الختم الذهبي رواية -حياة مسلُوبة- (2 زائر)


Milli

خريجة 2020 ♥♥'
إنضم
30 مارس 2014
رقم العضوية
170
المشاركات
1,495
مستوى التفاعل
5,897
النقاط
1,211
أوسمتــي
20
توناتي
8,890
الجنس
أنثى
LV
5
 
at156441974379721.png
 

Milli

خريجة 2020 ♥♥'
إنضم
30 مارس 2014
رقم العضوية
170
المشاركات
1,495
مستوى التفاعل
5,897
النقاط
1,211
أوسمتــي
20
توناتي
8,890
الجنس
أنثى
LV
5
 
هذا الرد راح اخلية لفصول الرواية كاملة
لسهولة الوصول لها
الفصل الأول - ولادة يتيمه

في مساء ليلة باردة وشديدة الظلمة من ليالي ديسمبر لا يُرى سوى نار اوقدت في مدفئة وسط كوخ مُتهالك
يتراقص لهيبها بتناغم مع صرخات ملئت أرجاء الغابة والجمت أصوات من يسكنها صرخات دامت طويلاً
وكأنها تُحارب تلك الليلة بكل ثوانيها لم تكتفي بالدموع التي تُصاحبها بل ساهمت في تجريح وعائها
الذي يُخرجها مُثبتة تمكّنُها الكامل من ذلك الجسد المُلقى على سرير من ورق اُختير بدقة ورُتب بعناية
مُغطى بقماش ابيض تجعد من اثار المعركة التي قيدت صاحبتها اسيرة عاجزة عن الحركة
وجعلت من صرخاتها منفذ وحيد لإثبات حياتها في الكوخ الذي احتضنها 9 اشهر
هدوء تام وكأن الحياة عادت لطبيعتها تُجبر جسدها على التحرك بخطوات مُتعبه ونفس مُتسارع
وشعراً حريرا اُسدلت خصلاته على ملامحها الفاتنة والناعمة مُتأملة بعيون مُحاطة بالسواد وغارقة بالدموع
ليقطع ذلك الهدوء العارم صوت يُعلن عن وجود حياة جديدة لِيخبر العالم عن اكتمال خلقه في منزله الدافئ
والسماح له بالظهور ، لهفة ، سعادة ، فرح ، بهجة ، رقصٌ و غناء مصطلحات تُرجمت بابتسامة رُسمت
على شفاه مُمزقة ، وكفين ناعمة ارتفعت قاصدة صاحب الصوت الباكي لكنها وصلت متأخرة فقد تم التقاط الطفل
بعد ما غُطي بوشاح من حرير ابيض اللون ارتفعت نظارتها لتتصادم مع نظرة حادة تكاد تُمزق من تتفحصه
في وسط وجه حاد الملامح وبنظرة راجية طالبة ان تحتضنه لمرة واحدة ، تحركت شفتي تلك الملامح الحادة
وبصرامة نطقت * هذا الحضن سيفسده فقط ارقدي بسلام * لم تنتهي الجملة إلا وقد صُبغ السرير بالأحمر
وتعطر الكوخ برائحة الدماء الحارة وزادت حدت بُكاء الطفل وكأنه يرثي روح والدته التي فارقت الحياة
اشتدت القبضة على صاحب الصوت الباكي وقُرب من الصدر فهُمس في اذنه بصوت غليظ خشن ببعض الكلمات
ثم اُنطلق به مُغادراً للغابة تاركا خلفه كوخ شهد جنازة من عاشه وميلاد لروح جديده .
وقت مضى وبرودة قارصة ورياح قوية وسماء ملبدة بالغيوم وصل حامل الطفل لمنزل بسيط في منطقة هادئة
محاطه بالأشجار والخضرة يُسمع صوت ماء يجري وتُشم رائحة الندى ، انحنى الرجل العريض وانزل الطفل الهادي
ومسح على راسه وهو يهمس - بعش حياتك فلن يُقبل بك وانت عاجز وكن قوي لتمشي بجانبي - فارتفع الرجل
مُغادراً بعدما وضع بجانب الطفل كيس مُمتلئ وعاد الطفل للبكاء على حاله الذي ذاق مرارته منذ رؤيته للحياة
استمر بُكاءه حتى وصل الصوت مُداعبا اُذني شاب في منتصف العمر فعبس بملامحه الهادئة
وقطب حاجبيه الكثيفة وتقلب بجسده النحيل غير مصدق لِما يسمعه وكأنه حُلم يرغب ان يستيقظ منه فرفع جفنيه
بتثاقل راغباً ان يرى نهاية هذا الحلم المُزعج واعتدل في جلسته وحرك بؤبؤ عينه السوداء في ارجاء الغرفة
فبعثر شعره بكفه النحيلة محاولاً ان يستيقظ من حُلمه ويردد بداخله - انا مستيقظ لما لا يتوقف هذا البكاء ؟ -
نفظ عن جسده الغطاء وانتصب واقف ومشى بخطوات مُترنحه ليتبع هذا الصوت حتى وقف امام باب بيته
رافع كفه وادار المقبض فتوجهت عينيه للأسفل ليتأمل بصمت وأدار وجهه يميناً وهو مازال يتأمل مصدر الصوت
فنطق وملامح الانزعاج تلبست وجهه الجميل - سُحقاً إلى متى هذا الحلم - فأغلق الباب بقوة وعاد ادراجه
ورمى بجسده على السرير واضعاً الوسادة فوق رأسه مُتجاهلاً الصوت تماماً واغمض عينيه بقوة
بقي مستكناً دقيقه دقيقتان 3 دقائق ومازال الصوت يصل لأذنيه حتى انتفض واقفا واسرع بخطوات سريعة
وفتح الباب مجددا فانحنى جالساً والتقط الطفل بين ذراعيه ووقف مُتقدم خارج منزله ليُشتت نظرته يمينا وشمالا
باحثا عن اثر شخصا ما ، لكن محاولاته بائت بالفشل اعاد نظره لطفل الذي صمت وكأنه شعر بحضن دافئ
و تمتم بكلمات حزينة - ها انت تُولد ضحية لأفعال والديك - ادار ظهره راغبا بالعودة لمنزله فداس على الكيس
ونظر له ثم انحنى والتقطه وبدا يتحسس الكيس فارتسمت ابتسامة هادئة وساخرة على شفتيه ثم دخل المنزل
مُغلقاً الباب خلفه واضع الطفل على الأريكة في تلك الصالة المفتوحة والمرتبة والمنسقة بأثاث جميل وهادى الطراز
ثم فتح الكيس وتوسعت عيناه وباعد بين شفتيه لهول الصدمة فأدخل يده بالكيس مُمسكاً بتلك العملات الذهبية
- يا إلهي هل اُمنت حيات هذا الطفل حتى مماته - وضع الكيس على الطاولة والقى بجسده بجانب الطفل
وتسللت اصابعه النحيلة بين خصلات شعره الأسود لِيمسك برأسه ضاحكاً بُسخريه
- هل هذا هو التغير الذي تبحث عنه يا كلاوس ؟ ماذا علي ان افعل؟ و كيف قاموا برميه ؟
وهل والدته سعيدة بتخليها عنه؟ اين اذهب به؟ و كيف لي ان اقوم بتربيته وانا ما زلت شابا ؟
والاهم من هذا كله لماذا انا بالتحديد تم وضعه امام بيتي؟ - قطع بُكاء الطفل الحرب الداخلية التي قامت
بداخل كلاوس فقترب منه وحمله بين ذراعيه وتقدم قاصداً المطبخ المرتب بشكل انيق وأرفف قليلة
وموقد من عين واحدة وثلاجة متوسطة الحجم ليفتحها ويخرج الحليب منها
- حسنا فلتصمت سأسقيك الحليب وارى ماذا افعل بك بعد ذلك - فلتقط كأساً وسكب فيه القليل وقربه من تلك الشفاه
الصغيرة وكأنها حبتا كرز من حمرتِها و لكن طرق الباب قطع عليه مراسم اسقاء الطفل الحليب
وبملامح مبتسمة انزل الكوب واسرع بخطواته وفي داخله الكثير من الآمنيات المعلقة في من يقفُ خلف الباب
الفصل الثاني - مُنحنى غريب -

ادار المقبض ومُعدل الأمنيات بفكره يرتفع بجنون - قد يكونون اهله اجل بالتأكيد احد يرغب باسترجاعه
- لكن سرعان ما تناثرت وتبعثرت امنياته برؤيتها - ليديا .. هذه أنتئ!! تباً - ترك الباب واحتضن الطفل
وعاد ادراجه للمطبخ وترك خلفه عدستان تكاد تخرجان من محجرهما
وفاه مفتوح لصدمة ما رأته فتحركت ساقيين شديدة البياض بخطوات تتزايد سرعتها تدريجياً لاحقة بكلاوس
- أيها المخادع النتن متى فعلتها؟- التقط كلاوس الكوب وقربه من فاه الطفل وببرود نطق - ماذا فعلت ؟-
رفعت كفيها والتقطت الكوب من بين يدي كلاوس وبصراخ - ماذا تسقيه ايها المجنون هل تراه بطولك ليشرب من ما تشرب منه -
اتسعت ابتسامة كلاوس وادار نظره تجاه ليديا وقدّم الطفل لها
وبعيون لامعه - واو أنتي تعرفين كيف تتعاملين مع هذه المخلوقات تفضلي خديه واهتمي به -
التقطت ليديا الطفل وقربته من صدرها وابتسمت برؤيته ثم رفعت عينيها لكلاوس الذي غادر المطبخ ورمى بجسده
على الأريكة تبعته بهدوء وجلست بجانبه - انت مليء بالمفاجئات لم ازرك لأسبوع واحد وارى انك تزوجت
ورُزقت بطفل !!واو حقا سلم حياتك يجري بسرعه - قطع كلامها ضحكات كلاوس المجنونة والعالية
- بل قولي سُلم حياتك مليء بالمنحنيات التي بدأت أوقن انها ستسلب روحي يوماً ما - نَظَرة ليديا له بنظرة
مليئة بالتساؤلات والتحليلات - لماذا هل افترقتم ؟ هل طلقتها ؟ تباً لك لم تفكر بهذا الرضيع الذي بقى ضحية لقراراتك الأنانية
ما ذنبه ومذنب والدته التي حرمتها من طفلها ؟ قطع سلسلة تخيلاتها صراخ كلاوس
- سحقاً ليديا توقفي عن خلق الخرفات والتخيلات وتصديقها انا فقط سمعته يبكي، اجل يبكي امام عتبة بيتي هناك من رماه
و من لا يرغب به لم اتزوج ولم ارزق بطفل هل فهمتي ؟ - صمتٌ عمّ الصالة ونظرة تتفحص كلاوس الواقف
- هل ساء الامر بينكم لدرجة انك تُنكر طفلك - اتسعت عينا كلاوس وامسك بشعره وبعثره بجنون
والتقط الكيس من الطاولة- اقسم لكِ انني لم اتزوج وانّ هذا الكائن ليس
من صُلبي وانظري لهذا المال كله لقد كان معه حينما وجدته
تعلمين انني لا املك هذا المبلغ ولا أحلم به حتى لكن هاهو امامكِ دليل على صدقي وكان بحوزة الطفل
عندما عثرت عليه - رفعت ليديا كفها البيضاء و النحيلة واصابعها الطويلة وامسكت بالكيس وتفحصته باهتمام
تلبس وجهها الابيض جميل الملامح - حسناً كلاوس بعد رؤية هذه العملات اُصدقك لأنه حتى منزلك الذي تسكنه
قام بالسلفة التي اقترضتها من والدي فأنت بمعنى الكلمة تفتقر للمال - جلس براحه ساندا ظهره على الأريكة
- جيد إنكِ تعلمين وبالمناسبة لم انسى هذا الدين سأعيده بمجرد ان اجد عمل اقبل به وايضاً مالذي جاء بكِ في هذا الليل -
توقف كلاوس عن الكلام بعدما سمع ضحكة ليديا التي نطقت بثقة - تعني حينما تجد عملا يقبل بك
ثم إن والدتي ارسلتني للاطمئنان عليك بعد عودتك - اسكت ليديا صوت الرضيع وهو يبكي ويلعق كفيه
- سحقاً لك كلاوس إنه جائع - وضع يديه خلف راسه واغمض عينيه
- وماذا افعل مثلا ؟ - وقفت ليديا بعدما ارتسمت على شفتيها طيف ابتسامة
على الفكرة التي لمعت في راسها واسرعت بخطواتها - كلاوس سأذهب به لوالدتي لترضعه
وسأخبرها بالأمر لا تقلق فوالدتي تتفهم الأمور جيداً -
غادرت ليديا وتركت كلاوس الذي رمى بجسده على السرير و شعور الراحة بدأ يتسلل لقلبه
وبابتسامة اعتلت شفاهه - اووه يبدو ان هذا المنعطف لم يدم طويلا شعور مريح -
وفي الجهة المقابلة منزل يبعد 50 قدماً من منزل كلاوس زُيّن بعقود من الورد الملون وبجانبه حضيرة يُسمع منها صهيل الخيول
وصياح الديك ونهيق الحمير وخوار الأغنام وبالجانب الآخر من المنزل غرفة صغيرة الحجم خرج من بابها
رجل في العقد الخامس من عمره طويل القامه و عريض البنية كسى شعر لحيته البياض وتلبست الشدة ملامح وجهه
فرمى بالفأس من يديه وخلع القفاز الذي ستر كفيه ودخل منزله فتفحص ابنائه بنظرة مبتسمة هادئة
وتقدم وجلس بجانب ابنته التي احتضنها- اذاً نجح كلاوس في إنجاز شيء ما
فأنا حقاً احترمه فهو شاب رزين ومُهذب لكن حظه قليل
وبعد زواجه وامتلاكه لطفل ستتغير حياته بالتأكيد - ابتسمت ليديا بمكر وهي تتأمل الرضيع بين ذراعي والدتها
وهي تُرضعه ونطقت بثقة - اووه ابي انت لم تراه وهو يرجوني بان اطلب من والدتي ارضاعه فهو يعشقه كثيراً -
مسحت والدة ليديا بحنية على رأس الرضيع - لا يُلام حقاً فهذا من صُلبه ولكن موت زوجته بالتأكيد اوجعه
ورفع على عاتقه مسؤولية عظيمة وضِعت بين يديه - نطقت تلك الفتاة التي تنعم بدلال والدها
- لقد صُدمت تماماً فهو ما زال صغير على ان يكون اب - انحنى والد ليديا وقبل رأس من يحتضنها
- كلاوس لم يعد صغيراً طفلتي لمار فهو رجل ناضج وفاهم للحياة ولا تنسي ان كُل من يُخلق يكون رزقه قد خُلق معه -
ثم رفع نظرته لابنته ليديا ونطق بجدية - لا تخرجي من المنزل في هذا الليل غدا صباحا اعيدي الطفل لكلاوس -
تكلمت ليديا مُوافقة رأي والدها - بالتأكيد ابي لا عليك وانا اخبرته بذلك -
نهض الوالد قاصدا غرفته بعدما طلب من الجميع ان يخلدون لنوم ومضت اول ليلة لذلك الرضيع
الذي استكن بين ذراعي والدة ليديا بعدما تذوق حليب دافئ واحس بالشبع والراحة والأمان
وابتسم ببراءة جاهلاً لما يُخفيه له القدر .
الفصل الثالث - ابُوةٌ مُرغمه -

