من يكتب لن يموت أبدًا- أكمل القصة (1 زائر)


Yarrow

في فؤادي الرَّحيب مَعبدٌ للجَمال
إنضم
18 يونيو 2018
رقم العضوية
9133
المشاركات
7,753
الحلول
4
مستوى التفاعل
65,723
النقاط
1,368
أوسمتــي
28
الإقامة
Sumeru
توناتي
220
الجنس
أنثى
LV
6
 
at158862249351761.png

at158862249364913.png

اكتب يا هيبا، فمن يكتب لن يموت أبدًا
-يوسف زيدان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ق00، كيف الحال رواد قسم القصص والروايات؟ أتمنى انكم بخير جميعًا
نظرًا لقلة نشاط القسم ): ! قررت أنزل هالموضوع علمود نلعب ونظهر مهاراتنا بالكتابة بنفس الوقت!
الفكرة تعرفوها جميعًا، راح أنزل بارت أول لرواية.. وانتم تكملون أحداثها، لكن لدينا بعض القوانين:
at158862249367344.png

1- أن لا يقل
الفصل عن عشرة سطر.
2- مهلة كتابة البارت هي 24 ساعة وبعدها يتم تجاهل الحجز.
3- الإلتزام بالتصنيف الذي يتم تحديده للرواية.
4- أقصى عدد لفصول الرواية هو 20 فصل ، إن زادت عن ذلك يتم إلغاءها والبدء برواية جديدة.
5- عدم الإستهزاء بأفكار الأعضاء و السخرية منها.

القوانين قابلة للتغيير إن لاحظت اي خلل..
at158862249368975.png

الرواية الأولى:
التصنيف: دراما- تشويق- كوميدي- تأريخي
الفصول:
1- 2-

مسموح لكم جميعًا البَدْء، لكن لإن هذه أول مرة بدأت فيها انا هي11
أطلب منكم الجدية وعدم تخريب الموضوع، إذا خلصنا الرواية إن شاء الله نتناقش على اسم لها ق00
شكرًا لـ @HAROLDs على تصميمها الهيدر ق00
at158862249372567.png

at158862249361262.png
 
التعديل الأخير:

Yarrow

في فؤادي الرَّحيب مَعبدٌ للجَمال
إنضم
18 يونيو 2018
رقم العضوية
9133
المشاركات
7,753
الحلول
4
مستوى التفاعل
65,723
النقاط
1,368
أوسمتــي
28
الإقامة
Sumeru
توناتي
220
الجنس
أنثى
LV
6
 
at158862249351761.png

at158691092812411.png


at158862249364913.png

إليكِ..
كيف حالكِ؟ أعلم انه لمن الغريب أن يسألكِ شخصٌ مبهمٌ مثلي عن حالكِ وكيف أنتِ؛ آمل أن تكوني بخير، فلمْ
أسمح للنوم أن يُغمض أجفاني قلقًا عليكِ... أطلبُ منكِ العفو، فقد غَفلتُ عن الصخرة التي أوقعتكِ
ولمْ أنتشلها من أحضان الأرض. لإحدثكِ عني، شخصٌ ضعيف قد حمله صوتكِ العذبُ كالنهر بعد أن كان
ورقةً سقطت حيرى من غصنِ شجرة، لا تعلم الطريق وأين الرحيل فقد تخلت عنها أمها-الشجرة وصارت تسير تتبعُ النهر وتخطو وراءه.
لو تعلمين.. كيف رفعتيني إلى السماء عاليًا، أسبح بين الكواكب كأنني نجمٌ؛ اضيء عالمي.. عالمي الذي لا يخلو منكِ.

-الورقة
at15886224937388.png

أسمعُ صرخات السعادة والضحكات العذبة تملأ المنزل. كم يؤنبني ضميري لِعدم قدرتي على السعادة مثلهم، أشعرُ بالحزن
والبؤس الشديد، حتى أنني أشعر بالغضب من نفسي وسرعان ما أُفرغه على كُل من يتجرأ من الإقتراب مني.أختبيء في غُرفتي لِأزداد ظلامًا فوق ظُلمتي.
-" آنستي.."
نادت من خلف الباب بتزامنٍ مع طرقاتها
-"ادخلي"
أجبت؛ لتدخل الغرفة بخطواتها الفوضوية المُنزعجة
-"مابكِ آنستي؟ لمَ تختبئين هنا؟"
-"إلهي و كأنكِ لا تعلمين!"
أجبتها بسخرية؛ لِتردف مغيرةً الموضوع
-"هيا.. هيا، لِنقم بتغيير ثيابكِ، سنخرجُ من هنا، ألا يكفي سجنكِ لنفسك؟"
-" لِمَ لا تفهمين؟ لا أريد الخروج! أنتِ..."
لمْ أُكمل لأنها أمسكتني و قالت:
-"ألستِ تُريدين الإبتعاد عن البشر؟ هيا سأُحقق لكِ مرادكِ"
-" ماذا تقصدين؟ أتحاولين قتلي؟"
-" آنستي! كأنكِ تُحدثين عدوةً لكِ لا صديقتكِ الخادمة..."
أجابت بعتب، وشبكت يدي في يدها
-"إبتعادي عن البشر يشملكِ أيضًا"
قلتُ بهدوء؛ لِتردف بنفس النبرة
-" أعلم ذلك؛ لِذا سأكون صامتةً طوال الطريق.. هيا بنا"

في جهة اخرى عند مكانٍ آخر، قد أنهك التعب ماثيو؛ فهو يسقي الزرع ويُقلم الأشجار منذ الصباح، قَد أخبرهُ رئيسه أن هُناكَ
حفلة ستقام مساءً على شرفِ ابن السيد جوزيف، فقد عاد لهم كضابطٍ كبير في الجيش، و ها هم يحتفلون به.
أخذ ماثيو شهيقًا قويًا، يستنشق هواء الربيع، فما أجمل الربيع يأتي بعطاياه للناسِ جميعًا. الألوان تنتشر في الحديقة؛ فالزهور متفتحة تهب رائحتها العطرة لكلِ مار.
أما العصافير تعزف ألحانها العذبة؛ لِتتراقص عليها وهي تطير.
رفع رأسه للسماء المُختبئة، فكم هي رقيقة شمس الربيع؟ تختبئ وراء السحابِ تارة، ثم تخرج من وراءها وتمد العالم بضوئها تارةً اخرى، ياللشمس الخجولة.
رأى من بعيد سيداتان نبيلتان، و كُلما أقتربتا خطوة توضح له من هما، الآنسة إبنة صاحب هذا القصر وصديقتها، قد تعرضت
إبنته لحادثٍ أفقدها بصرها. كان سيد جوزيف وزيرًا في الدولة،أنتشرت العديد من الإشاعات عنه، ونُفيَ من المدينة بعد أن كشف القضاء إستلامه للرشاوي-بحسب الإشاعات، إلى هذه القرية و تم تصدير أملاكه، لمْ يتبقى له سوى منزله هذا، والذي لم يتم تصديره لأنه كان مكتوبًا بإسم زوجته؛ لِتنتهي ثروته الباذخة تلك.
ولكنها إشاعات، لا أحد يعلمُ سبب نفيه من المدينة و طرده من عمله.
العديد من الأشخاص كانوا يحبونه، هو يملكُ وجهًا لطيفًا محبوبًا بخدودٍ وردية و كرش كبير، طويل القامة، ويُعامل من حوله كأصدقاءٍ له حتى خدمه.
وظهور مثل هذه الإشاعات تثير الشكوك! البعضُ يقول ان أحد مُنافسيه قد قام بهذه المكيدة؛ لِيُجرده من منصبه.
الجشع وما يفعل، فالبشر أحيانًا يكونون أسوأ من أسدٍ جائع يتحايل على فريسته، على الأقل الأسد لا يهجم على بني جنسه-الأسود. أما البشر فهم يأكلون بعضهم بعضًا.

أما اماندا كانت تسير بحذر مُمسكةً بصديقتها-جيزيل. لكنها وقعت؛ بسبب صخرةٍ كانت بالطريق
تأوهت اماندا بألم ونزلت جيزيل بقلق لمستواها تحاول إعانتها على الوقوف...
-"آسفة، سامحيني أرجوكِ!"
قال جيزيل. صرخت اماندا بوجهها:
-" ألا يجب عليكِ أن تكوني حذرة أكثر؟ أنا أتألم الآن..."
نطقت جيزيل بكلمة(أسفة) خافتة. ثم أردفت
-" أتودين العودة للمنزل؟ أتستطعين الوقوف؟"
-"لا، لنواصل المشي، يبدو الجو لطيفًا. لازلتُ أود الهرب من أجواء المنزل اليوم"
-" كما تُريدين..."
صمتت لوهلة ثًم أكملت..
-" لازلتِ كما أنتِ اماندا، لمْ تتغيري. أتذكرين عندما كُنا صغارًا؟ كُنا نهرب من الحفلات والتجمعات، انا أيضًا أود الهرب منها
لكن طبيعة عملي-كما تعلمين؛ تفرضُ عليَ أن أستمر في حضورها، لخدمةِ الحضور."
-" انتِ لا تعلمين سبب هروبي منها، فسبب آخر حفلة حضرتها قد فقدت بصري. و لازال هذا الخوفُ يلازمني، أن أفقد شيء آخر..
أتذكرُ تمامًا تلك الحادثة. كأنها حدثت بالأمس، أعتقد سبب تذكري لها جيدًا؛ هو لأنني كُنت أرى حينها.."
اعتصرت اماندا يد جيزيل وهي تتحدث، قالت جيزيل كمحاولة لمواساتها
-" فقد البصرِ شيءٌ رائع! أنتِ لا ترين مدى بشاعة البشر، أتمنى لو كُنت فاقدة البصر، فلا أرى نظرات الإستهانة والإستنكار كُل يوم..."
لكن لمواساة جيزيل معنىً خفي، فهي حاولت أن تفتح قلبها وتخبر صديقتها الآنسة مِما تُعانيه. قالت اماندا لها:
-" إن فقدانكِ لبصركِ أشبه بالنفي عن العالم، انا موجودة! لكني أشعر بانعدام وجودي بالوقتِ ذاته. أسمع الجميع ولا أراهم، يرونني ولا أراهم. أُيُ عذابٍ هذا؟ "
أكملت بتنهيدة
" أتوق شوقًا لرؤية وجه أمي، اتسائل كم تغير؟"
أكملتا السير بصمت بعد هذا الحديث، لتذهبا إلى مكانهما الخاص "المخبأ" كما تُسميه اماندا، حتى غروب الشمس، واستقبالهم للقمر.

جيزيل واماندا صديقتا طفولة، جيزيل إبنة خادمة تعمل عند والدة اماندا. وبعد فقدان اماندا لبصرها، لازمت جيزيل صديقتها، فهي تُرشدها في خطواتها
وتصف لها الأوجه والحركات، وتسرد عليها قُصصًا من الكُتب. بالرغم من مزاجية اماندا وعصبيتها ألا أنهما ملازمتان لبعضهما، فهما يشعران
بالإندماج معًا، وكم نادت اماندا جيزيل بصديقتها الروحية.

كان حقل السيد جوزيف وفيرًا من المحاصيل و الفلاحين. يعمل الفلاحون بجد، في حراثة الأرض وسقيها.
فالسيد جوزيف يعطي لهم مرتبًا جيدًا لقاء عملهم، كما أنه يسلمهم نصف ثمن بيع المحصايل، وكم كانوا شاكرين على ذلك.
حَدث بيل نفسه:
بَعد يومٍ شاقٍ في حراثة الأرض وجمع بعض المحاصيل، هأنذا أتوجه إلى سريري مُستقبلًا الأحلام التي تنتظري. وضعتُ رأسي على الوسادة أفكر بكيفية ذهابي غدًا إلى المدينة و بيع بعض المحاصيل. فزعتُ وأنا أتذكر آخر عملٍ لم أعمله في الحقل.. قد نسيت تقليم أشجار التفاح! تنهدتُ طويلًا و يبدو أنني سأتاخر ببيع المحاصيل غدًا، لو أن النوم لا يحاولُ إغلاق أجفاني لجمعتها الآن..
بعد حوالي خمسِ ساعاتٍ، استيقظتُ على صراخِ أحدٍ من الخارج بـ"بيل استيقظ حريق.. حريق" فزغتُ و هرب النوم من عَينيَّ، أسرعتُ خارجًا؛ أرى العديد يحملونَ دلوًا من الماء يسرعون به بإتجاه الحقل. أمسكتُ أحدهم ليِخبرني ما حدث
" الحقل! الحقل قد احترق"
أخبرني بصعوبة يحاول بلع ريقه للحديث..تركني بعد قوله مسرعًا لملِئ الدلو..صُعقت من كلامه وطرأ على فكري حقلي و محاصيلي وجهدي؛ أسرعتُ بإتجاه الحقل واتأكد من محاصيلي. عند وصولي لِهناك، رأيتُ كل شيء يحترق. حتى التفاح في الأشجار. أجشهتُ باكيًا كالطفل تمامًا محاولًا إنقاد المُتبقي منها. وعند تباشير الصباح، جلستُ و من معي على الأرض نُعاتبها
"لِما احترقتِ؟"
قد أصبحتِ رمادًا، قاحلةُ جرداء، كأنها لمْ تُزرع..
"الحريق كان مفتعلًا"
أخبرنا ماثيو...

