الختم الذهبي رسالة (1 زائر)


S a n d r a

HEAR ME OUT - اللي يقوللي ليه خاقة على الولد جوابي مخصك - مع تشميقة -
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
6,475
مستوى التفاعل
33,761
النقاط
1,481
أوسمتــي
13
العمر
18
الإقامة
عيون فير - كتبتها فير
توناتي
12,543
الجنس
أنثى
LV
3
 
at_175141836745941.png

at_171637627665262.gif

Flora🌹July
- ما كلُّ هذه العجلة ؟ إلى أين أنت بذاهب ؟

أُمسكَ راي بالجرم المشهود و هو يجمعُ أغراضهُ عازمًا على مغادرة قاعة التدريب

- أنت لم تنهِ التدربَ على المقطوعة بعد !

قلّب راي عينيهِ بين الرجلِ الذي يحادثهُ و البيانو الأسود الكبير الذي يتوسط الغرفة , عقد حاجبيه بتضايق "ليس الآن!" فكّر , ثم قال بحدة : أعتذر سيد براون ! لن أكملَ اليوم !

لم يستمع لما كان السيد براون موشكًا على قوله , و انصرف مباشرةً مسرعًا في خطواته يقتحم المصعد و يضغط بارتباك على زر الطابق الأرضي

- بسرعة بسرعة بسرعة

تمتم بامتعاض و هو يهز ساقه بتوتر واضح , يقبض يده بشدة و بالكاد يتمالك أعصابه , رنَّ جرس المصعد يعلنُ عن الوصول و فتح الباب فهرع راي خارجًا .

ساقاه الطويلتان تقطعان نصف المسافة نحو الباب الرئيسي للمبنى بسرعة , و قبل خروجه لمحَ لوحةً كبيرةً تم إضافتها حديثًا , صورة لشابٍّ يجلسُ بوقارٍ على مقعدِ البيانو , يداهُ مثبتتانِ على المفاتيح التي أخرجتْ آخر النغماتِ لتعلن نهاية المقطوعة التي عزفها في المسابقة الكبرى للبيانو في فيينا.

- اوه لم أنتبه لها قبلًا ...

همس لنفسهِ يشيحُ بنظرهِ عنها "ابتسامته تبدو غريبة في الصورة" فكّر , ثم تذكر جملةً قالتها له والدته "أنا أحب ابتسامتكَ التي تقولُ عنها غريبة يا راي , أتعلم لم؟ لأنها تظهرُ عندما تكونُ شديدَ السعادة , حينها ... أرى البحر في عينيك" عاود النظر للصورة ثم سأل نفسه هل يا ترى كان الشاب غايةً في السعادة حتى ابتسم هكذا ؟ "مثل الابتسامة التي تحبها أمي" هزَّ راي رأسه يبعدُ التشتت عنه .

أخرج مفتاح السيارة , و ركبها على عجل .. في قلبه رغبة شديدةٌ بأن تكونَ الشوارع فارغةً لأجله , حتى يستطيع الوصول إلى ذلك المكان بأقصى سرعة.

-

انتظر لثانيةٍ حتى يفتحَ البابُ الزجاجي له ذراعيه و لم يلبث أن اخترق برودة احتضانه ليصطدم بالجو الاكثر برودة منه و الذي ينتشر في المكان , إنه يكرهُ اللون الأبيض كثيرًا لمَ؟ الإجابة لأنه لون الثلج المتجمد , لون عصيدة الأرز بلا ملح التي غالبًا ما أعدتها والدته - التي ليست بارعةً حقًا في الطبخ - عندما كان يمرض و هو طفل , وأخيرًا لون الزي الموحد للاطباء و الممرضين الذين لا يتمنى أن يراهم أبدًا في يومه مهما حصل ... بحثتْ عيناهُ عن الوجه الذي استدعاهُ لهنا

- راي !

صاح أحدهم من بين الحشد , فقفز قلب راي و هرع نحوه حتى وقفَ أمامه اخيرًا يقابله ..