صاح الديك مُعلناً بداية يومٌ جديد في سماء انجلترا و اشرقت الشمس لتبسط خيوطها الدافئة و المضيئة فتسللت
من نافذة غرفة لطيفة المنظر حتى وصلت لعيني ليديا لتداعبها وتشاكسها فتفتح جفنيها مُستسلمة ومُنصاعة لأوامر تلك الخيوط
فترفع جسدها بحماس وتنهض مسرعة لوالدتها - امي ، امي اين ابن كلاوس -
ابتسمت والدتها بحنيه - انه على السرير وايضاً خذي هذه السلة فيها بعض الأطباق لكلاوس واوصلي سلامي ومباركاتي له
واخبريه بأن ابنه قد شبع تماماً - تقدمت ليديا لطفل وحملته بين ذراعيها بعدما غطّت جسده بوشاحه الأبيض وقبّلت انفه
ثم اقتربت من والدتِها والتقطت السلة - شكراً امي وحاظر سأخبره هيا أنا خارجة الأن - غادرت ليديا منزلها وهي
تمشي بخطوات هادئة خشية ان تُسقط الطفل وسعادتِها لا تُقاس لكن اوقف حماسها صوت غليظ
ولم يكن سوى صوت والدها - ليديا كوني حذره و انتبهي على الطفل واوصلي تحياتي لكلاوس وأخبريه إن كان يرغب بمساعدتي
ويقبض مبلغ من المال ليصرف على طفله بالحلال فأنا اُرحب به - تفاجأت ليديا بما سمعته - حقاً ابي !
سيكون امرا رائع وبالتأكيد سيقبل ، فكيف سيترك فرصة ذهبيه !يكفيه شرفا انه سيعمل تحت إمرتك -
رفع صوته وقد تلبّست النبرة شيئا من الانزعاج - قُلت لكِ يُساعدني ولم اقل تحت امرتي فأوصلي كلامي كما هو من غير تحريف او نُقصان -
ابتسمت ليديا بارتباك - حاضرة حاضرة طلباتك اوامر وأوامِرُك نافذة - فأدارت ظهرها متقدمة بخطواتٍ سريعة
قاصدة كلاوس الذي يغط في نوم عميق ويحلم حلماً اجبر شفتيه على الابتسام من جماله لكن سرعان ما قطّب حاجبيه
وفتح عينيه على طرقٍ يكاد يكسر الباب وبغضب وقف متقدما وصرخ - سحقاً لكم هل تبخلون علي حتى بالحُلم!! -
فتح الباب ليتأمل بهدوء ابتسامة ليديا المشرقة وما زاد الأمر عليه ابتسامة الرضيع أيضاً ، أفاق من تأمله و حرك الباب ليُغلقه
- هذا ليس منزل كلاوس لقد أخطأتم العنوان - وضعت ليديا قدمها لتمنع انغلاق الباب
- ومن يكون المدعو كلاوس؟ نحن نريدك انت - استسلم كلاوس لِعنادِها وفتح الباب وتقدم بكسل ليجلس على اريكته المعتادة
فارش ذراعيه على حافتي الأريكة ووسع عينه حينما وضعت ليديا الطفل على فخذيه
- ماذا تفعلين ؟ لماذا رجعتي به ؟ - جلست ليديا وقرّبت الطاولة من كلاوس وبدأت بإفراغ السلة مُخرجة طبقاً طبق
ومع كل طبق تتسع ابتسامة كلاوس حتى اكتملت الطاولة فلعق شفتيه وانزل الطفل على الجانب الآخر من الاريكة
وشمّر عن يمينه فبدا يأكل بشراهةٍ مُتجاهل عيني ليديا التي تُراقبه
- تناول طعامك بهدوء اولا وثانياً والدتي طلبت مني اخبارك بأن ابنك شبع تماماً -
لم تُنهي جملتها إلا وقد وقفت اللقمة في حنجرة كلاوس وبدأ يسعل بقوة انتفضت ليديا محاولة ان تضرب على ظهره
واسرعت لتجلب له كأس ماء ، التقط كلاوس الكأس وشرب بهدوء وبدا يهدأ رويداً رويدا وانتظم تنفسه
ثم ادار وجهه تجاه ليديا - ماذا قُلتي؟ ابني! - جلست بالعة ريقها ورفعت كفها مرتبةُ خصلات شعرِها خلف اُذنها
- أجل بالتأكيد ابنك ماذا تُريد ان اقول لهم ؟ سقط عليك من السماء مثلاً وإن صدّقوا سقوطه كيف يتقبلون
فكرة المال الذي يجعل منك حاكماً على بريطانيا ! انا فقط اخبرتهم انك تزوجت في فترة غيابك
ولا تهتم لن يسألوك عن والدته فقد اقنعتهم انها لقيت حتفها وهي تتولّد بابنك ، على العكس تماما جعلت منك
في نظرهم شابا ناضج واب رائع لدرجة انّ والدي طلب مني اخبارك بأن تعمل معه لتصرف على ابنك -
وقف كلاوس وصرخ - ليديا ليديا ليديااا توقفي لم اعد ارغب حتى بسماع صوتكِ ايتها المجنونة اوصلَ بكِ الغباء
ان تجعلي فترة حمل زوجتي لطفلي اسبوع واحداً !!! والديكِ لم يصدقونكِ بل سايروكِ و بدلا من كوني ناضج واب صالح
اصبحتُ شابا مشكوك في امره وامر حياته الزوجية ، تبا لكِ ليديا الم نتفق بالأمس على ابعاد فكرة كون الطفل ابني ما لذي قلب الأمور ؟! -
بكى الطفل مُنزعجاً من الصراخ الذي اجتاح المنزل فتقدمت له ليديا وحملته
وهمست بهدوء - هل من الممكن ان تُخفض صوتك ؟ - نظر لها بنظرة غاضبة وغادر الصالة مُتقدما تجاه غرفته
واغلق الباب بقوة ورمى بجسده على السرير تاركاً خلفه ليديا التي شعرت بتأنيب الضمير محاولة جاهدة ان تُسكت الطفل
وبالفعل نجحت وانزلته ثم التقطت ورقة وقلم من الطاولة وكتبت بعض الكلمات وغادرت المنزل
مضى الوقت وشعر كلاوس بالهدوء الذي عمّ المنزل - هل اخذت الطفل وغادرت ؟ - ترك سريره وخرج من غرفته
مُتقدماً لصالة المفتوحة ليرى الطعام كما هو وادار وجهه لطفل النائم فأمسك بشعره وشده قليلا
ثم اقترب من الطاولة وجلس فمد يده ليكمل طعامه فيجد تلك الورقة المطوية ليسحبها
- انا اسفه كلاوس لم افكر بالطريقةِ التي فكّرت بها لكن حقا ابي وامي لطيفين ولن يدققوا بالأمر كما دققت انت لذا لا تُصعب الأمور
عليك وفكّر من ناحيةٌ اُخرى فمنذُ وصول الطفل وحالك يتحسن اولاً المال الذي يُغنيك عن العمل
وبعدها العمل الذي عُرض عليك وهو بجانب بيتك حقا امورك في تقدّم ولا ارى ضيراً في بقاء الطفل معك
فلن يكون عليك الكثير لتقوم به فقط عندما تأتي لعملك اجلبه معك ووالدتي ستتكفل به من اطعامه وتنظيفه
واذا عدت لمنزلك تأخذه معك لتضعه على تلك الاريكة القاسية التي اخشى على جسد الطفل منها ، لمرة واحدة استمع لي يا احمق -
ابتسم كلاوس ونظر لأريكته ومسح عليها - ما لذي تشكي منه هذه الأريكة من اجود وافخم انواع الأقمشة والخشب -
فرفع نظراته لتسقط على الطفل الممدد وتمتم بحزن - هل حقا ستسير الامور بتلك البساطة التي وصفتها ليديا ؟-
الفصل الرابع - اول مُرتب -

بعيداً عن افكار كلاوس ورسالة ليديا تحديداً فوق طاولةً دائرة الشكل صُفّ عليها الكثير من الأطباق
التي مُلئت بألذ الأطعمة تقف بجانبها صاحبة الصوت الغاضب - ماذا افعل بك اجبني ؟
الأصغر منك سناً تزوج ورُزق بطفل يحمل اسمه وانت ترفض فكرة الزواج بحجة كونك غير مُستعد لتتحمل المسؤولية -
ارتسمت طيف ابتسامة تقابل ملامح والدته المنزعجة بعدما رفع عينيه وانزل ما بيده
- من هو هذا الشاب المحظوظ في نظركِ ؟- نطقت بعدما جلست وامسكت بملعقتها - إنه كلاوس -
نزل الاسم كالصاعقة على مسمعي كاترن - ماذا ؟ كلاوس تزوج !! من تكون زوجته ومتى ؟ -
نطقت الأم بعدما تناقلت البيوت خبر كلاوس وابنه - لا احد يعلم عن هوية زوجته لكن يُقال انه تزوج
في فترة سفره ولقد توفيت وهي تُنجب طفلها - ضحك ديلان صاحب الملامح الهادئة والشعر الأشقر والعيون التي تشع بالأزرق
وكأنها عكست لون السماء - هذا احد الأسباب الذي يُزيل موضوع الارتباط من رأسي ففكرة ان اُخلّف خلفِي
او تُخلّف زوجتي خلفها ابناً ليعيش يتيماً يُصارع مرارة الحياة وحده لا يتقبّلها منهج فكري فأعانه الله على ما صابه -
تمتمت كاترن بكلمات غير مفهومة بعدما بدأت تُقلب طعامِها بعشوائية متجاهلة نظرت شقيقها
التي تتفحص ملامحها فحرك كفه ممسكاً بكفها - فلتأكلي بأدب - تركت الملعقة وابتسمت بعدما وقفت
- لقد شبعت وبالمناسبة ديلان يجب ان نقوم بالواجب تجاه كلاوس - نظر لها ديلان باهتمام
- ماذا تقصدين بالواجب ؟ ان كُنتي تعنين ان نُبارك له فأنا لأرى هناك ما يدعوا للمُباركة - رفعت يديها دلالة على الاستسلام
- حسنا حسنا انا سأبارك له وانت قم بتعزيته - نظرت الوالدة بغضب لأبنتها وبنبرة تأديبيه - لماذا يُعزيه ؟
قطع توبيخها كلمات من ديلان جعلتها تشعر باليأس من حالة ابنائها واضعة كفيها على راسها نادبة لحضها
- اذا كان هناك تعزية سأذهب معكِ - وفي أثناء هذا الحوار بين افراد عائلة كاسبر خارج حدود المنزل بدأت الثلوج
بالتساقط على ارض انجلترا وتلبّست رائحة الحطب المشتعل الهواء وزيّنت إضاءة المدافئ الظلام الشديد واُغلقت ابواب المنازل
وبقيت الثلوج تُسامر الليل الطويل من غير كسل او انسحاب حتى اُجبرت على الاختفاء عندما احست انجلترا بالدفء
في صباح مُفعم بالحيوية و نغمات الطيور المستمرة ونشاط يسري في الأجساد تحديدا منزل ماركلس
الذي لم يكن هو المنزل الوحيد المستيقظ فقد سبقهم كلاوس الذي ارتدى معطفاً انيقاً ولفّ حول عنقه شال ثقيلاً
ورتب نفسه بطريقة جميلة والتقط السلة بعدما صفّ بداخلها الأطباق المغسولة واقترب من الطفل والتقطه بيده اليمنى
وحمله مُغادر منزلة وبالمقابل كان ماركلس الذي يقف في حديقة منزله يتصبب جبينه عرقاً
وتمتد عروق بارزة على ذراعيه قابض بقوة على فأس يرتفع عالياً وينزل قاطعاً به الخشب وبجانبه طفلته لمار
التي تضع له الخشب ، ليقطع عملهم الشاق سلام من وجه مبتسم ليتوقف ماركلس - اهلا بابني كلاوس كيف حالك -
اقتربت لمار والتقطت السلة من بين يدي كلاوس الذي نطق - الحمد لله انا بخير ، لمار اوصلي سلامي وشكري لوالدتك فقد كان الطعام لذيذ بحق -
ابتسم ماركلس بحنية - كيف هو حال ابنك ؟ - ظهرت علامة التعجب على عيني كلاوس وباعد بين شفتيه - اي ابن !! -
انحنى ماركلس قليلاً تجاه كلاوس وبابتسامة عريضة أظهرت شيئاً من بياض اسنانه وعيناه تُشير على الطفل
- ابنك ، ابنك كيف حاله - ضحك كلاوس مرتبكاً واضع كفه اليُسرى على شعره الذي بعثره بعشوائية
- اجل اجل ابني انه بخير لكن رائحته تكاد تقتلُني - ضحك ماركلس بجنون مُنادياً على زوجته ليخبرها ان تأخذ الطفل
من كلاوس وتقوم بتنظيفه فنطق كلاوس بعدما رأى والدة ليديا تأخذ الطفل بين ذراعيها - شكراً لكِ سيده سايا لن انسى مساعدتكِ لي -
قابلته ابتسامتِها الجميلة بعدما احتضنت الطفل وبدأت بتقبيله - عن اي مساعدة تتحدث لقد احببته حقا
وبالمناسبة الشكر يعود لسيدة إيلين فقد استعرت منها القليل من احتياجات طفلها سام لذا يجب عليك ان تذهب لسوق الجمعة
وتجلب ما يحتاجه ابنك - خرجت ليديا وابتسمت ابتسامتها المعتادة بعدما اقتربت من كلاوس ممسكة بيده
- لا تخشي شيء امي سنذهب الأن ولن ننسى شيئاً ابداً - ابتسم كلاوس ابتسامة مُصطنعة موافق كلام ليديا واستأذنوا للانصراف
لكن اوقفهم اقتراب ماركلس من كلاوس مُقدماً له مبلغ من المال - خذ هذه اُجرتك قدمتها لك في بداية الشهر لتشتري ما ترغب به -
تحركت يدي كلاوس رافضاً المبلغ - لا ابدا لا احتاجه فأنا املك القليل من المال - قطّب ماركلس حاجبيه وادخل المال في جيب معطف كلاوس
- انا لم اتصدق عليك لترفضه هذه اُجرتك فقط قدمتها ولا تُكثر النقاش - ابتسم كلاوس وشكر السيد ماركلس وغادر مع ليديا
التي نطقت بعدما ابتعدوا قليلا عن منزل والدها - لماذا ترفض المال !!لا تقل انك ستُقدم تلك العُملات ايها الأحمق
سيرمون بك في السجن بتهمة السرقة فلا يدخل العقل امتلاكك لهذه العملة الذهبية النادرة -
زفر كلاوس نفساً عميقاً مستسلماً لكلماتِها واضعاً كفيه بداخل جيبي معطفه واسّتمر بالمشيء طويلاً
وكانت ليديا تتكلم بحماسها المُفرط غير مبالية لعواصف الأفكار التي تعصف بداخل كلاوس
فوصلوا اخيرا لذلك السوق المكتظ بالكثير من الناس والأحصنة والعربات والأطفال يجرون بسعادة والكل ينادي
على بضاعته ويعرضها للبيع فتقدمت ليديا وامسكت ذلك الرداء الصغير جدا ورفعته لكلاوس
مبتسمة وراغبة في شرائه لجماله فلتقطه كلاوس ودفع قيمته وانتقلوا من بائع إلى بائع حتى انهوا احتياجاتهم
كاملة وغادروا السوق وكلاوس يحمل الكثير من الأكياس الورقية وقد بانت على ملامحه الغضب والانزعاج .
الفصل الخامس - بيّن -

وقف كلاوس بعدما وصلوا لمنزل ماركلس وبجانبه ليديا حاملة الطفل بين ذراعيها - سأوصل الطفل مع كلاوس وسأعود فوراً ابي -
ابتسم لها والدِها واعطاها الموافقة وودّع كلاوس بعدما طلب منه ان يرتاح اليوم ويُباشر عمله غداً
فانصرفت ليديا وكلاوس لكن استوقفهم نداء بعيد - ليديا كلاوس انتظروا قليلاً -
اسرعت بخطواتها حتى سبقت شقيقها الغير مُبالي ووصلت وهي تلتقط انفاسها فابتسمت ليديا لها
- اوه كاترن مرحبا بكِ اشتقت لكِ يا فتاه كيف حالكِ وحال السيدة تماضر ؟ -
رفعت نفسها لتظهر بشرتها البيضاء وعيناها الزرقاء مُرتبةً تلك القُبّعة التي سترت شعرها الأشقر و القصير
- انا بخير ووالدتي ستكون بخير بعدما افرغت غضبها على ديلان ماذا عنك كلاوس كيف حالك ؟ ومُباركاً لك
حقا كان الخبر مُفاجئ بمعنى الكلمة - ابتسم كلاوس ونظر لديلان الذي وصل لهم - انا بخير كاترن شكراً على سؤالكِ
لكن لما غضبت السيدة تماضر على ديلان فكما هو معروف عنه لا يُخطى ابداً ؟-
وقف ديلان وبادل كلاوس النظرات - حتى هذه المرة لم اُخطى لكن غيري رمى اثار نجاحه علي فكونك اصبحت والد لطفل
يحمل اسمك قبلي اثار جنون امي ولك ان تتخيل الباقي - ضحك الجميع والتقطت كاترن الطفل من بين يدي ليديا
وبدأت تتفحصه وتُقبّله - انه جميل حقا لكن ما هو اسمه ؟ - ادار الجميع نظراتهم لكلاوس
الذي بدأ يُبعثر شعره بعشوائية وتظهر ابتسامة قلقة على شفتيه - اسمه ! لم اسُميه بعد -
لم يتعجب احد لا سيما انه لم يُكمل سِوى ليلتين منذُ ولادته وبدأ يطرحون الأسماء كمقترحات لكلاوس حتى نطق
- حسنا حسنا اسمه بيّن - صمت الجميع وتلبّست ملامحهم الحزن حتى نطق ديلان
- نعلم انك عانيت فراق والدته لكن هل يجب ان يُعاني هو ايضا مع اسمه !- شدّت كاترن على الطفل
- اجل كلاوس لِما تُعطيه اسم الألم ؟ - ابتسمت ليديا واخذت الطفل من بين يدي كاترن
- لا عليكم سيغيره رُغماً عنه نراكم غداً إلى اللقاء - ذهب كلاوس وليديا ليكملوا طريقهم وعادت كاترن وشقيقها
لمنزلهم بعدما شعروا بالألم والذكريات المؤلمة تجتاح ذاكرتهم لتظهر على كلاوس وهو يُفرغ الأكياس
ويقوم بترتيبها وليديا تحوم حوله بعدما وضعت الطفل على الأريكة - لماذا اسم بيّن بالتحديد ! وايضا الا تملك مشاعر!
لِما قلت هذا الاسم امام ولدي كاسبر رحمه الله الا تعلم ما عانوا ؟ اوه صحيح لم تنتقل لمنطقتنا بعد هذا قد يعفوا عنك
قليلا لكن لن تسمي الطفل ما اخترته ايها المجنون - تمتم كلاوس ببضع كلمات ثم رفع صوته - ما لذي حصل لوالدهم ؟-
خرجت ليديا من المطبخ وجلست على الأريكة واضعة قدماً على قدم
- لقد قُتل امام اعينهم بل اعين الجميع في الساحة المقابلة لسوق الجمعة - انزل كلاوس ما بيده وخرج ليجلس
على الطاولة المُقابلة للأريكة ونطق باهتمام - لماذا قُتل؟ ومن قتله ؟ - نهضت ليديا واخذت معطفها
لترتديه وتلف حول عنقها شالاً ثقيلاً - يُقال انه خائن فقد كان يعمل في البلاط الملكي ولا نعلم حقيقة الامر إلى يومك هذا
وكان هذا مُنذ زمن قبل ولادة شقيقتي لمار اي قبل إحدى عشر سنه لكن لا يستطيع احداً نسيان ذلك المشهد
حسنا انا سأذهب لقد تأخرت تصبح على خير ولا تتأخر غدا على والدي - خرجت ليديا وتبعها كلاوس
الذي امسك بالباب ليتتبعها بنظراته حتى دخلت منزلها فدخل واغلق الباب واقترب من الطفل وجلس على الارض
وقرّب وجهه منه ليراه مستيقظ - ما بك سيد بيّن لِما لا تنام ام انك ترغب بإزعاجي ؟
اُحذرُك إن فعلت سأرمي بك خارجا - ليصمت كلاوس حينما وجد بيّن يفتح فمه مبتسماً كرد عليه فضحك كلاوس
وغطى بيّن جيدا ونهض لغرفته ليستلقي على السرير - إذا هناك من يتألمون اكثر من المي فديلان شهد مقتل ابيه امام عينيه
تبا لقساوة الحياه - استسلم كلاوس لنوم بعدما تعارك مع افكاره طويلاً وعمّ الهدوء واستكن الجميع
بعد يوم متعب وشاق لكن لم تستمر راحة كلاوس كالبقية فبعد منتصف الليل سمع صوت بيّن الباكي
فقترب منه وحمله وقطّب حاجبيه - ماذا الان ما بك؟! إلهي اني ارجوك الرحمة -
استمر كلاوس يسامر الليل بطوله وهو حاملاً بيّن حتى انارت ارض انجلترا ليصمت بيّن مُعلنا بِصمتِه استسلامه لنوم
فأنزله كلاوس على الأريكة ورمى بجسده على الجانب الآخر - هل هذه هي الراحة التي وصفتها ليديا لي ! -
وفي منزل ماركلس استيقظ الجميع ليباشروا اعمالهم فليديا تساعد والدتِها في تحظير الإفطار
ولمار تساعد والدها في إطعام الحيوانات بينما السيدة إيلين قد خرجت من منزلها حاملة طفلها سام على ظهرها
بواسطة سلة قد اُحيكت بالسعف لتباشر عملها في حقلٍ يبعد عن القرية 100 قدم تُرافقها السيدة تماضر
وعودة لكلاوس الواقف امام المرآة مُتأملا عيناه الذابلة والمغطاة بالأحمر دليلاً على بقاه مستيقظاً فخرج من منزله
بعدما حمل معه بيّن وحقيبة مُلئت باحتياجاته وتقدم لمنزل ماركلس ليقابله في الحديقة
- صباح الخير سيد ماركلس - تقدم ماركلس من كلاوس ووضع كفه على كتف كلاوس - صباح النور ، ما بك يا بُني لما عيناك ذابله ؟ -
ابتسم كلاوس - فقط بيّن رغب بمعاقبتي قد يكون الاسم لم ينل إعجابه - ضحك ماركلس وامسك بكف كلاوس
ومشى به داخلاً المنزل ولمار تتبعهم - تعال تعال يا والد بيّن فلتتناول معنا الإفطار وتعطي الطفل لسايا لترى ما به -
تقدمت ليديا و السيدة سايا من كلاوس واخذت الطفل بعدما رحّبت بكلاوس وجلسوا جميعاً على طاولة الطعام
وبدأت ليديا تُفرغ غضبها بعدما علمت انّ كلاوس لم يغير الاسم حتى اوقفها والدها
- ليديا نريد ان نأكل بهدوء - صمت الجميع واكملوا طعامهم حتى شبع كلاوس - الحمد لله لقد امتلئ بطني
لكن سيد ماركلس ما هو عملي بالتحديد لأبدأ به ؟- انزل السيد ماركلس ملعقته بعدما انهى طعامه
ووقف خارجا من المنزل طالباً من كلاوس ان يتبعه .
الفصل السادس- امنيات تتحقق -

وصل ماركلس لحضيرة الحيوانات ممسكا بكف كلاوس شارحاً له ما يتوجّب فعله للحيوانات من اطعامها
واسقائها وترويض الخيول الجديده وغسلها ثم انتقل به لتلك الغرفه الصغيره شارح له كيف يقطع الخشب وكيف يصنع السيوف
والخوذات وحوافر الخيول فنظر لعيني كلاوس - هذه هي الأعمال التي اقوم بها ثم اقوم ببيع ما اصنعه وما اقوم بجمعه من الحطب
- نظر كلاوس مطولاً ثم نطق - اووه سيد ماركلس انت تقوم بالكثيير من الأعمال انت قوي حقاً لكن
ما زلت اجهل ماهي طبيعة عملي انا - ابتسم ماركلس وترك كف كلاوس واشار بسبابته اليمنى ملاصقة بسبابته اليسرى -
انا انت وانت انا نتقاسم العمل بيننا لا شيء يقيدني ولا يقيدك لذا كل ما تراه يحتاج لعمل تقوم به وانا كذالك
فهذا هو سبب شرحي لك كل ما اقوم به لتكون لديك الخبرة التي لدي وتعمل معي
وبالمناسبة مساعدتي طفلتي لمار وستكون مساعدتك ليديا لكن لا تجعلها تقترب من الحيوانات فعلاقتها سيئه
معها وتصاب بالحساسية - شابك كلاوس بين اصابع كفيه - انت تغمرني بحسن اخلاقك وكرمك وهذا كثيير علي سيد ماركلس
- وضع ماركلس كفه على كتق كلاوس - قد تكون اباً الأن لكنك مازلت ابني ايضاً ومحبتي لك كمحبتي لليديا ولمار
وهيا حاول ان تعتاد على اجواء العمل لتباشر غداً بشكل جدّي - حرّك كلاوس راساً دلالة على الموافقه وذهب ماركلس
ليسمح لكلاوس ان يتجول كيف ما شاء وبالفعل لم يترك كلاوس مكاناً لم تطئه قدمه مُتفحصاً كل صغيرة وكبيرة
حتى قطع عليه صوت ليديا - اوه انت بالفعل تحاول العمل بشكل رائع - نظر كلاوس لليديا الواقفه بجانب باب الغرفه ليسرع في خطوته
ويقف امامها مباشرة ضاربا بقبضته الباب - اهلا انسه ليديا ، اهلا انسه عرّافه ، اهلا انسه توقعات عاليه، كيف هي نومتكِ ليلة امس؟
اتمنى ان تكون مليئة بكوابيس الموتى المعذّبُون و المحرقون بشناعة افعالهم - توسّعت عينا ليديا ونطقت -
كلااوس مابك - فتابع كلاوس توبيخه - ما بي ! حقا تسألين ! عيوني ترسم لكِ واقع حالي التعيس ليلة امس لم انم ،اتفهمين لم انااام، لماذا!
لاني اهتم بطفل قيل لي انه لن يكون هناك ما تقلق بشانه اتذكرين من قال هذا الكلام !-
تراجعت ليديا بخطواتها للخلف مرتبة شهرها خلف اذنها ونطقت بتوتر - كلااوس مابك فلتهدا رجااء اصبحت كأنك
وحش جائع مسعور فاق من سباته ووجد طعامه مسروق وبالمناسبه انا اتيت اقول لك ما قالت لي امي
ان اقوله لك فلتسمع قولي وقول امي الذي يعنيك ويعني حال ابنك اقصد حال بيّن امي قالت لي انّ بيّن يُعاني
من صعوبة في النوم لانه يشعر بمغص يُصاحب الاطفال خصوصا في هذه الاجواء ولا تقلق لقد اعطته امي قليلا من دواء مناسب
لهذه الحاله ولن يزعجك مجددا اعدك - نطق كلاوس وهو يتفحص ليديا بعيون غاضبه - وإن فعل ؟
- قطعت كلمات لمار هذا الجو المشحون - ليديا امي تُريدكِ - هريت ليديا مسرعتاً لداخل المنزل وبقي كلاوس يأخذ نفس عميق ويهدئ نفسه
ثم عاد لما كان يفعل من فحص مكان عمله الجديد حتى غابت الشمس عن سماء انجلترا وودّع كلاوس السيد ماركلس
واخذ بيّن بعدما شكر السيدة سايا ودخل منزله مُنزلاً بيّن على اريكته المعتادة ليذهب ويغتسل لعلّ كل قطرة تنزل تأخذ
من تعب جسده وثقل همومه ليستلقي على سريره وتأخذه افكاره كعادته حتى يستولي عليه النوم ويُجبر جسده على الاستسلام له
وبقيت الحال على ماهي عليه في هذه المنطقة شمس تُشرق وتغيب واجساد تُجهد نفسها في العمل لأجل حصولهم
على قوت يومهم حتى مضت 5 سنوات ، ليستيقظ كلاوس على سماع صوت تكرار اسمه مرة تلو المره - ماذا ماذاا -
رد عليه ذاك الصوت المُقبل على البُكاء - عيني تؤلمني كثيراً - نهض كلاوس وقرب بِيّن من صدره وحضنه ومسح على شعره
- مابها عينك فلتسمح لي ان اراها - ابتعد بيّن عن حضن كلاوس ونظر لعينيه فتفحص كلاوس عين بيّن بإهتمام -
حقا لم ارى شيء فقط احمرار بسيط لكن لا تلمسه بيدك قبل غسلها وهيا لنفطر ونذهب لعملنا-
ابتعد كلاوس عن بيّن وبدأ يرتدي قميصه ويُرتب نفسه فنظر لبين الذي نطق - هل ستأخذني اليوم ايضاً معك ؟-
- لماذا ألا ترغب بالذهاب معي ؟ - نفى بيّن محركاً رأسه بلا - ليس وكأنني لا أرغب بالذهاب معك لا ابداً
فقط رغبت باللعب مع سام قليلاً - ابتسم كلاوس وعاد لترتيب شعره ونطق بثقه - وما المقابل لأسمح لك ؟ -
اقترب بيّن ورفع قدميه وامسك كلاوس مع قميصه وقربه منه وقبل خده ، ضحك كلاوس بجنون
وبعثر شعر بيّن - ايها الماكر الصغير لك ما طلبت - فخرج كلاوس ولحِقَ به بيّن والإبتسامه لا تفارق شفتيه ..
-
-
-
 
التعديل الأخير:

Milli

خريجة 2020 ♥♥'
إنضم
30 مارس 2014
رقم العضوية
170
المشاركات
1,495
مستوى التفاعل
5,897
النقاط
1,211
أوسمتــي
20
توناتي
8,890
الجنس
أنثى
LV
5
 
at1508756930631.png


at156442360566871.png


الفصل الأول - ولادة يتيمه

في مساء ليلة باردة وشديدة الظلمة من ليالي ديسمبر لا يُرى سوى نار اوقدت في مدفئة وسط كوخ مُتهالك
يتراقص لهيبها بتناغم مع صرخات ملئت أرجاء الغابة والجمت أصوات من يسكنها صرخات دامت طويلاً
وكأنها تُحارب تلك الليلة بكل ثوانيها لم تكتفي بالدموع التي تُصاحبها بل ساهمت في تجريح وعائها
الذي يُخرجها مُثبتة تمكّنُها الكامل من ذلك الجسد المُلقى على سرير من ورق اُختير بدقة ورُتب بعناية
مُغطى بقماش ابيض تجعد من اثار المعركة التي قيدت صاحبتها اسيرة عاجزة عن الحركة
وجعلت من صرخاتها منفذ وحيد لإثبات حياتها في الكوخ الذي احتضنها 9 اشهر
هدوء تام وكأن الحياة عادت لطبيعتها تُجبر جسدها على التحرك بخطوات مُتعبه ونفس مُتسارع
وشعراً حريرا اُسدلت خصلاته على ملامحها الفاتنة والناعمة مُتأملة بعيون مُحاطة بالسواد وغارقة بالدموع
ليقطع ذلك الهدوء العارم صوت يُعلن عن وجود حياة جديدة لِيخبر العالم عن اكتمال خلقه في منزله الدافئ
والسماح له بالظهور ، لهفة ، سعادة ، فرح ، بهجة ، رقصٌ و غناء مصطلحات تُرجمت بابتسامة رُسمت
على شفاه مُمزقة ، وكفين ناعمة ارتفعت قاصدة صاحب الصوت الباكي لكنها وصلت متأخرة فقد تم التقاط الطفل
بعد ما غُطي بوشاح من حرير ابيض اللون ارتفعت نظارتها لتتصادم مع نظرة حادة تكاد تُمزق من تتفحصه
في وسط وجه حاد الملامح وبنظرة راجية طالبة ان تحتضنه لمرة واحدة ، تحركت شفتي تلك الملامح الحادة
وبصرامة نطقت * هذا الحضن سيفسده فقط ارقدي بسلام * لم تنتهي الجملة إلا وقد صُبغ السرير بالأحمر
وتعطر الكوخ برائحة الدماء الحارة وزادت حدت بُكاء الطفل وكأنه يرثي روح والدته التي فارقت الحياة
اشتدت القبضة على صاحب الصوت الباكي وقُرب من الصدر فهُمس في اذنه بصوت غليظ خشن ببعض الكلمات
ثم اُنطلق به مُغادراً للغابة تاركا خلفه كوخ شهد جنازة من عاشه وميلاد لروح جديده .
وقت مضى وبرودة قارصة ورياح قوية وسماء ملبدة بالغيوم وصل حامل الطفل لمنزل بسيط في منطقة هادئة
محاطه بالأشجار والخضرة يُسمع صوت ماء يجري وتُشم رائحة الندى ، انحنى الرجل العريض وانزل الطفل الهادي
ومسح على راسه وهو يهمس - بعش حياتك فلن يُقبل بك وانت عاجز وكن قوي لتمشي بجانبي - فارتفع الرجل
مُغادراً بعدما وضع بجانب الطفل كيس مُمتلئ وعاد الطفل للبكاء على حاله الذي ذاق مرارته منذ رؤيته للحياة
استمر بُكاءه حتى وصل الصوت مُداعبا اُذُنَي شاب في منتصف العمر فعبس بملامحه الهادئة
وقطب حاجبيه الكثيفة وتقلب بجسده النحيل غير مصدق لِما يسمعه وكأنه حُلم يرغب ان يستيقظ منه فرفع جفنيه
بتثاقل راغباً ان يرى نهاية هذا الحلم المُزعج واعتدل في جلسته وحرك بؤبؤ عينه السوداء في ارجاء الغرفة
فبعثر شعره بكفه النحيلة محاولاً ان يستيقظ من حُلمه ويردد بداخله - انا مستيقظ لما لا يتوقف هذا البكاء ؟ -
نفظ عن جسده الغطاء وانتصب واقف ومشى بخطوات مُترنحه ليتبع هذا الصوت حتى وقف امام باب بيته
رافع كفه وادار المقبض فتوجهت عينيه للأسفل ليتأمل بصمت وأدار وجهه يميناً وهو مازال يتأمل مصدر الصوت
فنطق وملامح الانزعاج تلبست وجهه الجميل - سُحقاً إلى متى هذا الحلم - فأغلق الباب بقوة وعاد ادراجه
ورمى بجسده على السرير واضعاً الوسادة فوق رأسه مُتجاهلاً الصوت تماماً واغمض عينيه بقوة
بقي مستكناً دقيقه دقيقتان 3 دقائق ومازال الصوت يصل لأذنيه حتى انتفض واقفا واسرع بخطوات سريعة
وفتح الباب مجددا فانحنى جالساً والتقط الطفل بين ذراعيه ووقف مُتقدم خارج منزله ليُشتت نظرته يمينا وشمالا
باحثا عن اثر شخصا ما ، لكن محاولاته بائت بالفشل اعاد نظره لطفل الذي صمت وكأنه شعر بحضن دافئ
و تمتم بكلمات حزينة - ها انت تُولد ضحية لأفعال والديك - ادار ظهره راغبا بالعودة لمنزله فداس على الكيس
ونظر له ثم انحنى والتقطه وبدا يتحسس الكيس فارتسمت ابتسامة هادئة وساخرة على شفتيه ثم دخل المنزل
مُغلقاً الباب خلفه واضع الطفل على الأريكة في تلك الصالة المفتوحة والمرتبة والمنسقة بأثاث جميل وهادى الطراز
ثم فتح الكيس وتوسعت عيناه وباعد بين شفتيه لهول الصدمة فأدخل يده بالكيس مُمسكاً بتلك العملات الذهبية
- يا إلهي هل اُمنت حيات هذا الطفل حتى مماته - وضع الكيس على الطاولة والقى بجسده بجانب الطفل
وتسللت اصابعه النحيلة بين خصلات شعره الأسود لِيمسك برأسه ضاحكاً بُسخريه
- هل هذا هو التغير الذي تبحث عنه يا كلاوس ؟ ماذا علي ان افعل؟ و كيف قاموا برميه ؟
وهل والدته سعيدة بتخليها عنه؟ اين اذهب به؟ و كيف لي ان اقوم بتربيته وانا ما زلت شابا ؟
والاهم من هذا كله لماذا انا بالتحديد تم وضعه امام بيتي؟ - قطع بُكاء الطفل الحرب الداخلية التي قامت
بداخل كلاوس فقترب منه وحمله بين ذراعيه وتقدم قاصداً المطبخ المرتب بشكل انيق وأرفف قليلة
وموقد من عين واحدة وثلاجة متوسطة الحجم ليفتحها ويخرج الحليب منها
- حسنا فلتصمت سأسقيك الحليب وارى ماذا افعل بك بعد ذلك - فلتقط كأساً وسكب فيه القليل وقربه من تلك الشفاه
الصغيرة وكأنها حبتا كرز من حمرتِها و لكن طرق الباب قطع عليه مراسم اسقاء الطفل الحليب
وبملامح مبتسمة انزل الكوب واسرع بخطواته وفي داخله الكثير من الآمنيات المعلقة في من يقفُ خلف الباب
يُتبع -------
at156442360570432.png
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Lavinia

كُن سَماويًا ولا ترجو مِن حُطامِ الارضِ شيئاً
إنضم
2 أغسطس 2018
رقم العضوية
9315
المشاركات
6,696
مستوى التفاعل
38,631
النقاط
961
أوسمتــي
4
الإقامة
فَلسطين
توناتي
1,585
الجنس
أنثى
LV
0
 
السسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ق1
كيف حاالكك ي حلووة ان شااء الله بخير ؟؟ق1
باارت خووراافيي ق1ش2 حبيت الهيدرررر حيل مرررة يجذب وغاامض ش2
عنواان الرواايةة مررة جذبني اختيااركك له مررة غاامض قر1ق1
طريقتكك بالكتاابةة جذبتني ومتشووقةة من الان اشووف الباارت الجديد حق متحمسسسةة ش2ق1
بجد متشووقةة شووف الباارت القاادم بفاارغ الصبرق1 وعندي احسااسس في كثير ورا هالرواية احداث اكشن وكذا ه2ق1
بس صحيح ذي البدااية لكن ابدعتي بجد ربي يحفظكك ش2 تووني ان شااء الله راح تاابع هالرواايةة المشووقةة ق1
تقبلي ردي المتوااضع دمتي بخير سسسلاااام ق1ور3
 

إنضم
23 مارس 2013
رقم العضوية
1
المشاركات
35,623
الحلول
39
مستوى التفاعل
93,127
النقاط
2,165
أوسمتــي
24
العمر
35
الإقامة
العراق
توناتي
9,800
الجنس
ذكر
LV
5
 
مرحبا ً
اسلوب جميل بالطرح وبدايه موفقه للقصه ومتشوق للفصل الجاي
لاعرف منو الي خلف الباب وشنو راح يعمل لوكاس في الطفل ض2
فكره القصه جميله عاشت الايادي
ودي
 

*Nano*

나는 동정심을 볼 수있는 유일한 사람인가
إنضم
12 مايو 2019
رقم العضوية
9969
المشاركات
444
مستوى التفاعل
1,242
النقاط
50
العمر
15
الإقامة
طرابلس - ليبيا
توناتي
10
الجنس
أنثى
LV
0
 
ابدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع ميلي افكارك وايت حلووووووووووووووووووووووووة عقلك مثقف ومو ميؤوس منه ابدعتي
 

إنضم
22 مايو 2019
رقم العضوية
9995
المشاركات
248
مستوى التفاعل
965
النقاط
185
أوسمتــي
2
العمر
21
الإقامة
عالم الارواح
توناتي
1,290
الجنس
ذكر
LV
0
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله طريقة سرد رائعة وممتازة تدخلك الى وسط القصة

اتساءل من وراء قصة الطفل ومن طرق الباب في اخر البارت ، لدي تساؤلات كثيرة سأتركها لقادم الفصول

متشوق للبارت القادم
 

Milli

خريجة 2020 ♥♥'
إنضم
30 مارس 2014
رقم العضوية
170
المشاركات
1,495
مستوى التفاعل
5,897
النقاط
1,211
أوسمتــي
20
توناتي
8,890
الجنس
أنثى
LV
5
 
at1508756930631.png


at156442360566871.png


الفصل الثاني - مُنحنى غريب -

ادار المقبض ومُعدل الأمنيات بفكره يرتفع بجنون - قد يكونون اهله اجل بالتأكيد احد يرغب باسترجاعه
- لكن سرعان ما تناثرت وتبعثرت امنياته برؤيتها - ليديا .. هذه أنتئ!! تباً - ترك الباب واحتضن الطفل
وعاد ادراجه للمطبخ وترك خلفه عدستان تكاد تخرجان من محجرهما
وفاه مفتوح لصدمة ما رأته فتحركت ساقيين شديدة البياض بخطوات تتزايد سرعتها تدريجياً لاحقة بكلاوس
- أيها المخادع النتن متى فعلتها؟- التقط كلاوس الكوب وقربه من فاه الطفل وببرود نطق - ماذا فعلت ؟-
رفعت كفيها والتقطت الكوب من بين يدي كلاوس وبصراخ - ماذا تسقيه ايها المجنون هل تراه بطولك ليشرب من ما تشرب منه -
اتسعت ابتسامة كلاوس وادار نظره تجاه ليديا وقدّم الطفل لها
وبعيون لامعه - واو أنتي تعرفين كيف تتعاملين مع هذه المخلوقات تفضلي خديه واهتمي به -
التقطت ليديا الطفل وقربته من صدرها وابتسمت برؤيته ثم رفعت عينيها لكلاوس الذي غادر المطبخ ورمى بجسده
على الأريكة تبعته بهدوء وجلست بجانبه - انت مليء بالمفاجئات لم ازرك لأسبوع واحد وارى انك تزوجت
ورُزقت بطفل !!واو حقا سلم حياتك يجري بسرعه - قطع كلامها ضحكات كلاوس المجنونة والعالية
- بل قولي سُلم حياتك مليء بالمنحنيات التي بدأت أوقن انها ستسلب روحي يوماً ما - نَظَرة ليديا له بنظرة
مليئة بالتساؤلات والتحليلات - لماذا هل افترقتم ؟ هل طلقتها ؟ تباً لك لم تفكر بهذا الرضيع الذي بقى ضحية لقراراتك الأنانية
ما ذنبه ومذنب والدته التي حرمتها من طفلها ؟ قطع سلسلة تخيلاتها صراخ كلاوس
- سحقاً ليديا توقفي عن خلق الخرفات والتخيلات وتصديقها انا فقط سمعته يبكي، اجل يبكي امام عتبة بيتي هناك من رماه
و من لا يرغب به لم اتزوج ولم ارزق بطفل هل فهمتي ؟ - صمتٌ عمّ الصالة ونظرة تتفحص كلاوس الواقف
- هل ساء الامر بينكم لدرجة انك تُنكر طفلك - اتسعت عينا كلاوس وامسك بشعره وبعثره بجنون
والتقط الكيس من الطاولة- اقسم لكِ انني لم اتزوج وانّ هذا الكائن ليس من صُلبي وانظري لهذا المال كله لقد كان معه حينما وجدته
تعلمين انني لا املك هذا المبلغ ولا أحلم به حتى لكن هاهو امامكِ دليل على صدقي وكان بحوزة الطفل
عندما عثرت عليه - رفعت ليديا كفها البيضاء و النحيلة واصابعها الطويلة وامسكت بالكيس وتفحصته باهتمام
تلبس وجهها الابيض جميل الملامح - حسناً كلاوس بعد رؤية هذه العملات اُصدقك لأنه حتى منزلك الذي تسكنه
قام بالسلفة التي اقترضتها من والدي فأنت بمعنى الكلمة تفتقر للمال - جلس براحه ساندا ظهره على الأريكة
- جيد إنكِ تعلمين وبالمناسبة لم انسى هذا الدين سأعيده بمجرد ان اجد عمل اقبل به وايضاً مالذي جاء بكِ في هذا الليل -
توقف كلاوس عن الكلام بعدما سمع ضحكة ليديا التي نطقت بثقة - تعني حينما تجد عملا يقبل بك
ثم إن والدتي ارسلتني للاطمئنان عليك بعد عودتك - اسكت ليديا صوت الرضيع وهو يبكي ويلعق كفيه - سحقاً لك كلاوس إنه جائع -
وضع يديه خلف راسه واغمض عينيه - وماذا افعل مثلا ؟ - وقفت ليديا بعدما ارتسمت على شفتيها طيف ابتسامة
على الفكرة التي لمعت في راسها واسرعت بخطواتها - كلاوس سأذهب به لوالدتي لترضعه
وسأخبرها بالأمر لا تقلق فوالدتي تتفهم الأمور جيداً -
غادرت ليديا وتركت كلاوس الذي رمى بجسده على السرير و شعور الراحة بدأ يتسلل لقلبه
وبابتسامة اعتلت شفاهه - اووه يبدو ان هذا المنعطف لم يدم طويلا شعور مريح -
وفي الجهة المقابلة منزل يبعد 50 قدماً من منزل كلاوس زُيّن بعقود من الورد الملون وبجانبه حضيرة يُسمع منها صهيل الخيول
وصياح الديك ونهيق الحمير وخوار الأغنام وبالجانب الآخر من المنزل غرفة صغيرة الحجم خرج من بابها
رجل في العقد الخامس من عمره طويل القامه و عريض البنية كسى شعر لحيته البياض وتلبست الشدة ملامح وجهه
فرمى بالفأس من يديه وخلع القفاز الذي ستر كفيه ودخل منزله فتفحص ابنائه بنظرة مبتسمة هادئة
وتقدم وجلس بجانب ابنته التي احتضنها- اذاً نجح كلاوس في إنجاز شيء ما فأنا حقاً احترمه فهو شاب رزين ومُهذب لكن حظه قليل
وبعد زواجه وامتلاكه لطفل ستتغير حياته بالتأكيد - ابتسمت ليديا بمكر وهي تتأمل الرضيع بين ذراعي والدتها
وهي تُرضعه ونطقت بثقة - اووه ابي انت لم تراه وهو يرجوني بان اطلب من والدتي ارضاعه فهو يعشقه كثيراً -
مسحت والدة ليديا بحنية على رأس الرضيع - لا يُلام حقاً فهذا من صُلبه ولكن موت زوجته بالتأكيد اوجعه
ورفع على عاتقه مسؤولية عظيمة وضِعت بين يديه - نطقت تلك الفتاة التي تنعم بدلال والدها
- لقد صُدمت تماماً فهو ما زال صغير على ان يكون اب - انحنى والد ليديا وقبل رأس من يحتضنها
- كلاوس لم يعد صغيراً طفلتي لمار فهو رجل ناضج وفاهم للحياة ولا تنسي ان كُل من يُخلق يكون رزقه قد خُلق معه -
ثم رفع نظرته لابنته ليديا ونطق بجدية - لا تخرجي من المنزل في هذا الليل غدا صباحا اعيدي الطفل لكلاوس -
تكلمت ليديا مُوافقة رأي والدها - بالتأكيد ابي لا عليك وانا اخبرته بذلك -
نهض الوالد قاصدا غرفته بعدما طلب من الجميع ان يخلدون لنوم ومضت اول ليلة لذلك الرضيع
الذي استكن بين ذراعي والدة ليديا بعدما تذوق حليب دافئ واحس بالشبع والراحة والأمان
وابتسم ببراءة جاهلاً لما يُخفيه له القدر .
يُتبع -------
at156442360570432.png
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

RO-CHAN

There's a little bit of devil in her angel eyes
إنضم
30 يوليو 2019
رقم العضوية
10216
المشاركات
30,864
الحلول
1
مستوى التفاعل
67,669
النقاط
1,927
أوسمتــي
19
توناتي
12,920
الجنس
أنثى
LV
4
 
واااااو ش2ش2ش2
الرواية بدايتها جميلة جدا ومشوقة
أنا أحب قراءة الرواية كثيرا واحب الكتابة أيضا
لكنني لا أمتلك اسلوب صياغة جميل كأسلوبك
طريقة سرد الأحداث وذكر التفاصيل ومواصفات الأشخاص رائعة ق1ق1
أتمنى أن تكملي متشوقة لمعرفة سير الأحداث بعد كذبة ليديا ض2
لكن هناك القليل من الأخطاء الإملائية اتمنى أن تنتبهي
تقبلي مروري حب1
 
  • لايك
التفاعلات: Milli

Milli

خريجة 2020 ♥♥'
إنضم
30 مارس 2014
رقم العضوية
170
المشاركات
1,495
مستوى التفاعل
5,897
النقاط
1,211
أوسمتــي
20
توناتي
8,890
الجنس
أنثى
LV
5
 
واااااو ش2ش2ش2
الرواية بدايتها جميلة جدا ومشوقة
أنا أحب قراءة الرواية كثيرا واحب الكتابة أيضا
لكنني لا أمتلك اسلوب صياغة جميل كأسلوبك
طريقة سرد الأحداث وذكر التفاصيل ومواصفات الأشخاص رائعة ق1ق1
أتمنى أن تكملي متشوقة لمعرفة سير الأحداث بعد كذبة ليديا ض2
لكن هناك القليل من الأخطاء الإملائية اتمنى أن تنتبهي
تقبلي مروري حب1
يشرفني والله مرورك وردك ومن دواعي سروري انها نالت على اعجابك
لكن احببت حقا لو كتبتي لي الاخطاء لاقوم بتصحيحها من اجل البقيه
 

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل