كان رجلاً ذكياً ، غالباً ما يعتمد عليه في أهم  القضايا السياسيه و الخطيره و القضايا المتعلقه بالعائلات النبيله ، لم  يعرف أحد تفاصيل قضاياه إلا عدد قليل من الأشخاص وهم رجال فريق البحث و أنا  .
" إدوارد " كان دائما متواري خلف الإعلام ،هو لا يريد أن يتم نشر أي شيء  عنه و عن إنجازاته ، و عندما أحصل على الإذن بنشر تفاصيل الحادثه و كيف تم  حلها ، يطلبون مني إستبدال إسم " إدوارد" ب فريق البحث ، أنا أرى أن هذا  غير عادل لكن بما أنها رغبة إدوارد فلا نستطيع إلا الرضوخ لها .
نظرت بهدوء لصديقي الذي إنشغل بلعب لعبه الشطرنج ، أردت أن أستدرجه بحديث معي ، فقد طالت مدة سكوتنا :
- إدوارد ، أنا حقاً معجب بإدائك و تحليلاتك في القضيه الأخيره .
رفع إدوارد رأسه لي و إرتسمت على شفتيه إبتسامه بسيطه و عاود اللعب ، وعدنا للجو الصامت الممِل ، لم يمضي وقت قصير حتى تحدث إدوارد :
- لما هذا الكلام فجأه  " ويل " ؟
- هاه ؟ إني فقط أخبرك بمدى إعجابي بك ، أنت دائماً ما تحل تلك القضايا الصعبه و المقعده و تزيح عنها الغموض .
ثم إستأنفت حديثي بينما إدوارد لم يكلف نفسه بالنظر لي فقد كانت عينيه مثبته على ذلك اللوح الخشبي :
- و لكن قضاياك تبقى دائماً طي الكتمان ، و إن نشر بعضٌ منها فإن الفضل لا يعود إليك بل إلا " رجال المباحث " .
إبتسم إدوارد كعادته :
- لكني أنا من يطلب ذلك " ويل " !
- لماذا ؟
ترك إدوارد لعبته لدقائق و أسند ظهره على الكرسي وقال :
- أسمع " ويل " أنا لست بريطاني الأصل ، أنا إيرلندي و تعرف إن هناك مشاكل و مناوشات تحدث مؤخراً بينهم من أجل الإستقلال 
لا أريد أن تحدث أي مشاكل ، كيف سيكون موقف الإيرلنديين عندما يعلمون أن شخص منهم هو من حل قضيه إختطاف رئيس الوزراء 
و تمكن من إعادته و القبض على أولائك المجرمين ، و لا تنسى ان من إختطفوه هم أيضاً إيرلنديين .
صمتت للحظات لا أعرف بماذ أجيبه ، بينما عاد هو للعبته الممله ثم عاد للتحدث مجدداً :
- كما أنني رجل متواضع و لا أحب أضواء الشهره ، و الصحافه كائنات لا تحتمل فهم لن ترضيهم المعلومات التي تخبرهم بها 
بل سيلحقون بك و يراقبون تحركاتك و ينشرون أموراً عن حياتك الشخصيه و البعض ينشر الشائعات من أجل جمع أكبر عدد من القراء 
وأكثر شيء أخافه و أتمنى أن لا يحدث هو أن أقابل صحفي يرتدي نظاره .
رمقته بنظرات غضب ، و لم أنطق بكلمه ، لكنه عاد للتحدث من جديد وهو يحرك قطع الشطرنج :
- ما عداك أنت " ويل " ، أنت صحفي يرتدي نظاره محترم .
دائماً ما كان " إدوارد " يمازحني ، لطالما كنا مقربين من بعضنا ، أذكر  بدايه علاقتنا عندما كنت لا أزال أكتب بصحيفه " نهر المانش "  أتى هو لدآر  النشر لأمر ما ، و صادف وصوله وقت إطلاع المدير على المقالات التي كتبناها ،  قام المدير بالصراخ علي و أخبرني بأني فاشل و لا أصلح لشيء .
كنت وقتها أظهر تعابير عدم المبالاه ، وجمعت أوراقي التي رماها المدير بغضب  تحت قدميه ، شعرت بالإحراج الشديد و بنفس الوقت بالغضب ، لطالما تمنيت أن  أكون صحفي ، والآن أتى هذا الرجل الذي تمنيت العمل عنده منذ صغري وقام  بإهانتي أمام زملائي و يتلفظ بتلك الشتائم التي أراها تدمر مستقبلي المهني  بأكمله ، وجدت عندها ذلك الرجل قصير القامه يقف منتصباً و يتحدث للمدير :
- أنت ؟ هل ترى أن هذا أسلوب مناسب لتتعامل به مع الموظفين ؟
أجابه المدير بغضب و هو يشير إلي :
- هذا الأسلوب فقط للمغفلين الذي لا يقومون بعملهم بالشكل الصحيح أمثاله . 
- حسناً ، قم بفصله بدل إن تهينه !
كانا يتحدثان عني ، شعرت بالسوء لكون أن شخصين يتشاجران بسببي و أنا لا أستطيع قول شيء ،لذلك جمعت أوراقي و غادرت الغرفه 
لم تمر حتى دقائق قليله ، و إذا بذلك القصير يأتي إلى مكتبي الصغير و قال لي :
- أجمع أغراضك لا مكان لك هنا !
أعتقدت إنه يطردني و أن له نفس موقف المدير ، ضربت الطاوله بشده بيدي وصرخت بوجهه :
- حسناً ، و لكن بصفتك من تقوم بطردي ؟
أجابني بهدوء مقارنه بإنفعالي :
- مديرك أخبرني أن أقول لك ذلك في طريقي للخروج .
و غادر بعدها بهدوء  ، لقد قام للتو بتدمير كل ما بنيته لولا تدخله و إغضاب  المدير لما طردت من عملي  ، أنا سأرضى بكل ما يقوله لي المدير ، لن أتفوه  بكلمه ، ليست أول مره يفعل ذلك دائماً يصرخ بوجهي لكني أكتفي بالصمت وأعده  بأنني سأتحسن و أهدئه و لكن هذه المره طردت !!
كل ما قلته حينها :
- تباً لذلك القصير الغبي .
و بعد طردي من عملي لأيام ، وجدته عند باب منزلي يقف منتصباً و معتزاً كما شاهدته أول مره و بيده عقد :
- لا أصدق ، صحيفه " لورآين " !
- أجل لقد تم قبولك للعمل بها و بمرتب عالي كذلك .
- كيف ذلك ؟ أنا طردت من صحيفه أقل منها شهرة !!
- تحسن فحسب يا صديقي ، فأنا تكلفت كثيراً من أجلك .
نظرت بإستغراب :
- هل تقصد أنك رشوت ؟
- نعم.
أجابني بصراحه و بدون تردد ، فقلت له :
- لا ، لا أقبل فهذا لا يرضي ضميري ، ثم لماذا دفعت هذا من أجلي ، هل تنوي إغرائي و إيقاعي بمكيدةٍ ما ؟ 
- أنظر، أنا دفعت لكي يقبلوك كموظف تجريبي ، لو رأوا أن عملك لا يستحق بقائك معهم فسيطردونك 
و لو رأوا العكس فإنك ستكمل معهم و ستصبح أحد صحفيين " لورآين " ، هذا عادل  بنظري ، كما أنني سأفعل هذا لأي شخص تسببت في طرده من عمله !
- حسناً ، هذا عادل ، شكراً لك 
فأعطاني العقد و معه بطاقه تحوي عنوانه و رقمه ، و قال لي :
- يستحسن أن تذهب لهم حتى تكمل إجراءات قبولك في العمل ، و هذه بطاقه فيها عنواني و رقمي لا تتردد في أن تلجأ إلي .
و إنحنى بنبل و هم بالرحيل ، لكني إستوقفته بهتافي :
- كيف وجدت منزلي أيها القصير ؟ 
أستدار لي و إرتسمت إبتسامته المعهوده التي باتت تستفزني :
- لا شيء يصعب على " إدوارد " .
~.,,~
- نهآيه البآرت الأول -
أتمنى تعجبكم كتابتي و ي رب تكون سلسه و بسيطه ، فأنا م أعرف أعبر و كذا 
	
	
	
		
		
		
		
	
	
 !
أرآئكم + ردودكمم