- ما وضعه ؟

سأل راي بانفعال خافت , فهزَّ الآخر رأسه يظهرُ أن الامور لا تسير على ما يرام ..

- إنه لا يتقبل الوضع , حالته النفسية متعبةٌ للغاية ..

شدَّ راي على قبضته , و تنهد بثقلٍ شديدٍ و كأنه يحملُ جبالًا على كتفيه ..

- أأستطيع رؤيته ؟

- أنت بالذاتِ لا يريدُ مقابلتك

- تبًا

زفر راي بامعتاض , ثم جلس على كرسيٍّ ملتصقٌ ظهره بالحائط : ماذا سنفعل؟

فرك الأخر شعره يظهر قلة حيلته : لا أعلم , إنه هكذا منذ يومين , لم يشأ برنار إخبارك لأنه يعلمُ بانك ستتركُ تدريباتك للقدوم

عقد راي حاجبيه يعبّر عن مدى انزعاجه بتصرف برنار الذي يراه غير مبررًا : هو يعلمُ أشد العلمِ بأن جافيير أشدُّ أهميَّة بالنسبة لي من تلك التدريبات السخيفة !!

كتمتهُ الغصة بشكلٍ مفاجئ فابتلع ريقه بالكاد و تنفس بعمقٍ يحاول تهدئة نفسه , قلبهُ يحترق , جافيير أصيبَ بنوبةٍ مجددًا

- لمَ تضغطُ على نفسك ؟

تنهدَ مجددًا بارتعاش , و حدق بالأرض قليلًا حتى سمعَ صوتًا مألوفًا : سيد بينهارد , أرجو المعذرة ..

رفع راي رأسه لينظر للطبيب الذي يخاطبه , انقبضَ فكُّه عندما رآه , و لكنه تمالك نفسه و أجاب : نعم سيد جراهام

- أرجو أن ترافقني

أومأ له , ثم وقفَ و لحقهُ بخطواتٍ ثقيلةٍ نحو مكتبه

-

- إنه يحتاجُ للدعم النفسي , الادوية تعمل بشكلٍ جيد معه , لكنه متعبٌ من الداخل , يضغطُ على نفسهِ كثيرًا ... لا أعلم بماذا يفكرَ حقًا , ما يؤرقني في التعامل معه هو أنه صعب المراس للغاية .

تحدث الطبيب بامتعاض و هو ينظرُ لملف جافيير بينيت الراقد عندهم في المستشفى منذ يومين .

مسد الطبيب بين عينيه ثم رفع رأسه ينظرُ لراي و كأنه الامل الوحيد : أنت فقط ! من تستطيع ذلك , فلتنهِ المشكلة .. إنه عالق في الدوامة منذ ذلك اليوم.

كانت آخر كلماته التي سمعها راي قبل أن ينصرف من عنده من دون أن يمرَّ من جانب غرفة جافيير.

-

رمى راي حقيبتهُ على الأرض ثم جلس على حافة السرير يجمع يديه و يركي رأسه عليهما .. شعر بنغزةٍ ما في منتصف قلبهِ و هو يتذكر تلك المحادثة التي جرت بينهما تلك الليلة ...

( أجواءٌ مشحونة بالضغط , يقفُ راي أمام جافيير الذي احمر وجهه غضبًا عليه مما فعل , يده ترتعش يتمالك نفسه حتى لا يتهور

- لمَ فعلتَ ذلك !! هل جنتتْ أخيرًا؟!! ضيعتَ فرصة العمرِ لأجل شيءٍ لا أعلمُ حتى ما هو تتكتمُ عليه !!

قلّب راي عينيه ثم قال منفعلًا يبرر نفسه : أنت لا تفهم ! لم أفعل ذلكَ لأنني لا أريد ! بل ذلك ما استطعت فعله !

جفل راي عندما صدر صوتُ ضربٍ عالٍ جراء اصطدام يد جافيير المقبوضة على الطاولة بجانبه : لا تسخر مني ! ذلك ما استطعت فعله ؟!

