
الروح تهشمت، والذات تهمشت من بعد ألف شرخٍ في ذكرياتي
يهتز قلمي أثناء البوح، هل شاخت مشاعري ام ان كلماتي ترتعش في مواساتي؟
بأعصاب تالفة وزفير استياءُ، أدون ما نم عن تاريخ جعل شيباً يؤالف رأسي، وترك الخرف يعشش في دماغي
يدثر خيوطه فيفسد، يصنع شباكه فيصطاد; كالعنكبوت يفترس الذكريات الجميلة، فلا يترك في حيلتي إلا المآسي
نحن لا نكبر عندما نقارب الأرقام العمرية الكبيرة، لربما سنة واحدة أهلكتنا عن العمر بأكمله
فتراه هناك على قارعة الطريق يلملم مكوناته، من شدة تعثره بخيباته
وبشروخ الذاكرة التي فيه، أضاع المكنون الذي كان عليه

في تلك الليلة حين وقفت الفتاة امام مرآتها على سبيل المصادفة بعد ان انتكبت على ضغوطها طويلاً
رأت ضعفها، شعرت بالإشمئزاز والكره تجاه نفسها، ربما لعدم قدرتها على تحمل المزيد
أو ربما كانت تكره الأسباب التي أوصلتها إلى هنا، فضربت المرآة بقوة ويا لسرعة تحطمها
كانت تلك المرة الأولى التي تحطم بها شيئاً عن عمد، بعد ذلك اليوم لم تنظر لنفسها
وكان يثير جنونها إن إلتقط لها أحدهم " صورة "، وما زالت حتى هذا اليوم تكره ملامح تلك الشخصية
كما لو أنها هي من انكسرت لا مرآتها في تلك الضربة، لكنها خُلقت من جديد، لا تدري كيف
كل ما تعرفه بأنها خرجت من رماد جثمان محترق

أما عني فأنا هنا اليوم أكتب بحبر جاف لا يرسخ كلامي البتة
فقد كان قلمي مرمي تحت أحد الخزائن القديمة، مشبع بالغبار
لا يكتب.. لكن بوسعه حفر كلماته بشدة
لا يكتب.. فاستمر في الحفر..
حتى تمزقت اوراقي على إثر هذا!
وما كان لي إلا ان استخدم لوح المجانين، جداري العزيز!..
لطخات عشوائية حمراء متفاوتة الدرجات، كان هذا عندما سرقوا ألواني مني
فاستعرت بعضاً من دمي، اعبر به عن مدى سخطي لأخطائهم واذاهم بكل شفافية
وفي زاوية اخرى على جداري، أشطب الأيام التي تتوارى من عمري كما لو اني سجين داخل نفسي
انتظر انقضاء مدة حكمي في الدنيا، ثم اتحرر أخيراً.. تماماً حيث ارسم جانباً أجنحة حرية...
لطالما كان لدي يقين بأننا كنا طيور الملائكة في أول خلقنا، حتى اللحظة التي تم فيها بتر أجنحتها
خوفاً من التأذي أثناء التحليق، ثم ملأتنا الأرض تلوثاً حتى أصبحنا بشراً..
ربما لهذا السبب نقول عن الطفل المتوفي " عسى ان يكون طائراً في الجنة " ؟
في نهاية الأمر؛ جداري العزيز.. أصبح ممسوس
حيث كلما خطيت عليه كلمة ; بكى! فمزجت بدموعه ألواني المائية بلوحة رمادية باهتة
وكلما استندت عليه ينوح على رثاء صمتي، وكلما اقترب احدهم منه تجسساً ؛ اصبح يزمجر عليهم
فاتهموا جنوني مع جداري الممسوس، بعظيم السوء
رغم اني إنسان طيب وصادق، لكن علي الإعتراف بأن مزاجي مسألة خطيرة
إن كان مزاجي معكر أميل إلى الوضع الصامت حتى في عز ضيقي
لا تنزعج من صمتي فأنت لا تدري كمية المصطلحات السيئة التي أعالجها داخلي وأكافح حتى لا أبصقها في وجهك
ينبغي عليك إحترم مراعاتي لرفاهيتك، وتجنب الوقت المظلم الخاص بي

داخلي مظلم، لا يناسب العمش الليلي
قد تتعثر وتصطدم، تضيع وتخاف.. في سبيل استكشافي
إن كنت تطرق بابي بدافع الفضول فستحتاج إلى بصر جيد ودقة ملاحظة شديدة
حتى تتعرف جيداً عما بداخلي، وأود لو أعلق لوحة إراشادات وممنوعات وصلاحيات
من يسمح له بالدخول ومن لا يسمح له بذلك، فأنتهي من الزوار الصاخبين والفوضويين

إنى أرى أعمارنا كالشموع، هيكلنا معرض للذوبان مع مرور الوقت
أرواحنا كالخيط فيها، كلما عززت بالمتانة والإمتياز كلما دام نورك أكثر
لترى كل شيء حولك في هذا الواقع المظلم! لا تجعل روحك تصل لمرحلة انطفاء الخيط..
انا كأي شمعة اخرى.. مثل غيري تماماً، لست صناعة فاخرة ولا حتى ذات هبة خارقة
إني معرضة للإنطفاء مثلك تماماً! لكني أملك شرارة في روحي تجعلني أنير مجدداً للحياة
ربما رغبة، دافع، هدف، تفنن وإبداع..
وإن ظنت الرياح بأنها اطفئتني
تجدني أعيد الاشتعال تلقائياً دون اي مجهود يذكر...
كأنها تحفيز من نوع أخر، فمهما اشتدت رياحهم، بالنهاية تبقى عابرة!

أشعر بأني في الحاضر، أعيش على حافة النافذة العليا من الخارج
المنزل خلفي، مظلم ويخيفني بشدة! يتجول الماضي فيه كالوحش
وتبقى هالته الثقيلة قابعة خلف ظهري، ولا التفت!
قد أسقط عن الحافة لكن لن التفت أبداً!
أصاب بالبرد وتثلج فوق رأسي ولن أدخل!
وبنيت حياة.. كـ عمارة غير رسمية، على الحافة!
قد تسقطها الحكومة بأي لحظة وأعود لنقطة الصفر!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشوف لي زمان ما كتبت خواطر، كان أول موضوع أطرح بالتون خاطرة، لكن مارح أقول أخر موضوع
الوضع حسب الإلهام، وبما ان الكل يكتب هالفترة فليه ما انضم؟ جمعت بعض الأقاصيص بالمذكرة عندي
اتمنى تكونوا استمتعتوا بالكلمات والاقتباسات اللي بالفواصل
كله عندي كوم، والهيدر أبو 5 دقايق كوم ثاني بس حبيته!
أشوفكم بالأيام القادمة ان شاء الله
في أمان الله

التعديل الأخير: