رد: شِتـَاءْ أُكتُـوبَر ..|2017 ~، رواية
فصل رائع بامتياز ~ شكرا لابداع قلمك الجميل
Yuki Hime كانت هنا
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483551861481.png"]
[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483551861542.jpg"]
الفصل الثامن : يوجين .
قصيدة الذكريات الحزينة , هي معزوفة قوتي ..
تلك القصاصات العالقة في ذهني من الماضي ..
ترتيبها معاً يبعث في داخلي رغبة الانتقام !!
لذلك علي جمعها و إحراقها مراراً و تكراراً ..
حتى يبقى قلبي نقياً مثل من علمتني الحبُ و النقاء ..
...
الصدر الدافئ الذي يحتضنني الآن هو أكثر مكان أفتقده !
" يوجين .. أميري الصغير ..أفق هيا "
ما زال ذلك الطفل المدلل يصغي لكلمات والدته غير راغب بالابتعاد عنها ..
داعبت شعره الناعم من جديد .. فشعر بسعادة غامرة ..
دخل والده في هذه الأثناء ..
" هيا إنه وقت الرحيل عزيزتي .."
ربت على رأس جين و ابتسم له " كن ولداً مطيعاً سنعود قريباً .."
كانت تلك اللحظات هي آخر ذكرى عالقة في ذاكرة جين عن والداه
ما بعد ذلك كان الفراغ و الظلام فقط ..!
...
أشرفت إحدى أقارب والدي على تربيتي لكنها كانت الأسوأ و دائماً
ما تحاول إيذائي بشتى الطرق لكن بالحيلة و دون علم أحدهم و تظهر
للمجتمع وجهاً آخر ... بعد انتظار طويل لم يعودا والدي من تلك الرحلة
هذا ما علمته عندما أصبحت في السادسة من عمري و استطعت أن أدرك أخيراً نظرات
الشفقة على وجوه الناس عند رؤيتي!
لذلك عندما بلغت أشديّ قررت أن أعرف أسباب الحادث الذي أودى بحياتهما , سافرت
إلى إنجلترا حيث تعرفت إلى صديق والدي هاري إبيلين و ابنته كاثرين ..
أقمت في منزله الكبير فترة من الزمن لم أكن واثقاً من سؤاله عن تفاصيل الحادث القديم.
تجاهلت الأمر لبعض الوقت و قبلت طلب كاثرين في الانضمام معها للدراسة ..,
كنت أدرس و أقوم بأعمال شركات مانكالف في الوقت نفسه كنت أحاول الوصول
إلى أدلة أو معلومات عن وفاة والدي أردت فعل ذلك بمفردي ..لكن لم أتوصل لنتيجة..
في أحد الأيام بينما كنت أتجول في منزل إبيلين وجدت أحد الغرف المنعزلة
كانت مغلقة عندما حاولت فتحها دفعني الفضول لمعرفة ما وراء ذلك الباب ..!
سألت هاري عنها لكنه أبدى انزعاجا من سؤالي.. لم ألح عليه و بدأت أذكر نفسي
أن هناك أشياء لا يجب أن أتعدى حدودها هنا ..
...
بعد سنتان أنهيت دراستي و كان لابد أن أعود إلى دياري .. لكن في اليوم الذي يسبق
سفري استدعاني هاري إلى مكتبه مساءً . كنت أشعر بالقلق حيال طريقته الغريبة في الكلام
أمسك يدي ووضع بها قطعة فضية كانت مفتاحاً صغيراً جعله في قبضتي و شد عليها
" لقد طلب مني والدك تسليمك هذا قبل أن يتعرض لذلك الفخ ..لقد قتلا في حادث سير
مدبر .., لم أكتشف تفاصيل الحادث باكراً لكن والدك عندما تحدثنا في آخر مره كان
يحاول قول الكثير من الأشياء .. كلامه كان مبهماً للغاية .. أخبرني أن عصر ذهبي
جديد مرتبط بتضحية عظيمة .. تلك الغرفة التي حاولت فتحها كانت الغرفة التي سكن
فيها والداك قبل 15 عشر عاماً .. تركتها مغلقة احتراماً لهما "
كان هاري على عجلة من أمره فغادر قبلي و بقيت واجماً مكاني في حيرة من أمري..!
توجهت إلى غرفة خصصت لي وجمعت أمتعتي كلها .. و عقلي شارد في تلك الكلمات
أي عصر و أي تضحية !
فجأة انتزعني صوت الضجيج و الصراخ من ذلك الشرود ظننته زلزالاً ..!
لكن ما أن غادرت غرفتي حتى وجدت النيران تلتهم أطراف ذلك المنزل و أركانه
لم أعرف ما يجب أن أفعله لكن كاثرين جذبتني من يدي للخارج كانت قوية بما يكفي
لتجذب شخصاُ متصلباً و تحمل طفلاً صغيراً بيدها الأخرى!
في اليوم التالي حصيلة الحريق كانت فقدان كاثرين لأفراد عائلتها !
بعد أسبوع من الحادثة .. لم أكن أملك خيار آخر.. عادت كاثرين معي ..!
...
عندما وصلت قصر مانكالف كانت مربيتي المقيتة قد تزوجت برجل أعمال ثري ..
و قد نصبت نفسها مسؤولة عن عائلة مانكالف حتى دون الرجوع إلي!
أخفيت مشاعري بعيداً و حاولت تقبل الأمر .. لكن مع مرور الوقت بدأت مضايقاتها
تطفو على السطح ..شعرت أن هناك من يحيك الخطط في الظلام .. و يحاول
النيل مني و من كاثرين .. اضطررت لأرسال كاثرين الى هنا لم أخبرها عن السبب
لكني وعدتها أن أبحث عنها و نعود معاً .. أما بشأن الجريمة فذلك الشخص ليس والدي
بل رجل الأعمال الثري الذي كان زوجاً لتلك الأفعى .. ما نظهره للصحافة و المجتمع
أنه والدي كان مجرد اتفاق قديم .. لكن لم أتوقع أن تستخدم تلك النكتة ضدي يوماً ..!
...
انتبهت ساره أن جين توقف عن الكلام أخيراً .., لا تعلم ما تقول الآن ..
نظرت باتجاه مارك استطاعت قراءة تلك التفاصيل النادمة على وجهه
لكنه كان هادئاً و لم يضف شيئاً ..
نهض جين من مكانه واضعاً كأس الماء على الطاولة ..
ابتسم بهدوء " آسف لجعلكما تستمعان لحياة شخص ممل .. ما كان يجب أن تعلما "
تقدم مارك حتى وقف أمام جين " يمكنني اصطحابك إلى كاثرين.."
قطب جين حاجباه و أبدى موافقته و كان صوت داخلي يحدثه " لن تكون سعيدة برؤيتي"
...
قد اقترب المغيب كثيرا وكأن السماء أشرقت بلون أحمر معلنة المشهد الأخير للغروب
وصل كل من جين و مارك وسارة إلى ذلك المنزل في ركن الشارع ..
كان ذلك الطفل يقف مع مربيته أمام باب المنزل منتظران عودة كاثرين ..
لكن هناك ثلاثة أشخاص يقفون أمامه الآن .. حدق ذلك الطفل فيهم بغرابة ..
لكن فجأة عندما نزع جين نظارته و تقدم خطوتين إذ بذلك الطفل يترك يد مربيته
ويتجه ركضاً إليه وهو ينادي بصوت يملأه الفرح " أبي .. أبي .."
حتى ضم جين بقوة بيديه الصغيرتين ..!
[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483551861583.jpg"]
[/TBL]