متوثرة :
- لا لابأس، فانا لم اعد منزعجة بعدما حُلَّ الامر !كما يجب علي ان اشكرك، فلولا تدخلك
لتعقدت الامور أكثر .
تبادل الاثنان ابتسامة بدت غريبة نوعا ما، لكنها بلا شك لم تكن مصطنعة ..
استغاض رينجي محنحنا :
- آحم، آحم لم اكن اتوقع انك ستستغل موقفي حتى تحاول بناء شعبيتك لدى
الفتيات ايها الحقير .
لقد كانت جملة رينجي نوعا من المزاح الاعتيادي بين كل صديقين لكنها اثارت احراج
مي بشكل غير متوقع بالرغم من انها لم تكن موجهة لها من الاساس لتقول في
خلدها بنبرة طفولية متهكمة :
- يا لغبائي ! ثم .. لماذا يحدث معي كل هذا !هل كان ضروريا حدوث قصة كقصص
الدراما الان، على الاقل انا اعي ان الشاب ساعدني بدافع الشفقة لكنه كان رائعا في دفاعه عني .
و ما تلبث ان تتبادر الى ذهنها صورة غريبة تجلس فيها مع الشاب ( ياماتو )
على ظهر حصان و هو يتغزل فيها بابيات من الشعر لتعود الى وعيها بعدها و تبدأ بصفع
خديها أمام مرأى كل من ياماتو و رينجي الذين ابديا ملامح مستغربة و هما يناظرانها
بعدما كانا يتمازحان .
- هل انتِ بخير ؟
- انا ! انا بخير، لاشيئ فقط استشعرت شيئا على خدي، ذبابة على ما اظن !
لم تكد تنهي جملتها الاخيرة التي قالتها في توثر واضح حتى يأتيها رد رينجي المتهكم
بنظراته الباردة و الحادة :
- إذا، لا تمانعين ان تلتصق احشاء الحشرة على وجهك هذا .
ثم اضاف بنظرة مقيتة، و ملامح كمن يتقرف من رؤية فضلة او ماشابه ذلك :
- انتِ حقا مقرفة يا فتاة !
لقد كانت كل هاته المواقف المحرجة التي قابلتها في هاته الفترة الوجيزة كافية
لجعلها تندب حظها، و لكن ياماتو قال في لهجة توبيخ مخاطبا رينجي :
- لا افهم مشكلتك مع هذه الفتاة، لكن يفضل ان تتجنب احراجها او اهانتها امامي !
احمرت وجنتا مي، و هي ترى ياماتو يدافع عنها للمرة الثانية، كما ان لهجته لم تكن
تحمل مزاحا كما كلامه السابق نحو رينجي .
طغى صمت رهيب بعد جملة ياماتو، لتتدخل مي قائلة في نبرة شاحبة و ابتسامة
صفراء مصطنعة :
- سيتم القاء الخطاب على الطلبة الجدد بعد قليل، من لباسكم المدرسي اعتقد انكم
طلبة في السنة الاولى مثلي ! ستكون الاماكن قد امتلئت .
[ الشخصيات التي ظهرت في الفصل ]
ياماتو - طالب في السنة الاولىَ ( الفارس المنقذ على حد وصف مي ) .
رينجي - طالب في السنة الاولى ( اللئيم على حد وصف مي ) .
- دمجت التشابتر ال 5 مع التشابتر ال 6 /
حتى المحتوى يصير اكبرَ .
.gif "At (448) ض2")
، التشابتر القادمَ رح ينزل عن قريب .
لا تنسوا تنوروني بارائكم و انتقاداتكم
واهم شي ايش رأيكم بالشخصيات الجديدة ، و ايش تتوقعوا
بيكون دور كل شخصية
.
،& لا تنسسوا التقييم بعد
. < الملصصصلحة
.gif "At (138) ه1")
.
[ موعد التشابتر السادس : قريبا . ]
.gif "At (490) و3")
.gif "at1 ق1")
.gif "At (209) ش2")
.gif "At (149) و2")
.gif "At (102) ض1")
.gif "At (208) ض0")
.png "At (71) و1")
.png "At (85) خ1")
. 
.png "At (50) ق2")
.gif "At (446) و6")
.png "At (45) غ6")