at158862249361262.png
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Bright Moon

هاكونا ماتاتا ツ
إنضم
25 أبريل 2019
رقم العضوية
9930
المشاركات
4,625
مستوى التفاعل
7,324
النقاط
477
أوسمتــي
5
الإقامة
мσσиℓαиɒツ
توناتي
1,276
الجنس
أنثى
LV
1
 
at158691092812411.png
نم قبل ان تأتيك ماري العجوز!!

الفصل (2)


تدافع جميع من في القرية نحو الحقول التي اضحت سوداء كالليل,
لا زالت الادخنة تتصاعد من بين الحشائش المتفحمة ,وروائح الفواكه المحترقة تسبح في الهواء
وتداعب الانوف لتزيد النفوس ألماً على ألم.

وتعالت اصوات الفلاحين الهلِعة وصار مكان اجتماعهم صاخباً ومكتظاً..
كان السخام يملأ وجهوهم حتى أنك لا تكاد تميز ملامحهم وربما الشيء الوحيد الذي كانوا محظوظين فيه
بعد تلك الليلة المشؤومة هو ان لا احد اصيب بأذى الا من حروق طفيفة مُنْيَّ بها من كانوا في الصفوف الامامية.

هناك بعيداً عن تلك الفوضى -وعند صخرة روين -وقف ايكاردو محتضناً زوجته وهما يشاهدان مقدار الدمار
في الحقول بينما اعينهما تبحث في صمت ويأس عن بصيص أمل في حقلهما .
امسك ايكاردو يديّ زوجته شاردة الذهن: لو علمت أوديل بمقدار خشونة يديك لأغمي عليها على الفور!

ابتسمت كوزيت بهدوء بينما تزحف ابتسامتها لعينيها الحزينتين, وهي تتخيل منظر المربية أوديل الوقورة
عند رؤيتها ليديّ آنستها وقد تحولت الى كتلتين من الحجارة الخشنة والصلبه.

اردف ايكاردو: آسف عزيزتي ,لولا جرك إلى هنا لما...
قاطعته كوزيت بنبرة عاتبه: توقف ايكاردو ! لقد اتيت معك بمليء ارادتي
-ونظرت الى يديها بتمعن-: ويداي هاتان هما دليل سعادتي وفخري
ولو كان والدي على قيد الحياة لازداد فخره بي.

اومأ ايكاردو برأسه وابتسم : معك حق.
غرقت كوزيت في افكارها بينما تنظر بحب لوجه زوجها الهاديء:
ايكاردو حقاً زوج عطوف ومحب ,ولكنه يلوم نفسه لكل ما يحدث لي
–حبست تنهدها- لقد عاهدت نفسي على البقاء معه طوال حياتي مهما كان
حجم ما ألاقيه.

قاطع الهدوء بينهما صراخ كارل الغاضب ,فتنهد ايكاردو بإنزعاج وتمتم بكلمات لزوجته
وبعدها انضم الى البقية لتهدئة النقاش
تابعته كوزيت بنظراتها لتستقر عيناها عليهم,فما كان منها الا ان تقترب منهم وتستمع الى نقاشهم
لكن عقلها وكل افكارها تحتضن صورةً محددة ,
هناك... حيث تقف صخرة روين الشامخة وحيث يقبع حقلهم الحبيب.

استيقظت من شرودها بصوت تحرك الحشائش بقربها
إلتفتت لمصدر الصوت, ولم تكون سوى العجوز النكدة ماري وهي تنكز كومة من الاعشاب بعكازها

قامت كوزيت بتحيتها بلباقةِ آنسةٍ نبيلة : آوه, العمة ماري انتِ هنا؟
ماري -بإقتضاب -: وماذا ترين ايتها الشابة؟

صمتت كوزيت وهي تبتلع احراجها بهدوء ...

×××

العجوز ماري هي مجنونة القرية -ان جاز التعبير- فهي لا تخرج من منزلها لأي سبب حتى
ولو كان بمناسبة الاعياد ,وهي دائماً تطرد الجميع عند الدخول في ملكيتها
ويُضاف لكل هذا وذاك انعزالها عن بقية سكان القرية مما ساعد في تكاثر
الشائعات حولها فمنهم من يقول انها لا تخرج سوى ليلاً لإرتكاب جريمة ما
فحتى عندما تختفي فطيرة التفاح من النافذة تكون هي المتهم الاول.

فهي اصبحت خرافة القرية التي يخيفون بها الاطفال عند عدم اطاعتهم لآبائهم او
عند معاندتهم للذهاب الى فراشهم والنوم
واصبحوا يتناقلون عنها القصص والحكايات التي لو امعنت فيها لوجدتها ضرباً من الخيال
لكنك لو نظرت اليها ستعلم سبب تلك الاشاعات,, فالجميع يراها فقط ككتلة من التجاعيد ,
مع جبين مجعد لكثرة تقطيب الحاجبين و بملابس سميكة وثقيلة ترتديها في كل الفصول.

وعند إقترابك منها يمكنك ان تشم رائحة النعناع التي تحبها القطط
أجل! كان يشاع عنها انها لم تحب سوى القطط طوال حياتها...حتى ان ابنائها قاموا بهجرها لأنهم لم
يستطيعوا التعامل مع اسلوبها النكد ومعاملتها الفظة
ولكن بدلاً من قولهم انها تحب القطط , يقولون انها تحب تناولها!!

××××

رفعت العجوز ماري رأسها بعد صمت طويل بينما ثبتت نظرها على مجموعة الرجال لتتقدم بتمهل
في اتجاههم وتقف بقرب كوزيت المترقبه

تمتمت بحنق: لقد اتت عائلة جوزيف أفينول وجلبت الخراب معها.

.
.
.

في هذه الاثناء


"الحريق كان مفتعلاً"
-رددها ماثيو كأنه يحاول اثبات ذلك لنفسه اكثر من اثباته لغيره-

وثب كارل بقوة على قدميه ليمسك ياقة ماثيو محاولاً خنقه
-هل فقدان الحقل افقدك عقلك ايضاً؟
امسكه مارتن من يده : يكفي يا كارل اتركه ,فجميعنا نمر بوقت عصيب لذا....
قاطعه كارل بحدة : ما الخطب مع هذا الاسلوب في الكلام ,اتعني انني ازيده سوءاً؟

صمت الجميع ,فلا احد يحب ان يشارك في نقاش يكون كارل طرفاً فيه
لأن المزاح والجد عنده سواء ,اضافة الى ان النقاش معه كالحديث مع صخرةٍ صماء.

قاطع مارتن ذلك الهدوء: ألا يجب ان نرسل احدهم ليخبر الرئيس بما حدث؟
اجابه كارل بقسوة :وهل الرئيس اعمى ,هل تريد اخباري بأنه لم يرى ألسنة اللهب من هناك؟.. بربكم!!
-رفس كارل كومة السخام بقوة واردف- :سحقاً لكل هذا! ,نعمل كالبغال لأشهر عدة وها نحن ذا نكافأ بالرماد
كسى وجوه الحاضرين حزن وانكسار ,ماذا عساهم يقولون وقد ضاع جهدهم مع الرياح

كان بيل غارقاً بصمت في عالمه الخاص,لقد خارت قواه
فجلس على الارض بتمهل بينما يتحاشى النظر لحقله المحترق, وبدأ يندب حظه السيء ..
وبعدها اطلق ضحكة مُرة على آماله التي بناها والليلة التي قضاها بالحلم
في محصول وفير وقطاف ناجح
-على الاقل ليس عليّ جني التفاح الآن.
.
.

ضمت كوزيت يداها ,لتقول -بتردد وخفوت -: لماذا قفزت الى هذا الاستنتاج ياسيد ماثيو؟
أخذ ماثيو نفساً عميقاً : اننا في الربيع, ويستحيل مع هذا المناخ والنسمات الباردة ان تشتعل الحقول بفعل الحرارة
ودعونا نأخذ بالاعتبار رطوبة الارض بعد هطول الامطار ليومين -واضاف بتردد- كما انني بقيت
في الحقل حتى وقتٍ متأخر و....

قاطعه كارل بإبتسامة ساخرة: ولما لا تكون أنت هو الفاعل؟ -قطب حاجبيه في غضب- تريد توزيع
اتهاماتك بيننا كما تشاء لأنك تعلم تماماً بأنك لن تكون متهماً بما انك عامل العائلة المدلل!

بدأ الجميع بالتهامس...
-ها قد بدأ من جديد, ..وهمس شخص آخر : كل ما يقوله فقط بدافع الغيرة والحسد!
صرخ كارل بحنق :اذن سيد ماثيو...من الفاعل؟
تنهد ماثيو بقلة صبر: كل ما قلته هو ان الحريق مفتعل ولم اقل انني اعرف الفاعل!
هز كارل كتفيه بسخريه : لم اتوقع منك اكثر من هذا

-الرجال حمقى!

إلتفتوا جميعاً لمصدر الصوت متفاجئين ,فلم تكن سوى العجوز ماري متكئة على عكازها

-بدلاً من النقاش في امور تافهه لماذا لا تبحثون عن الفاعل,
يغيب عقلكم عند الشدائد وتتصرفون برعونة كالثيران

ثارت ثائرة كارل:
اخرسي يا امرأة! آخر ما نريد سماعه هو ترهاتك ...حقولنا فنت عليكِ اللعنة!

تجاهلته ماري بلا مبالاة بينما يحاول بعض الرجال تهدأته وهو يوزع صراخه وشتائمه
يمنةً ويسرة

وفجأة سمعوا صهيل خيل يأتي من البعيد...تنبه اهل القرية للقادم ...
انه رئيس العمال والمسؤول عن شؤون القصر في غياب السيد جوزيف
....السيد ايفورن الموقر
عند وصوله هدأت العاصفة فلم يعد يُسمع صوت همس أو صراخ
-لابد انها كانت ليلة شاقة على الجميع...هل هناك اي اضرار بشرية؟
اجابه ايكاردو: لا يا سيدي الجميع بخير -واردف بحزن- فقط الحقول هي من تضررت

اخذ ايفورن يتأمل الحقول التي ما عادت يليق بها هذا الاسم
فما هي الا ارض خاوية غادرتها الحياة ويكسوها السواد
عاد ببصره الى رعية السيد ,كان السخام يغطي كل جزء منهم حتى ملابسهم
وتلك الحروق المتفرقة ما كانت الا دليلاً على كفاحهم المستميت لإيقاف نهم النيران وجوعها الفتاك

ترجل من حصانه وسار مبتعداً نحو الحقول ...
-حسناً اذاً...من سيخبرني بما حدث هنا؟






في القصر:

لقد مرت ليلة الحفل بصعوبة بالغة على ساكنيه
خاصةً على اماندا ...التي لم تسلم من مضايقة احدى ضيوف الحفل الغير مرغوب فيهم
فبعد عودتها من المخبأ مع جيزيل:

- جيزيل ...لنذهب من الباب الخلفي للمطبخ
-حاضر آنستي....سنسير ببطيء ,رباه! الظلام حالك رغم وجود القمر
- هل تسخرين مني يا جيزيل؟
جيزيل -بهلع-: لا يا آنستي كيف اجرؤ!!
أطلقت اماندا ضحكة خافتة فجيزيل دائماً ما ترتبك عندما يُساء فهمها
- انا امازحك فقط...انتبهي للطريق حتى لا اتعثر مرةً اخرى.
-حاضر آنستي .

وبعد برهة من الصمت -آنستي بشأن الاصوات التي سمعتيها أثناء تجولنا,أنا أعـت....

-أوه انظروا من لدينا هنا؟ ....آنسة اماندا لقد مرّ وقت طويل

اشتدت قبضة اماندا على يد جيزيل وسحبتها قليلاً لتحث جيزيل على مواصلة السير

- كم هذا يؤلمني ..انتِ حقاً لا تريدين إلقاء التحية على صديقتك؟

اماندا -ببرود- : لم يكن لدي صديقة من قبل...عن اذنك.

تابعت جيزيل واماندا طريقهما كما خططا تماما,بينما تحدق فيهما الضيفة المتطفلة بسخرية
-ليست سوى دمية متضررة.
علقت جملتها في الهواء بينما إلتفتت متوجهةً الى قاعة الحفل.

***
في ذلك الصباح:

كانت جيزيل تركض في الممرات بأسرع ما لديها بينما تتخبط بالخدم وتعتذر, الى ان سقطت على الارض
- يا خالق السماء! جيزيل ما بكِ ايتها الحمقاء؟
جيزيل: انا آسفة يا آرتي ,لكنني مستعجلة جداً اريد اخبار الآنسة بـ....
قاطعتها آرتي بينما تلتفت إلى زميلتها - هاه! انها تتفاخر مجدداً لأنها المفضلة عند الآنسة
لتردف صديقتها : لا أعلم لماذا تم توظيف شخص متدني النسب مثلك..إعرفي قدرك يا هذه!

-ما الذي يحدث عنها
قاطعهم ذلك الصوت الحاد والمتزمت
آرتي: أوه سيدة مارغوث ,انها جيزيل ,انها تتصرف بطريقة خرقاء مجدداً
حدقت مارغوث بحدة في وجه جيزيل التي لم تنهض بعد
- ايتها الشابة,انهضي فوراً,تصرفات كهذه لا تليق بقصر السيد
نهضت جيزيل على عجل - أوه اعتذر سيدتي
السيدة مارغوث: قومي بعملك جيداً ,وانتن ما الذي تفعلنه هنا؟
اذهبن الى المطبخ حالاً
الخادمتان: أمرك سيدة مارغوث!
حاولت جيزيل متابعة طريقها ولكن اوقفتها مارغوث:
-انتظري....اخبري الآنسة اماندا ان السيد سيلتقي بها في وجبة الفطور ..ولا اعذار هذه المرة
هل هذا مفهوم!
قالت جملتها بحدة لتبتلع جيزيل ريقها : نعم سيدتي


صوت طرق هاديء قاطع تأمل اماندا الطويل ...فبعد ليلة صاخبة دائماً ما تستيقظ في مزاج عكر
-ادخلي جيزيل
- آنستي صباح الخير...هل نمتِ جيداً؟
توجهت الى النافذة لتبعد الستار
-هل تمازحينني يا جيزيل؟...كيف انام وذلك الجحيم في الطابق السفلي؟
تنهدت بإستياء
-أوه آنستي لا اعلم ان كان الوقت ملائماً...
-تحدثي جيزيل...تعلمين انني اكره المقدمات
قالت ذلك وهي تحاول جمع شعرها للخلف لتأتي جيزيل وتتولى الامر
-آنستي ,ان السيد يريد ان يلتقي بك في وجبة الفطور....ستكون وجبةً عائلية.
تردد صدى كلمات جيزيل في الغرفة
اماندا -بهدوء- : عائلية ,هاه!
وبعد دقائق عديدة اخرس فيها الصمت كلماتهما الا من صدى تحركات جيزيل في الغرفة
لتقتل الاخيرة ذلك الصمت بينما تحدق عبر النافذة:
-أوه لقد تذكرت امراً ...الحقول يا آنسة!
لقد اندلع حريق في حقول والدك ,السيد أفينول!
-ماذا؟!
-آنستي ,هل تعتقدين ان الامر له علاقة بالصوت الذي سمعتيه بالامس؟

اماندا : صه!!​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
25 ديسمبر 2019
رقم العضوية
10655
المشاركات
261
مستوى التفاعل
2,430
النقاط
240
أوسمتــي
4
العمر
5
الإقامة
Ahlem's heart
توناتي
226
الجنس
أنثى
LV
1
 
البارت الثالث
نزلت اماندا الدرج بهدو ء بينما تستند على جيزيل ، كان الصمت يخيم على غرفة الطعام التي تتوسطها طاولة خشبية كبيرة عليها الكثير من الأطباق والورود والشموع التي توحي ببذاخة المكان ، صوت حذائها وهي تسير داخل الغرفة هو ما لفت انتباه الأفراد الستة الجالسين حول تلك الطاولة ، جوزيف والد أماندا وأخاها الذي جاء البارحة ضابط الجيش ، وزوجة والدها وأخوتها البقية ،
ساعدتها جيزيل لتجلس وقالت : صباح الخير ، أردف والدها : صباح الخير أماندا ، كيف حالكِ يا طفلتي؟
ردت بسخرية : يا ترى ما سبب الاهتمام المفاجئ الذي بدأ ينصب علي، كاد والدها يتكلم الا أنها صرخت في وجهه : هل انا حتما طفلتك؟ لم تجعلني أشعر بهذا منذ رحيل أمي ، أي أب أنت وتسألني اليوم كيف حالي؟ بالطبع لست بخير وازداد حالي سوءا بعد أن جلست معكم جميعا أيها المزيفون ،
  • هل علي أن أؤدبكِ ؟لم تنسي بأنه والدكِ أيتها الوقحة ، لقد أراد أن تجتمعي معنا كعائلة ولكن أنتِ لا تستحقين أن يتم اعتبارك فردا منا ،
، لقد كان صوتا أنثويا يملؤه الحقد والكراهية انها تعرفها جيدا ، اذا أنتِ تودين تأديبي أيتها الأفعى ؟ ردت أماندا مستفزة القابعة بجانب يمين والدها ، احترمي أمي أفضل لكِ أيتها العبء ، هل تضنين أننا نحن سعداء بجلوسك معنا ؟ أنت تجلبين التعاسة في كل مكان تستقرين به ، حاولت تمييز الصوت مجددا لقد كان أخاها الأصغر
يكفي هذا ، أعرب والدها صارخا ، جفل جميع من بالقاعة ، تناولوا الطعام بهدوء وكفوا عن التفوه بالهراء ، أماندا محقة في أنني لا أعتني بها ، ولكن أنتِ لا تعلمين حجم المشاكل التي أقع بها يوميا يا ابنتي ، أنا أعمل بجد من أجلكم لذا لا أعطي أحدا من العائلة اهتماما يستحقه كادت أماندا تنفجر مرةً أخرى الا أن يد جيزيل أمسكت بكتفها همست لها : آنستي أرجوكِ ، دعي اليوم يمر بهدوء .
-
استأذن معظم الأفراد بالوقوف من على الطاولة وكذلك أماندا ولكن صوت أخاها الأكبر أوقفها : أماندا هلا تكلمنا قليلا؟
قالت بهدوء دون أن تلتفت وتقابل وجهه مجددا : حسنا ،
أردف بهدوء : فلنتكلم في الحديقة ، انها مكانُكِ المفضل ، سارت تتبع أخاها بينما تتكِأُ على جيزيل ، ساعدتها في الجلوس على الكرسي بينما الورود محيطةٌ بهما ، وابتعدت قليلا ،
ماللذي تريده ايثن ؟
هل أنتِ بخير؟
أجل ، أخبرني بما أردت أن تقوله لي ، أود العودة الى غرفتي
حسنا ، لقد اشتقت لأمي وأود أن أراها ، هل تريدين أن آخذكِ معي؟
أعربت بينما هي مصدومة مما سمعته: هـ هـ هل تعلم مكانها؟
أجل أنا أعرفه ، لقد بحثت عنها منذ فترة طويلة وعلمت بمكانها ، كما أنني أرسلت لها رسائل عديدة وردت بأنها سعيدة جدا كوني وجدتها كما أنها اشتاقت لنا كثيرا ، دعينا نزورها ،
ردت بهدوء : ماذا لو علم أبي ، لن يبقيها حية ، أنت تعلم جيدا بأنني لو لم أتوسل له مليا لما أقدم على تركها حية
لا بأس سيكون الأمر سريا تماما ، لن يعلم والدي أبدا ، وحتى ان حدث وعلم فسأحميها أنا متأكد وعازم أيضا على حماية والدتي
هل لك يدٌ بما حدث البارحة؟
كلا ليست لم أفعل ، ولا أعلم حقا من تسبب في ذلك ، بالرغم من انني امقت ابي الا انني لن أقوم بحرق حقله ، أنتِ تعلمين ما عاناه عموما
متى سنذهب لزيارة أمي؟
مساءا ، فلنذهب مساءا سأخبر جيزيل بأن تعلمكِ عندما أنهي تجهيزاتي كلها
حسنا ، أنا ذاهبة الآن ، كما أن عليك الحذر ، قلب والدي ليس بطيبة ملامحه أبدا
ابتسم متمتما بنعم ، وأشار لجيزيل كي تساعد أماندا على الوقوف ،
-
جلست أماندا على سريرها بينما القلق بات واضحا من رجفة يديها ، آنستي مابك؟ ماذا حدث؟
لقد علم ، لقد علم بمكان أمي ، أخشى أن وراء هذا مكيدة
شهقت ووضعت يدها على فمها ، آنستي ماللذي سنفعله ؟ هل نذهب الى السيدة؟
استشعرت القليل من الصدق في كلماته ولكن لا يوجد وقت أيضا للتأكد من حقيقته عند أمي
يريدني أن أرافقه مساءا كي نزورها ،
ان كانت مكيدةً حقا فهو قد سبقنا بخطوة ، أخشى أنه علم بشأن الـ..
صاحت بها أماندا : كلا لابد أنه لم يعلم ، حتى وان علم لايملك دليلا ،
أتمنى أن يسير كل شيء على ما يرام آنستي

أنا أيضا –تمتمت بخوف
 

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل