مدونة متألقة 7727 في شخصية واحدة ◘ (1 زائر)

[7727]

..
كان قلبًا سجينًا..
كان مختفي في البكاء وحيد الأحاديث..
لم يبحث قط عن السعادة بل بحث عن الحرية..
توارت عنه الأنظار، وادعى الجميع تصديق كذبته..
كان ملائكيًا الوجه وعذبًا الصوت، فغنى للطيور والأشجار..
كانت صديقته سلاسله، ورفيقته أحلامه..
وذات يوم .. انكسر سقف سجنه وأصبح به ثقب يتنفس من خلاله..
لامس الهواء وجهه، فبكى دموع رأتها النجوم..
أصبح لديه مجال للتنفس، أصبح لديه مكان للتعبير..
عبر عن كل وجعه، ورأي فرصة للتغيير..
تغيير واقعة وتحقيق أحلامه.. فأرتفعت فوق السماء أماله..
لكن سجنه الظالم علم برؤياه، فسلبها منه محطمًا أياه..
جعل أمامه ثقب للتنفس، ولكن لن يسمح له أبدًا بالحياة ..
حطم كل أحلامه، وأمره بالنخوع لشهواه..
وبالانانية أجبره بالتراجع، وزرع في داخلة ما يخشاه..
فنزف صاحبنا القلب دموعة أنينًا، وصرخ لأذان لم تسمعه لأنه كان بعيدًا..
فعاد القلب مُحطمًا، وعادت خيبات ظنونة..
فهو الان ينظر لثقب تنفسه، والدموع والحسرة تملء جفونة..
يودع بيديه أحلامة، وبالأجبار يصنع ويزيف سروره..
فلا يمكنة الأفصاح، لا يمكنة السقوط..
فلو الأخرون عرفوا سيحكمون عليه بالموت..
سيعيش الضعف عندما يكون مختفيًا وحيدًا..
وسيُجبر علي تأدية مهامة، وسيصنع وهمًا سعيدًا..
وهو في دخله يكره كل شيء ويمقط وجوده..
ولا يعلم متى سيضعف والكل يرى سقوطة..
لكنه يعلم بأنه حتمًا وأكيدًا ..
سيسقط حتمًا.. ويومًا ما.. سقوطًا عظيمًا.
..
- فاصلة -

 

[7727]

..
أي محاولات تلك التي يمكنها أن تعوض سنين من فقر المشاعر المفقودة،
أي تعويض يمكنه أن يعوض سنين منسية من الحب الذي جف..
كما تجف دموع على خدود أمتصتها كصحراء مات بها كل شيء،
أي وعود بالتغير يمكنها أن تمحو مواقف ومشاهد مليئة بالأسائه العالقه في ذكريات لا يمكن محوها،
أي ثمن ذلك يمكنة أن يداوي جراح قلب نزف بشدة حتى باتت جروحة لا تختفي وصار مشوهًا،
أي أعتذارات تلك التي يمكنها أن تشفي غليل القهر والظلم،
ماذا ينفع القبول بعد أن أنسحقت النفس بالرفض،
وما فائدة الأهتمام بالورود بعد جفت وماتت لأن ساقيها قد نساها،
الأشياء لا تفيد ولا تنفع بعد فوات الأوان،
فما كان في أمس الحاجه إليه يصبح ببساطة أرخص شيء في أعيننا،
ما كنا نكافح من أجله يصبح ببساطة شيء تافه ليس له قيمة،
ذلك العالم الذي أجتهدنا فيه وتعبنا ليلًا ونهارًا لنشيده.. نحن بأنفسنا من نهدمة،
الأمور التي كنا نتمناها هي نفسها التي نرفضها بكل إردتنا،
المشاعر التي كنا نحتاجها بشدة هي التي نكرهها الأن،
بأختصار.. الواقع يرغمنا على التغير، القساوة تعلمنا الجفا،
الأهانه تخدش ذكرياتنا بخدوش لا تختفي ابدًا حتى وإن شُفيت،
والبكاء بسبب شخص أساء أستخدامنا لا نستطيع أن نسامحه بهذه السهولة
ربما لن نستطيع أن نسامحة ابدًا،
الغرفة لا تنسى صوت شقهات بكاءنا،
والوسادة تتذكر إنها بالدموع سُقيت وتشبعت،
الظلمة تعلم ما تخفيه من أرواحنا،
والقلب يدرك بأن النور لن يصله مجددًا،
فالعالم والناس والمشاعر ليسوا بتلك البساطة..
والأمور التي تأتي بعد فوات الأوان لا تهم ابدًا.
..
- فاصلة -

