أزهارُ السّعادة سَتتفتح في رُوحي ♪. (1 زائر)

[أميرة الحِلوة.]

1438/12/20 هـ
00 : 11 مساءً
ترقبُوني ​

 

[أميرة الحِلوة.]

جُزءٌ من حيِاتي.

^

أتسائلُ أحياناً لم أشعر بأنني لستُ بخيرٍ, أعيش حياةً مملة, بائسة, لا أتذكر أنني ارتحتُ فيها يوماً
فكلّ ما كان يُسعدني كان يُحزنني بنفس الوقت, إنني أنا المُتناقضة, ما يضحكني يُبكيني
لطالما أردتّ أن أكون سعيدة, أن يمر يومي دونَ مشاكل عائلية
أن أرتادَ المدرسة دون سماع كلامٍ سيئٍ عني, و من أقربِ صديقاتي لي, أن أستمرّ بقراءةِ كتابٍ
لمدة خمسِ ساعات على الأقلّ دون مقاطعة أحد أخوتي لي, أن لا أتوقف عن تخيلّ الأشياء التي
تُسعدني و لو أن من يراني أحدثِ نفسي سيظن أنني مجنونة أو شيءٌ من هذا القبيل, لا آبهُ بذلك ..
لطالما أحببتُ الوحدهَ, كونني فيها أحدثّ نفسي بأمورٍ لا يفهمها أحدٌ سواي
فَعندما أخبر أحداً بما يدور بقلبِي, هو غالباً لا يفهمُ ما أقول, و لكنه يظنني بلهاء ولا أعرفُ أنه يُجاملني
مع ذلك.. كنت أريد التخلص من القليل فقط مما أحمله على عاتقي, حتى و لو كان لا يفهمُ ما أقوله !
لأنني و بكل صراحةٍ كنت أشفق على نفسي, كيف لها أن تتحمل كل هذا لوحدها؟ , كان ذلك في السابق ..
أما الآن باتَ هذا الشيء لا يؤثر فيني قط, لا يُهمني إن كنت أتحمل ذلك وحَدي ..
أصبحتُ أحدث نفسي أكثر من أي شخصٍ آخر, عرفت منذُ البداية أن لا أحد سَيفهمني
سواي.. سوى نفسي, قد تظنّ ما أكتبُه مُكتئباً أو حزيناً, لكن أنتَ لا تعلم ما السعادة التي زُرعت
بداخلي عندما وجدت نفسي, عندما اكتشفت أنّ بي روحاً أخرى تحنو عليّ
أكثرَ ممن حولي, أحدّثها بمشاكلي و بما يدور في عالمي, عندما علمت أن نفسي
لن تخذُلني كما فعلوا, إنني الآن مُرتاحةٌ جداً, أحدّث نفسي, تفهمني, فتواسيني
و تُبري الجرح الذي بداخلي, كنت أبكي معها, و كانت هيَ تتألم, عاهدت نفسي بعدها
أن أعتنيَ بها أكثر, أن أحافِظ على ضحكتها و بريق عينيها ..
أن لا أسمحَ لأحدٍ بأن يؤذيني و يتسبب في بُكائي لكي لا يؤلمها ذلك ..
عاهدتها أن لا أقتربَ مما يُحزنها أو يعكّر صفوَ مزاجها, عاهدتها بأنها ستأخذ كلّ ما تريد
و لن أسمح لأحدٍ بأن يقفَ في طريقها, هيَ ستحقق أحلامها, ستصل إلى أهدافها, لا يُهم
إن كانت لم تجد من يُحبها حتى الآن, فهيَ مكتفيةٌ بي, و أنا مُكتفيةٌ بها, إن شعَرَت يوماً بأنها بحاجةٍ
إلى يدٍ أخرى تحتضن يدها, سَأمسك بيدها بكُل ما أوتيت من قوّة, فأنا مُقتنعة تماماً بأنها لا تحتاج أحداً سواي
عاهدتها بأنها ستُصبح أقوى, ستصبح أعقل و أكثر حِكمة, لا يهمّ إن كانت لا تزال
صغيرةً في العُمر, فالحكمة لم تكن يوماً بكِبَر السن, لا بأس بكوني وحيدة, فلا أزال أملكُ الكتب
و الكثير من القهوة, و قليلاً من الموسيقى, و هذا كله بمثابة عالمٍ آخر بالنسبة لي ..
~
نفسي ثُم نفسي ثُم نفسي .​

 

[أميرة الحِلوة.]

عَرَفْتُ الهَوى مُذ عَرَفْتُ هواك

وأغْلَقْتُ قَلْبي عَلىٰ مَنْ عَاداكْ

وقُمْتُ اُناجِيـكَ يا مَن تـَرىٰ

خَفايا القُلُوبِ ولَسْنا نراك

أحِبُكَ حُبَيْنِ حُبَ الهَـوىٰ

وحُبْــاً لأنَكَ أهْـلٌ لـِذَاك

فأما الذي هُوَ حُبُ الهَوىٰ

فَشُغْلِي بذِكْرِكَ عَمَنْ سـِواكْ

وامّـا الذي أنْتَ أهلٌ لَهُ

فَلَسْتُ أرىٰ الكَوْنِ حَتىٰ أراكْ

فلا الحَمْدُ في ذا و لا ذاكَ لي

ولكنْ لكَ الحَمْدُ فِي ذا و ذاك

^
رابِعة العدوية .​

 

[أميرة الحِلوة.]

باتتَ ذكرِى جمّيلة.

تلكَ كانت أعذبُ كلمةٍ نطقتها, و أصدقُ شعورٍ أُخرج من قلبِي !
عندَ رؤيتي لها تتخطّى وجُودي و تسير ذاهبة, أحنيت جسدي بطريقةٍ أشبهُ بالجلوس ..
ارتخت عيني و قد كان وجهي خالياً من المشاعر, تناقلت الأفكار سريعاً فـ داخِلي ..
لم يرُق لي أن تذهب هكذا دونَ أن أُعلمها بأنني أحُبها بحبِالي الصوتية, فقد كانت تعلمُ
ذلك من خطّ يدي فقط !, التففت سريعاً للخلف و صرختُ بتعجّلٍ مناديةً لها ..
طريقة مشيَها ساعدتني على رؤية نصفِ جسدها و جُزءٍ من ملمحها, كانت تمشي
بهدوءٍ على يساري في بُعد مسافة عني, مُتجهة إلى سلالم النزول بنظرةٍ أقرب للشرود
لا أعلم إن كانت قد تعمّدت تجاهُلي ..أو أنها لم تسمَع حقاً, و لو لم يكُن ما أريد
إخبَارها بتلك الأهمية لما ناديتها للمرةِ الثانية, التفّت لي و هيَ تميل رأسها مُبتسمة ..
تمدّ يدها اليمنى في محاولةٍ لوضعِ غّرتها الأمامية خلفَ أذنها اليُسرى, رفعت صوتي
عن المُعتاد و أنا أخبرها أنني أحُبها بنبرة ضعف و نظرةٍ مُرتجفة, تسارعت نبضاتُ قلبي
في حين كان مسمعي ينتظر سماع إجابتها, و بلحظةٍ واحدة شكرتني و هيَ ترمِشُ ضاحكة
و تلتفّ لجهة السلالم مرة أخرى, و قد أنزلت يدها بعد أن نجَحت بوضعِ غرّتها خلف أذنها ..
راقبتُ نزولها بتمعنّ لحين اختفت من ناظريّ, و بعدَ نزولها ..
استدرت أنا مرة أخرى و أمسكت بالكيس الذي اعطتني إياهُ لتوها
أردتّ فتحه و رؤية ما فيهِ لولا أن شيئاً ما شوّش الرؤية لدي, شعرت بحرارة تتجمعّ
بعينيّ .. نعم, لقد دمعَت عيني لسببٍ لا أعرفه !
اضّطُربت مشاعري, و بتّ لا أشعر بشيءٍ حينها .. تحولت ملامحي لألمٍ مُزج ببعض الحِنق
اجتاحَتني رغبة قوية في البُكاء .. و ما هيَ إلا ثوانٍ إلا و قد استجبتُ لها
احتضنتُ هديّتها برفقٍ و أنا أُدني رأسي, رفعتُ كفيّ و أنا أمرّرهما على عينيّ
في محاولة لإيقاف سائلها, كانَ شعري طويلاً حينها فانسدل مع انحناءة رأسي
ليُخفي وجنتَي المُتألمّتين, تعالى صوتُ شهقاتي, لكن ..
كانَت تلك أول مرةٍ أشعر فيها بلذةٍ في البكاء, كانت حينها .. لحظةُ سعادةٍ مُؤلمة !
​

 

[أميرة الحِلوة.]

"اللهم أعنّي على ذكرِك و شُكرك و حسن عبادتك". ​

 

[أميرة الحِلوة.]

- ما بِك؟
- أشعرُ بالقرف من الحياة .


​

 

[أميرة الحِلوة.]

- حزينه؟
نعم, كثيراً.
- هل خذلكِ حبيب؟
- يا شيخة انقلعي بُكرة دوام "̯


​

 

[أميرة الحِلوة.]

عقُوق.


كان لانعدامِ الهدوء أن يوقظه من نومه مُجبرًا، رفع جسده المُمدد على الأريكة الطويلة بصالة منزلهم، وبعيونٍ محمرّة نظر إلى مسبب الفوضى شزراً، كان هذا الأخير يميل على والدته و يحادثها بصوت مرتفع : ألا تسمعين ؟!
يبدو أن شجارا مُحتدماً اشتعل بينهما منذ مدة يجهلها، عندما استوعب الوضع نهضَ من فوره معقود الحاجبين، و في جعبته عباراتُ تقريعٍ كثيرة من قبيل : " ألا تراقب نفسك أيها الجاحد؟ هل عُدت من سفرك كي تُعنّف والدتنا؟ متى كنت هادئاً حدّثتها بأسلوبٍ لين؟ وإن غضبتَ عاملتها بقسوة!"
وقبل أن يفتح فمه بحرفٍ استدار الآخر إليه ليصب بقية غيظهِ عليه تأكيداً:
- أحضِر مفتاح السيارة وسخنها ريثما أساعد والدتي على السير، سآخذها إلى المستوصف القريب لا أعلم ما مشكلة أذنيها، أعتقد أنها تعاني منها منذ يومين!

-مُقتبس-

 

[أميرة الحِلوة.]

" يا الله، متى يفهمُ الناس أنّ لكل هوايةٍ فتور،
و أن لكل شخصٍ عُزلة، و أن لكل وجهة نظر تغيُّر،
و أن إتخاذ قراراتنا لنا، متى يتركُ الناس الناس؟ ".






​

 

[أميرة الحِلوة.]

"حافظ على تفاهاتك الصغيرة التي تجعلُك
تضحك و لو مرّة واحدة في اليوم".


​