تحركَ بخطواتٍ سريعةٍ يغلق المسافة بينهما , يغرزُ اصبعه السبابة في صدرراي : ذلك لم يكن أنت .. لم يكن راي أبدًا .. راي الذي أعرفه

رفع يده يقبضُ على القميص في منطقة الصدر و كأنه يحاول أن يشد نفسه مانعًا إياها من الاختناق : راي الذي أعرفه , لم يكن أبدًا , أبدًأ ليخطئ في المقطوعة التي أفنى وقته في التدرب عليها .. لماذا ؟ قل لي ! صارحني !!

شد جافيير ياقة راي بقوة يهمس له بغضبٍ اشتعل في عينيهِ : أنت لم تبتسم حتى أثناء العرض ! لم تكن عيناك ترقصان مع حركة أصابعك ؟ أين ذهبت ؟ لمَ لمْ تعد عندما احتجت نفسك؟

اتسعت عينا راي مصدومًا من الكلمات التي يوجهها له جافيير , و من السعال القوي الذي راوده فجأة وجعله يفقد القوة في ساقيه

- برنار !! برنار !!

صاح راي و هو يحمل جافيير نحو الأريكة بالجانب , و بعدما جلس , صاح جافيير في وجه راي : اخرج من هنا

- ماذا تقصد ؟

- لا أريد رؤيتك !! اغرب عن وجهي !

سحب راي يده مصدومًا من تصرفات جافيير الجديدة عليه "جافيير لم يرفع صوته علي هكذا من قبل أبدًا"

دخل برنار مسرعًا يقتحم الغرفة , لمحت عيناه المشهد و شعر و كأنه يرى الصدع الذي تكوّن فجأة بينهما , تعبير راي المكسور بسبب ما حدث أفجعه للغاية .. فراي لم يرتسم هذا التعبير على وجههِ قط أمام جافيير , مذ كان طفلا. )

في تلك الليلة , غادر راي منزل جافيير عائدًا للسكن التابع لاكاديمية التدريب . مشاعره متخبّطة , يكاد لا يصدق ما دار للتو ... عينا جافيير رأى فيهما ألمًا لأول مرة .. ألمًا لم يستطع ترجمته .. ما الذي شعر به ؟ لمَ كان متألمًا ؟ هل أنا السبب ؟ هل أنا من آلمته ؟ أجل أنا , أنا من كسر قلبه ... جافيير يحب رؤيتي على المسرح , كثيرًا ما قال لي "أحب أن أراك متألقًا" فأنّا لي أن أفعل ذلك به ؟

- تمهل يا راي

قاطع تفكيره , و شد قبضته على شعره ثم أسكت نفسه التي تريد الانسحاب بحذر من القرار الذي اتخذه : ذلك الفعل , لأجل جافيير , فأنا لا أريده أن يخسر ما يحب اكثر من ذلك , لا أريده ان يكبت نفسه .. أريد لنجمهِ أن يعود أيضًا .. حتى أقف امامه . أجل , ذلك حلمي ... و أعمق رغباته.

-

استقام راي من مكانه , و فتح النافذة على مصرعيها .. سمح لنفسه برؤية النجوم التي لا يظهر منها الكثير عكس سماءَ الليل البراقة التي تأملها برفقة جافيير جالسًا بجانبه على شاطئ البحر عندما بلغ الحادية عشرة .. تنهد بثقل .. ثم جلس على كرسي المكتب و فكّر بعمق :"كيف ؟ إنه لا يريد رؤيتي , ما الذي أستطيع فعله حتى أجعله يخرج من تلك القوقعة التي غلّف نفسه بها ؟ ... جافيير أرجوك ... أرجوك"

- سامحني ...

-

عيناه المرهقتان الذابلتان تحدقان بالنافذة في الخارج ... شجرةُ صنوبرَ طويلةٌ تصبح عليه و تمسي عليه يوميًا مذ دخل هذه الغرفة البيضاء البغيضة , يبدو بأن كره راي للون الأبيض قد وصل إليه أيضًا ..

نظر للأنابيب الموصلة بجسده , و بأنبوبِ التغذية تحديدًا الذي يبقيه مستيقظًا بسببِ رفضه لتناول الطعام , لمَ يرفض أن يضع لقمةً في فمه أصلًا ؟ هل هو طفل ؟ إنه في منتصف أربعينياته.. عليه أن يتمالك نفسه ..

"إن العصافير ترحب بكَ مجددًا" كان راي ليقولَ ذلك لو رأى كيف تجمعت ثلاثُ طيورٌ على حافة النافذة .. راي .. لا يستطيع جافيير التفكير في أي شيءٍ سواه .. راي راي راي .. منذ أن اقتحم حياتهُ طفلًا صغيرًا .. حتى كبُرت يديه اللتان لا تنفكان عن التشبث به مهما كبر عمرًا .. ما زال جلُّ تفكيرهِ يحوم حول هذا الشاب ..

عقد جافيير حاجبيه باستياء , غاضبًا من نفسه لأنه اوصل نفسه و راي لهذه الحال .. لديه فكرةٌ مسبقة عمّا قد يكونُ سبب فعل راي لذلك .. و لكن غضبه من نفسه لأنه جعل هذا الصبي يتخذ هذا القرار.. و لأنه رفع صوتهُ عليه و شاجره على الرغم من معرفته لنواياه الحقيقية كسر قلبه .. أن يرى ذلك التعبير على وجهه جعلهُ بالكاد يتماسك قبل أن يفقد صوابه

- أنت المخطئ , فلمّ فعلتَ ذلك به أيها الاحمق ..

قلّب عينيه يبحثُ عن يده اليمنى سببُ كل هذه المشكلات "الإصابة" هي التي جعلتهُ يعتزلُ العزف على آلته المفضلة التي قضى أيام عمره في تعلم كيف يصادقها بألحانه .. حتى أتى ذلك اليوم المشؤوم الذي غيّر المسار الذي رسمه لنفسه و المستقبل الذي توقع الوصول إليه ..

- أنتِ سببُ خلافي مع الفتى .

قال بامتعاض . ثم تنهد .. يفكّر بكم يريدُ رؤية راي .. على الرغم من هذه الرغبة الملحّة إلا أنه لا يريدُ أن يسمعَ منه السبب الذي جعلهُ يخسرُ متعمدًا في المسابقة التي كان متحمسًا لها للغاية .. و ما السخافة التي خُدع بها ليخسر متعمدًا و يفقد فرصة النصر في أعظم مسابقات فيينا.

صوتُ طرقٍ لبابِ الغرفة قد أخرجهُ من دوامة الأفكار , في داخله تمنّى لو يسمعُ تلكَ النبرة المرحة "جافيير , أتسمح لي بالدخول؟" حسنًا إنها نفس الجملة , و لكنه ليس راي بل برنار صديقه المقرب ... دخل اشيبُ الشعرعليه و ابتسامته تفضح سعادته التي استغرب منها جافيير

- ما الأمر معك ؟

سأله .. فلم يجب برنار , بل قطع المسافة حتى وصل لجانب سريره , ثم أخرج ظرفًا كان في جيب سترته الداخلي , و ناوله لجافيير : رسالةٌ لك ..

"رسالة؟" ازداد استغرابُ جافيير أكثر , حتى رأى من المرسل : "راي"

كان المكتوب على ظهر الرسالة , انقبض قلبُ جافيير .. و عقد حاجبيه , ثم التفت لبرنار:هل هو من أعطاها لك ؟

أومأ برنار ثم أردف : أجل , .. طلب مني أن أشدد عليك قراءتها إن رفضت ..

زفر جافيير بسخرية , و كأنه سيستطيع تجاهل رسالة فتاه العزيز .. على الأقل هذا الشيء الوحيد الذي يربطهُ به في هذه اللحظة.

-

"إلى جافيير من راي ...

أرجو بأن علاجكَ يمر على ما يرام , إنني مستاءٌ للغاية , لأنني لا أستطيعُ أن آتي إليك و تفقدك بعينيّ .