 

[7727]

..​ ......موسيقى هادئة.. ذهن شارد .. نظرات متتابعة الى الخلاء حيث يوجد الظلام.. لا أعلم كيف للأمور أن تسوء أكثر من ذلك .. أو الي مدى سأعيش في حيرة من أمري .. الى أي مدى يمكنني التحمل والحفاظ علي رابطة جأشي.. لو سألني أحدًا ما في الماضي أين ستكون بعد أربع أو خمس سنوات.. ستكون أجابتي ليس هنا .. على الأقل لم أتخيل قط بأنني سأمر بكل هذا السوء.. فأنا أدركت بعد الكثير جدًا من الأوقات المؤلمة والسيئة بأن النفس البشرية تتكون من أجزاء بسيطة ورقيقه تدعى المشاعر.. كلنا بالطبع نعلم ذلك .. لكن قليلون من يدركون حقيقة بأننا نتكون من طبقات رقيقه يمكن تمزيقها بسهولة.. بعد فترة ستدرك بأن حياتك التي تحلم بها بكل سعادتها وأوقتها الطيبة.. بكل ما تطمح لتحقيقه.. بأن الجنة التي ستعيشها على هذه الأرض سيأتي وقت ما وتآكل من التفاحة فينهار كل شيء عليك.. وكأنك ستدمر كل شيء بكامل إرادتك بقصد أو دون قصد منك، وحتى وأن لم تفعل.. سيأتي شخص غيرك ليدمر كل شيء.. وأن لم يتواجد الأشخاص ببساطة ستتواجد الظروف.. لكن النهاية يجب أن تكون واحدة وهي التدمير .. تدمير كل شيء وجعله ينهار كما لو لم يكن قط.. الأمر في الحقيقة مؤسف للغاية أن تُسلب منك سعادتك التي تشكل جزء كبير منك، مؤلم أن تفقد هويتك.. تفقد أساسات شخصيتك.. تفقد ما أنت عليه وما أعتدت أن تكون.. في بعض الأحيان ستتمنى بأن تعود الأيام السيئة التي لطلما شكوت منها.. لأنك ستخطوا مرحلة تلو مرحلة وكل مرحلة ستؤلم أكثر من التي قبلها.. كما لو أنك يجب بشكل غير عاقل أن تستمع بمعاناتك التي تعيشها قبل أن تدخل في معاناة أصعب تجعلك تتمنى معاناتك السابقة، ولهذا السبب يبدوا الأمر بأنك لن تتخلص أبدًا من معاناتك.. وكأنها الأختيار الوحيد .. معاناة تلو الأخرة.. ومن سيء لأسوأ.​ ......أعتقد بأننا قد أكتفينا.. فنحن لم نعد صغارًا للتلقيم أو لسماع دروس ومواعظ قد ملئت صدرونا حتى صارت تخنقنا، كل منا يريد التحرر من شيء ما في حياته .. هناك قفص يحبس أرواحنا في مكان ضيق لا يسمح لنا بالتنفس، مع أن أجسادنا تبدوا حرة لكن أي حرية للجسد طالما الروح مفارقه له، أننا نفتقد للوسادة الدافئة التي نخلد للنوم عليها ونحن هادئون للغاية.. نفتقد لأمور لم نجربها قط، وأشتقنا لها مع أننا لم نعلم طعمها، وكأنها مألوفه إلينا.​ ......كلنا في قفص.. حتى هؤلاء من يدعون السعاده و ويحفزون علي التفائل هم حبيسون شيء ما في داخلهم، وحتى بعض هؤلاء الذين يبدون قاريبون للكمال، العظماء، المتدينين، المثقفين، المدافعون عن القيم والمباديء.. حتى هم حبيسون لشيء ما.. سجناء في سجون كيانهم وقوقعة حياتهم، ولكل منا سجنه الخاص. ​ ..​ - فاصلة -​

 

[7727]

..
لا تبدوا كما كانت أو تكون..
دائمًا الليل فجرًا، والفجر تكرار للعتمة يملئة الكثير من السكون،
سكون باهت خافت مخيف،
لم يكن قط حساسًا تجاه الصوت بل كان حاذف النطق كافر التعبير،
الوجود لا يداوي لأن بالوجود كان الأحتياج وسد الحاجه لا يكفي،
والطين كان كافي لسرقة الفرحة بالسقوط،
لا الشهب حملت أمنية القلب، لا القلب أو النور كان موجود،
الرغبة بقوتها خاملة والإرادة هشة وسلطان اللامبلاة يسود،
الشغف يخاف الظهور، والفعل جاف ونقطة الوصول ترفض النخوع،
العقل قاسي.. الحب كافي.. ولا يفهم أحد كيف كان ويكون برد الشتاء وقت البزوغ،
فالليلة عتمة تكرارية والأرهاق جاعل الحياة مأسوية،
لا هنا أو هناك ما يكفي، وذاك الكافي أكتفى من محاولات الأكتفاء
النفس لا تبكي، فالبكاء وقت الحاجه تحول شفقة
والعيون تشاهد بملل جروح فتاة تلون بدماء جرحها وردة،
لا الفتاة أخذت ولا الأنصاف كان حليف
لا المشاعر كرهت ولا الحزن أن تم الأعتياد عليه يكون مخيف،
قبو الأسرار مغلق منذ فترة .. وبالرغم من سهولة كسر أقفاله الصدئة
لم يزوره أحد فالثقة تم التهامها عندما تم تقديمها علي طبق خذلان من فضة
وضع النقاط للختام كافي، وسواد تحت العين للشرح وافي
كل الكلام غير مفهوم وكأنه مقلوب،
والأذان والعيون تسمع وترى كمل يحلوا لها،
فمثل هذه الأحاديث لا تفهمها العقول.. بل القلوب.
..
- فاصلة-

 

[7727]

..
بين منطوق محذوف كانت عباراتي..
وكانت هناك حروفي ومعنى احتياجي..
كان هناك ادق تفاصيل نقاطي وما تحمله من معاني..
بين ثنايا النظرات الهادئة والحزينة كنت هناك..
كنت أضع مشاعري..
وأرسم علي أرض جراحي مستخدمًا رمادي،
أجعل بنفسي مدينتي المهدومة منسية..
فترفرف طيور سلامي بعيدًا عني..
تاركه عالمي دون زقزقتها المطمئنة..
فيصب شلال اخطائي في نهر خيباتي
متفرعًا من محيط رغباتي وأمنياتي الهائمة
بين واقع مرفوض، وواجب مفروض..
فتآكل الخيبات نفسي، وتسلب مني سلامي..
وتهديني الخوف والاحتراق من غيرتي..
فأصبح صدئًا في داخلي،
متآكلًا ساكنًا خافًيا حيرانًا تلتهمني الغيرة، يسحقني واقعي..
فأعود حيث بدأت من جديد..
الى نقطة البداية مع نظرتي الحائرة .. الشاردة في السماء
الخاليه والخيالية.. وكل شيء.
..
-فاصلة-

 

[7727]

..
ما خطبك أيتها السماء..
لماذا تبكين..لماذا أنتي حزينة
هل أذوكي.. جرحوكي.. تعدوا عليكِ
كيف أذوكي هذه المرة.. كيف أنكسىرتي..
كيف تبكين.. كيف تظهرين ضعفك أمامنا بهذا الشكل..
هل لإنك لم تستطيعي الأستمرار بالإدعاء بإنك بخير..
هل أكتفيتي من لعب دور السعيدة، الصافية، المُشرقة..
هل كان لسقوط دموعك معنى..
أعني يبدوا بأنك لم تجدي مكان واحدًا لا يراكي الناس فيه..
لم تجدي مكان تستطعين البكاء فيه بمفردك..
هل سقطتي من أجل نفسك..
أعني هل كانت أحزانك وفراق شمسك لكِ كافيًا لهذا الإنهيار..
أم إنك لم تتحملي الحزن الذي يجوب ما تحتك.. يجوب هذه الأرض..
لم تتحملي العدد الهائل من النظرات المنكسرة المرفوعة إليك..
لم تتحملي الحزن في قلوبنا، والظلام في أروحانا..
أم إنك تحملين دموع جميعنا فقمتي بإرجاعها إلينا مجددًا..
نحن نعلم كيف هو شعورك.. ونعلم ما تحمله هذه الدموع..
إنها تحملك.. وتحمل مشاعرك..
لا داعي للإدعاء مجددًا.. فنحن نعلم كل شيء..
نعلم أنه يوجد خلف صفائك الكثير من الغيوب والضباب..
نعلم بأن خلف نورك هناك الكثير من الظلام..
نحن نعلم كل شيء..
..
-فاصلة-

 

[7727]

في حين كانت أمالي أمامي لم ألتفت يومًا للوراء ..
ركضت صوب هدفي وأنتظرت ..
أنتظرت حتى تشققت جفوني .. حتى ألتهم الارهاق مسامي ..
دفعت أملاكي وأغلى مقتنياتي .. دفعت نفسي وما أغلى منها حتى أقدمه ..
ركضت نحو المجهول أملًا .. وحالمًا .. متطلعًا الى يوم واحد فقط أشعر بهِ بأنني في المراد ..
أشعر فيهِ بالحريه من واقعي القبيح للغايه .. أشعر بنفسي وبحلمي بين يداي ..
ولكن كعادة الخبث والواقع الدنيء القبيح .. قد سُلب مني رؤيتي ..
وما كنت أطمح أليه قد انطلق مسرعًا بعيدًا عني متاجهلًا يدي وهي تلوح له بتوسل ورجاء ..
أن لا يتركني هنا وحيدًا .. فأكتشفت طوال هذه المده بأن كل رؤياي وأمالي وحتى هدفي ..
كانوا يركضون بجانبي حتى يجعلون لي أملًا كاذبًا .. كانوا بمثابة أصدقاء يركضون جانبًا الى جنب بجانبي ..
ولكني لم يومًا صديقًا لهم .. لم يعتبرونني واحدًا منهم ..
فتُركت أنا وسط حطامي اتسائل .. من أنا؟ الى أين؟ الى متى؟ ..
علمت بأنني كنت مخطئًا عندما قررت بعدم النظر الي الخلف ..
كان يجب أن أنظر خلفي .. كان يجب أن أعلم .. كان يجب أن أدرك حجم وقوة من يطاردني ..
كان لابد لي أن أرى مخاوفي بنفسي حتى أستطيع أن أميز السلام الذي كنت أبحث عنه ..
كان لابد أن أُسجن حتى أعرف قيمة الحريه .. كان لابد أن أصير حزينًا لأدرك معنى السعاده..
كان لابد أن أنظر للوراء قليلًا حتى أتحسن في تقدمي .. ولكني للأسف نسيت بأن عالمنا لئيمًا، وقحًا، وقبيحًا ..
"أن هذا العالم قاسي، قاسي للغايه، قاسي لدرجة أن العيش فيه أصبح يعتبر معجزه"

 

[7727]

..

كالعاده يجلس علي مقعد يطل علي بناية مزينة بالشبابيك والنوافذ الزجاجية الكثيرة،
التي لطلما كانت مضيئة بأنوار غرف الأخرين،
حفظ كل نافذة منهم وحفظ مالكيها، يعلم بأن هنا يسكن فلان.. وهنا يعيش الأخر،

يعلم بأن تلك النافذه ذات الضوء المائل للأصفر تخص زوجين يعيشون بهدوء دون شجار أو مُشدات
ليس لأنهم سعداء أختاروا بعضهم عن قصة، بل لأنهم اعتادوا علي روتين حياتهم بل أُرغموا علي قبول ملل حياتهم الهاديء ..

يعلم بأن تلك النافذة علي حافة البناية هي لرجل وأبنته التي لم تعبر سن الطفولة بعد،
وبالكاد يشعر بحركتهم تعبير صادق عن أن الأب والأبنة بعد وفاة الأم قد أنطفئوا
وأصبح الأب مجرد مكينة جامدة لجلب مصاريف المنزل
والأبنة بالكاد تتحدث مع أبيها لأنها مشغولة بملل الألعاب الألكترونية والأحتياج الفارط لأمها..

يعلم بأن تلك النافذة ذات الحواف الزرقاء هي لشقة أعتاد أن يرى فيها ظلال حبيبين يرقصون،
يحتضنون بعضهم، يمرحون ويستمتعون بقصتهم التي يرفضها الجميع،
تارة يرى انعكاسات ضوء تلفازهم ليلًا فيعلم بأنها تستند علي كتفه يشاهدون فيلمًا مؤثرًا،
وتارة اخرى يكون سكون وظلام تام فيعلم بأنهم نائمين في أحضان بعضهم حتى يستيقظون علي وجوه الأحبه،

يعلم بأن تلك النافذة الصاخبة التي لطلما كانت مليئة بالمرح وشعور الصحبة
هي لمجموعة من الشباب من الجنس الخشن،
أصدقاء يجتمعون ويحتفلون ربما بطرق خاطئة مليئة بالكحوليات والحفلات الضوضائية المزعجة للجيران
ولكنها تظل صحبه علي طريقتهم السيئة المخلصة الوفية تجاه الأصدقاء،
"جميعنا أصدقاء نقاتل من يقاتل فرد منا، وندمر من يقف بطريقنا" شعار أبله
ولكنه يفي بالغرض معبر عن شجاعة ووفاء الصحبه..

وبينما يراقب كل تلك النوافذ بألوانها وأضوائها كان هناك نافذه واحده لطلما .. لطلما كرهها،
نافذة دائمًا هادئة منطفئة منعزلة، حوافها البنفسجية تعطي انبطاعًا لا يعبر ابدًا عن محتواها،
دائمًا ماكان صاحبها حاضر غائب، واعي وفاقد، عابس داخليًا مبتسم أبله خارجيًا،
بالكاد يجلس في شقته مثل الباقين، بالكاد يشعر بالوجود،
عاش حياة طويلة يبحث عن السعادة أو علي الأقل حياة مثل أصحاب تلك النوافذ،
فنافذته لا هي لفردين حياتهم مملة أو لحبيبين يرقصون علي رومنسياتهم،
او هي لأب وأبنتة سرقهم الحزن، أو لصحبة شباب يزعجون الأخرين ..
بل نافذه وحيده تفقد وتفتقد حياة أي نافذه أخرى حتى وأن كانت مملة ورتيبه
لكن علي الأقل هناك شريك في هذا الملل، حتى وأن كانت مليئة بالمشاجرات ولا مكان للأتفاق
ولكن علي الأقل هناك من يتشاجر معه، يشاهد تلك النافذه
ويعلم بأنها هي وصاحبها مظلومين محرومين من أبسط مشاعرهم،
مليئون بالغيره والحزن، فالجميع معًا.. الجميع رغم اختلافهم لكنهم يشتركون في شيء واحد .. معًا..

يقف مراقب النوافذ الحزين، ينظر للسماء بعيون تملئها الخيبة والعتاب وكلمات لا يسمعها سواه،
وبارهاق شديد وحالة ميئوس منها ومن تحالف مشاعره المنشقة،
يتجه لتلك البناية ويعود الي شقتة ذات النافذه الوحيدة التي لطلما كرهها..
حتى يعود من جديد في اليوم التالي وتحت غياب الشمس يراقب ويتمنى ..
وينتظر.. ماذا؟ .. من؟..
لا يعلم!.
..

 

[7727]

..

تطرق ابواب قلبي تلك المشاعر مجددًا..
أعرفها وأعرف دقاتها ونبراتها..
تريد ان تدخل وتفسد أثاثات منزلي وتبعثر ترتيب كلفني جهدي ومشقة اهلكتني..
أعلم حيالها التي تخبرني بها ما لا أود سماعه..
وتهمس لي بكل ما لا أطيق أحتماله..
تعلم كيف تُخيفني، تعلم نقاط ضعفي وثغرات دفاعي..
إنها تحاربني وتطاردني ولا تتبع أي قوانين..
تلتهم سكينتي وطيور عش سلامي..
تفصلني عن واقعي وترتحل بي وسط حطام الأوهام وفساد الخيال وسراب الأمال..
ترتبط جذورها برقبتي وتنبت بذرها في صدري فتخنقني..
تسلب مني صوتي فأصمت..
وتبتر ذراع نجدتي ووسيلة علاجي..
فتمرض مشاعري وتكفر بالسبيل والوسيلة..
فترفض كل حواسي التغيير مهما كانت الحيلة..
تُشل اعصابي وتتسع بؤبؤة عيني بمجرد ان تسمع اذني طرقها علي بابي..
أُشل أنا وهي معها كل مفاتيح أبوابي.

..

 

[7727]

..
أنت يا محور الكون..
يا أهم شخص مغرور ذو كبرياء متعال..
هل تعتقد بأنك مهم!..
لا عزيزي أنت لا شيء..
لا الشمس تشرق من أجلك..
أو الليل يبدأ لأحزانك..
لا النجوم تسمعك..
أو الشهب ستحقق امانيك..
لا الأمطار تبكي من أجلك..
ولا القدر كان ضدك..
لا الأمل كان صديقك..
ولا اليأس كان مخلص لك..
لا المشاعر كانت سعيده..
ولا الدموع بقيت معك..
لا الدنيا كانت سيئة..
ولا الحياة تهتم لك..
ستموت والأنجاز سيموت معك..
أنت فترة فاتره ستمر ليأتي غيرك..
نقطه لا وجود لها وسط رهبة الكون..
أنت رماد تراب سراب..
لا الأحلام المبهجه ستزور واقعك..
ولا الكوابيس كانت لتنبيهك..
لا القريب قريب ولا البعيد سيقترب..
لا العدل حليفك ولا الظلم سيتركك..
صوتك لا يُسمع
والضوضاء من أجل خرابك صوتها يرتفع..
أنت مجرد بشري سيموت مع الزمن وسيأتي بديلك..
أنت لا شيء وستبقى كذلك.
..