رواية نارية قيود الظلام وصراع النور - رحلة الفارس والأميرات (2 زائر)


أبو ماريا

الأسطورة الخالدة
إنضم
22 يونيو 2014
رقم العضوية
2301
المشاركات
3,180
مستوى التفاعل
6,007
النقاط
841
أوسمتــي
5
العمر
35
الإقامة
عالم الأساطير
توناتي
2,790
الجنس
ذكر
LV
1
 
الفصل السادس

كانت أنفاسهم لا تزال مضطربة بعد المعارك التي خاضوها. جراحهم لم تلتئم بالكامل، وأجسادهم تشعر بالإرهاق، لكنهم رغم ذلك شعروا بالارتياح عندما وجدوا أنفسهم في غرفة واحدة مرة أخرى.

دانة أول من تحدثت، تنظر إلى زملائها بفخر وقلق:
"هل أنتما بخير؟"

روان، رغم التعب، ابتسمت وهي تمدد ذراعها المتألمة:
"لم يكن الأمر سهلاً، لكنه لم يكن مستحيلاً أيضاً."

أما الفارس، فاكتفى بإيماءة وهو يشد قبضته. عيناه كانتا لا تزالان تحملان انعكاس المعركة التي خاضها ضد سيد الحديد، لكنه كان مستعدًا لما هو قادم.

بعد أن اطمأنوا على بعضهم البعض، واصلوا سيرهم عبر الممر الحجري الطويل، حتى وصلوا إلى غرفة واسعة، في منتصفها رجل يرتدي رداءً أبيض بسيطًا، وجهه هادئ كأن الزمن لم يؤثر عليه أبدًا.

"لقد أتيتم أخيرًا..."

صوته كان هادئًا لكنه يحمل قوة خفية، نظر إليهم بعينين عميقتين كأنهما تريان داخل أرواحهم.

"أهنئكم على وصولكم إلى هذه المرحلة. لم يكن الأمر سهلاً، أليس كذلك؟"

حدقت فيه دانة بحذر: "من أنت؟ وما الذي ينتظرنا الآن؟"

ابتسم الراهب بهدوء، وكأنه يتوقع هذا السؤال: "أنا مجرد راهب، حارس على هذه الأرض، ومراقب لحقيقة هذا المكان."

ثم أشار إليهم قائلاً: "ما واجهتموه في الغرف السابقة لم يكن مجرد أعداء عاديين... بل كانوا تجسيدًا لخطايا البشر."

ساد الصمت للحظات، نظرات الفارس وروان و دانة ازدادت جدية.

تابع الراهب بصوت منخفض لكنه قوي: "البشر، منذ بداية الزمن، ارتكبوا خطايا لا تُحصى. بعضها كان شرسًا ومتعطشًا للدماء، وبعضها وُلِد من الألم والمعاناة. هذه الخطايا لم تختفِ، بل تطهرت في هذا المعبد، لكنها لم تجد السلام... فبدلًا من ذلك، تجسدت واتخذت أشكالًا مختلفة، تسعى للانتقام من البشر."

روان، التي لم تكن تحب الأحاديث الغامضة، عقدت ذراعيها وقالت بحدة:
"كل هذا جميل، لكن أين هي لوسي؟ من علينا أن نبرح ضربا لكي نصل إليها؟"

أشار الراهب إلى باب حجري ضخم خلفه، عليه نقوش قديمة متوهجة، وسلاسل عملاقة تقيده.

"صديقتكم خلف هذا الباب... لكن للوصول إليها، عليكم مواجهة سيد المعبد نفسه."

الفارس عقد حاجبيه، خطا خطوة للأمام وقال بثقة:
"إذن فلنقاتله وننهي الأمر."

هز الراهب رأسه ببطء، وكأن إجابة الفارس كانت متوقعة:
"لو كان الأمر بهذه السهولة... باب سيد المعبد لا يُفتح إلا بمفاتيح ستة، كل مفتاح يحرسه راهب من رهبان الشرور الستة، والذين يُعرفون باسم... شرور باندورا."

"شرور باندورا؟" سألته دانة، فضولها بدأ يزداد.

"نعم، ستة من أقوى الكيانات في هذا المعبد. كل واحد منهم هو تجسيد لأحد الشرور الكبرى التي أصابت العالم. ولكل منهم قوته الفريدة التي لم تواجهوها من قبل."

تبادل الثلاثة النظرات، ثم قال الفارس بجدية:
"نحن ثلاثة، وهناك ستة غرف... هذا يعني أن كل واحد منا سيقاتل اثنين من شرور باندورا."

لكن بدلاً من الرد، انفجر الراهب في ضحكة طويلة هزت الغرفة.

كانت ضحكته غير متوقعة، كأنها تحمل سخرية وشفقة في آنٍ واحد.

ثم نظر إليهم بابتسامة غامضة وقال:
"ثلاثتكم مجتمعين لن تهزموا حتى واحدًا من شرور باندورا."

ساد الصمت...

لم يكن ذلك تهديدًا، بل بدا وكأنه حقيقة مطلقة.

لكن الفارس، بعزمه الذي لا يتزعزع، شدّ على قبضته بإحكام وقال بصوت منخفض لكنه قوي:
"سنرى ذلك بأنفسنا."

الراهب ابتسم ابتسامة خافتة، ثم استدار، ورفع يده نحو الحائط الحجري المقابل.

بدأت الأرض تهتز، وظهرت ستة بوابات ضخمة، كل واحدة تنبعث منها طاقة مظلمة فريدة، وكأن كل باب كان ينادي المقاتل الذي سيواجهه.

ثم خطا الراهب إلى الخلف، تاركًا لهم الطريق.

"حسنًا، لن أطيل عليكم الحديث. اذهبوا، واكتشفوا بأنفسكم... غضب شرور باندورا."

وبهذه الكلمات، انفتحت البوابات، وبدأت رحلة جديدة... معركة لم يسبق لها مثيل!
وقبل افتراقهم قال الفارس: "مهما كان ما سنواجهه، سننتصر عليه"

(نهاية الفصل السادس)
 

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل