- 
.
.
.
في حقيقة أمر قصتي , 
أنني نـادمٌ جداً على أيـامي الفـائتة , 
لقد كنت أهمل زوجتي كثيراً , 
أخرج صبـاحـاً , لأعود منهكـاً في المسـاء ,
 أحب أصدقائي أكثر منهـا , 
و نذهب لتخريب كل مـا هو في طريقنـا , 
لا ألتقيهـا إلا في المنـاسبـات الكبيرة , 
لا أهلك نفسي لأرى قسمـات وجههـا , 
بل أأِجل ذلك الأمر لاحقـاً ! 
كنت مهمل تلك الجميلة , 
كـانت فتـاة من أجمل الفتيـات التي رأيتهن , 
تمتـاز بشعرهـا الذهبي الطويل , 
الذي تتخلخله شعيرآت بيضاء , 
لا تدل على العجزِ , بل على العصبية التي 
تفقدهـا طوال أيـام حيـاتهـا , 
وازداد بيـاض , عندمـا تزوجتني ! 
كـانت عينـاهـا الزرقاوتين ,
تشع عندمـا ترآني , 
و تتلألأ , 
مثل بحرِ هـائج , 
مثل سمـاء صـافية , 
كـانت تلك الزرقاوتين , 
من أجمل الأعين , 
التي بصرت بهـا , 
و من أجمل التحديقـات , 
التي رأيتهـا ! 
و آه , ثم آه , 
من طلتهـا , 
التي طغت على القمر , 
في إكتمـاله , 
و جعلت القمر , 
يغـار منهـا , 
ويتمنى إختفائهـا! 
ولكن , الان , 
لقد ضـاع وقت الرجوع , 
و حل محله الندم , 
توفيت تلك الجميلة , 
على فراشٍ أبيض .. و دمعة شفـافة يمين جفنهـا 
رحلت بحزنهـا المخبـأ في صدرهـا , 
رحلت فـ تركت خلفهـا رجلٌ نـادم على مـا فعله بهـا ! 
ولكن مـا عـاد هنـاك فرصة للتوبة ! 
-
ذات ليلة , عندمـا كنت أتمشى في منزلي , 
أبحث عن سلةِ صغيرة , 
لأذهب للصيد مع إصدقائي , 
أكتشفت تواً أن هنـاك قبو في أسفل المنزل , 
ولم أفجع من هذا الأمر , إذ أن هذا المنزل , 
شرته لي زوجتي " الجميلة " ! 
نزلت فيه , لعلي أرى سلة , و أرى مـا به ! 
فتحت بـابه المصديء  , و لم أرى شيئاَ سوى 
الســــــــواد ! 
مضيت بخطوات خفيفة , أبحث عن مفتـاح النورِ في القبو , 
و فجـأة , أغلق البـاب " المصديء " خلفي ! 
.
. 
. 
كانت الأصوات في الغرفة , تتعالى بشكل متسارع , أشعر و كأنها تأتيني من جميع الإتجاهات , و الرائحة المميتة , التي شممتها منذ وصولي , الى هذا الكابوس الشنيع . 
توجد صور معلقة على الجدران , يغطيها الغبار من جميع الجوانب , لا يكاد يظهر منها , سوى تلك الجماجم المحطمة . 
يا إلهي ! 
مالذي يحدث الآن؟
إن هنـاك أحد يتنفس بشكلِ سريع خلف رقبتي ! 
تجمدت عظامي , لم أقوى على تحريك رقبتي لأنظر من خلفي , أو أيّ عضلة من جسمي لأفر بالهروب ! 
ولكن , كانت هناك " الطامة الكبرى " !
كان خلفي , ذلك البشري الميت , المسمى حالياَ " زومبي " ! 
وفي حقيقة الأمر , بعدما دققت بالنظر في وجهه , كانت الأزمة التي حطمت قلبي , إنها ... 
حبيبة قلبي , 
إنها .. 
جميلتي , 
إنها .. 
تلك التي أنفس غضبي عليهـا بكل أمرِ شنيع ! 
لقد كانت تلك , نعم إنها ..." زوجتي ماريا" !!! 
أتت لتنتقم مني ! .