لكنك أنت من تحرمني من هذا مشيرًا لبرنار بأنك لا تريد رؤيتي , لذا ماذا عساي أفعل إن كنتَ أنت لا تسمحُ لي بالعبور .

أنا آسف , لأنني آلمتُك , و لأنني جعلتكَ ترسمُ ذلك التعبير على وجهك , أنا أبدًا لم أستطع تحمل رؤيتك تنهار بسببي .

لا أريد أن أخبرك كم استأت عندما أوصل لي برنار خبر مكوثك في المشفى ليومين من دون أن يصل ذلك إليّ , ظننتُ

بأنك قد تعبتَ فقط و احتجت لبعض الوقت لوحدك , جافيير .. أعلم بأنك تفكّر بأن سببي سخيف أو بأنه لا يستحق

أن أضحي بالفرصة التي قدمت لي هكذا لأجله , اعذرني فانت مخطئ فسببي أعظمُ سببٍ قد بنيتُ قرارًا لأجله في حياتي .

أنت شخصٌ ثمينٌ بالنسبة لي , أثمنُ مما قد تتخيل , كثيرًا ما أخبرتُك بذلك لكنني لم أشعرمن قبل بأن أحاسيسي قد وصلتْ إليك

أنت لم تبدِ لي ذلك , فأعتذر إن كان افتراضي بغير محله .. اسمح لي أن اخبركَ بأنني أعلم مدى استيائك من عدم قدرتكَ على استخدام

يدك اليمنى للعزف مجددًا , و بأن الفقدان ما زال يستهلكك على الرغم من مرورِ الأيام أعرف ذلك أشدَّ المعرفة , فعيناكَ اللتان تحملان

الشوق لم يكذبا يومًا , لذا .. أردتُ استغلالَ الفرصة التي قدمت لي من اللامكان مقابل خسارتي المتعمدة في المسابقة , قد تعود لتصرخ

في وجهي قائلًا بأن هذا ليس من الشيم التي عهدتني عليها , و لكن ماذا عساي أفعل , كنتُ ساخسر على كلِّ حال بسببِ التحكيم الظالم

لذا لمَ لا أقبض على الفرصة التي ستفتحُ لكَ المجال لتعودَ للساحة مجددًا ! لساحة العزف التي تعشقها ! جافيير ! أريدُ ان أرى السعادة

التي دائمًا ما تراها في عينيّ تتوهج من عينيك! أريدكَ أن تعود لإصلاح صداقتك مع البيانو التي تدهورت مذ أصبت ! جافيير

أريدُك أن تشفى و تقف معي على نفس المسرح و أن يصفق لكَ الجمهورُ بسعادة! أريد ان أرى الحماسَ الذي كان يعتريك

و العينان التوّاقتان للصعود أعلى و أعلى في سلّم الاحتراف . لقد عرضَ علي أحد الحكام في المسابقة والد منافسي جورج كريستل

تكفل علاجاتك و جراحتك عند أمهر جرّاح و الذي قيلَ بانه قام بعملِ جراحةٍ ليدِ عازفٍ بريطانيٍّ لديه إصابةً قريبة من إصابتك , لذا

أرجوك , أتوسل إليك , فكر بذلك .. بقلبك , أعلمُ بانه ثقيل أعلم ! ولك-

*تمزق*

ثم زفير طويل خرج من جافيير الذي لم يتحمل الهراء الذي قرأه للتو .. كيف تنازل راي مثل هذا التنازل ...

مسد بين عينيه المحمرتان .. ابتلع ريقه بصعوبة .. و شعر بخديه يتبللان بدموعه التي بدأت بالنزول

"كيف سمحتَ لنفسك باتخاذ مثل هذا القرار ؟" مسح الدموع بظهر يده و حاول تمالك أعصابه ..

أدار وجهه نحو النافذة ينظرُ للسماء التي بدأت تتجهز لتوديع الشمس بعد يومٍ طويل

أخذ نفسًا عميقًا , ثم جمع الورق الذي قام بتمزيقه من المنتصف , و رفع جزءًا يقربه ليقرأ آخر سطرٍ و الذي لفت انتباهه

"جافيير ... أريد أن أصل إليك , لا أريدك أن تتركني بعد أن أصل للمرحلة التي أستطيع فيها الإكمال لوحدي

كثيرًا ما قلتَ لي بأن اليوم الذي ستتوقف فيه عن تدريبي سيأتي , و هذا ما أرهقني ... لمَ تريدُ تركي ؟ لم تريد الابتعاد عني ؟

هذا ليس الإنطلاق ولا البداية التي أريد البدء من عندها , المستقبل الذي أسعى لأجله .. هو مستقبلٌ أمارسُ فيه شغفي و تكون أنت

موجودًا فيه"

-

وقفَ راي أمام الباب متوترًا , غارقًا في دوامةٍ من تأنيبِ الضمير و الاستياء , الغضب من الذات , القلق الاحباط

كل ذلك تجمع في عقله لحظة مواجهته لباب غرفة جافيير , إنه يائس , يريد الدخول و رؤيته بشدة, قلقٌ عليهِ لدرجة أن قلبه يدور في حلقات حول أعضاء جسمه يتأكد إن كانت الدماء تصلهم بشكل جيد

"هاااي يا رئة توقفي عن الانتفاخ كالمنطاد مع كل شهيق ! إنَّك تضايقينني" لا بد أن قلبهُ صرخ بذلك بعدما أخذ شهيقًا مطولًا

تنهد , ثم عزم و مد يده يقبض على الباب ...

"هل انت متأكد ؟" سأله قلبه , "أجل و ما شانك" أجاب عقله , فانزعج راي بسببِ أصواتهما العالية و باغتهما بدخولٍ سريعٍ للغرفة وبعد ذلك لم يعِ نفسه إلا في وسطِها , ينظرُ باتجاه السرير الفارغ.

-

"أيها الأحمق" همس جافييرو هو يحتضن راي يعتصرهُ بقوةٍ بين أضلاعه

بكى , بكى بشدة ... لم يرَ راي هذا المشهد من قبل .. جافيير يبكي ؟ ما الحال التي أوصله إليها ليفعل ؟

تشبث راي بملابسه قلبهُ ينبضُ كمحركٍ يعمل على سرعة سبعمئة دورة في الدقيقة ... لمَ يبكي ؟!

ذرف راي الدموع متفاجئًا من دموع جافيير التي بللت عنقه

- جاف-؟!

- لا تقل شيئًا !

نهره مجددًا ثم استمر بذرف الدموع و اعتصاره بين ذراعيه حتى شعر راي بأنه يتكسر بينهما

و على الرغم من الألم كان ذلك أجمل شعورٍ غمر قلبه في حياته بأكملها.

-

- ما الذي قررتماه بعد ذلك ؟

- لقد رفضنا عرض والد جورج كريستل , و أصرَّ جافيير على رفض الخضوعِ لأي عملية جراحية , لقد حصلنا على حوارٍ طويلٍ مثمر في المشفى , لقد وصلَ لأعماق قلبي و لم أظن قطْ بأنه يفهمني إلى هذه الدرجة .. و أنا كنتُ أحمقًا بتهوري ..

- هل ستستسلم عن ذلك ؟

- اتقصد علاج يده ؟ لا أبدًا , لقد أخبرتهُ بأنني لن أسمح له بالاستمرار بالرفض و بأنني سأشارك في مسابقةٍ أخرى و أفوز بها رغمًا عن كل شيءْ لأحصل على المبلغ الذي سيسمح لنا بعلاج يده .. أنا واثقٌ بأنني سأفعل ذلك .

- أنت طموح ..

- أعهدتني على غير ذلك ؟

- أبدًا.


ابتسم راي باتساعٍ لبرنار الذي كان مسرورًا للغاية بهذه التطورات , مترقبًا المستقبل الذي سيواجه هذان الاثنان بعد هذا.


النهاية

بصراحة مدري ايش هذا اللي كتبته , هبد نص الليل هه4
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل