- إنضم
- 5 أكتوبر 2024
- رقم العضوية
- 14433
- المشاركات
- 130
- مستوى التفاعل
- 370
- النقاط
- 181
- أوسمتــي
- 2
- العمر
- 23
- الإقامة
- اليمن
- توناتي
- 3,145
- الجنس
- أنثى
إسم القصة : لقاء الأرواح
عدد الكلمات : 1412
الكاتب : ساي
تابع لفعالية ملهم : #ملهم_1
______________
كان وقت الغروب عندما وصل إلى الفندق ، طلب من موظف الإستقبال مفتاح شقته -المحجوزة مسبقًا- مخرجاً من محفظته بطاقته الشخصية أعطاها للموظف الذي أخذها يدون المعلومات في الحاسوب مؤكداً الحجز، وأثناء ذلك جالت بنفسجيتاه على ردهة الفندق الفاخرة لكن لم يلفت انتباهه سوى الطاولة الصغيرة -بجانب الباب المؤدي لمطعم الفندق- التي عليها كومة من الجرائد والمجلات المبعثرة وبذات السرعة تجاهلها أخذاً بطاقته و مفتاحه حاملاً حقيبتي ملابسه و كمانه..
دخل وتسمر في مكانه لإنعكاس ضوء الغروب على الأثاث مظفياً رونقاً ساحراً جعله يرغب برسم المنظر وللأسف هو لم يجلب عدة الرسم خاصته فأنّب نفسه لكونه قرر عدم الرسم مجددًا -الذي كان عمله السابق- فهو يهدر موهبة يتمناها الجميع ، تناسى ذلك بسبب تلاشي أخر ضوء للغروب وغرق شقته في الظلمة ليتقدم مضيئاً إياها و واصل نحو غرفة النوم يضع حقائبه فيها مقرراً ترتيبها وبينما هو منهمكٌ في عمله كان يعزي نفسه ويواسيها محاولاً تخفيف الذنب الذي سيأكله : لن أجد الوقت الكافي لكي أرسم فالوظيفة ستأخذ جُّل وقتي.
نهض من مكانه بعد أن رتب الخزانة جيداً أخذاً ملابسه ليستحم عّل الانتعاش يغزو كل عضلة من جسمه..
في وقت لاحق كان يجلس في إحدى طاولات مطعم الفندق يحتسي كوباً من الشاي بينما يقلب إحدى الجرائد التي رأها مسبقًا لم يعثر على وظيفةٍ تناسبه وعندما قرر ترك الجريدة وقعت حدقتيه على إعلان بخط كبير وعريض بدى وكأنه يناديه إنها الوظيفة المنشودة رفع هاتفه يسجل العنوان و شعورٌ غريبٌ بالحنين لمكانٍ مألوف راوده لكنّه تجاهله مغادراً بعد ذلك ليخلد للنوم.
صباحاً كانت النسمات الباردة تنعش النفس رغم خلو السماء من السحب والشمس بالرغم من سطوعها إلا أنها كانت دافئة و لم تكن حارقة .. خرج من الفندق يوقف سيارة تقله إلى العنوان و عندما وصل توقفت سيارة الأجرة أمام بوابة عملاقة حينها تحدث السائق : لا يمكنني المواصلة أكثر من هذا.
شكره مغادراً السيارة ثم رن الجرس بجانب البوابة أتاه -بعد برهة- صوت غليظ : من أنت ؟ وماذا تريد ؟
- أتيت من أجل الوظيفة.
لم يجد أي رد فظن أن الوظيفة لم تعد شاغرة لكن صرير البوابة العالي أبطل ما كان يظنه أغمض عينيه يأخذ نفساً والتوتر كاد يخنقه فأخرج أنفاسه ببطء وحين فتحها هاله المنظر المألوف -بدى وكأن المكان يستقبله- أمامه
- هذه جنّة بل جنّة دنيوية خلابة.
مساحات خضراء واسعة إلى جانب الأزهار مختلفة الألوان توسط البستان منزل زجاجي ضخم وفي نهاية هذه الجنّة كان يقف القصر العتيق شامخاً ، بالكاد إستطاع سحب قدميه فهو بالتأكيد لن يتحرك و رغبه ملحه بداخله تجبره على الرسم تمنى أنه جلب أدوات الرسم خاصته ..
وصل أخيراً باب القصر وكان في استقباله خادمة كبيرة في السن خمن أنها قد تكون رئيسة الخدم
-
أهلاً بك يا سيد تفضل بالدخول .
لم تعطه مجالاً للرد فقد تقدمت وتبعها مرا بصالة شاسعة إزدحمت بالثرياء والتحف واللوحات العملاقة وكان هناك غرفتي إستقبال دخلت إحداهما ليدخل خلفها فكانت سيدة القصر تجلس في إنتظاره إلى جانبها وقف خادم بدى كالخادمة كبيراً في السن
عندما إقترب أكثر إتضحت له ملامحها فمنذ دخوله لفته بشرتها الشاحبة وشعرها الناري الذي شابه فستانها والأن تبين له حدقتيها الخضراء ,أنفها الصغير ,فمها الدقيق ,تحوم حولها هالةٌ من البرود وكأنها ستجمدك بنظراتها فقط ، ابتلع ريقه وقبل أن يتحدث أتاه صوتها الحاد : إلى متى ستنظر ؟
أنزل بصره عنها مخفياً تأثره من هيبةِ صوتها وتحدث خجلاً من نفسه فقد أحرجته للغاية : آسف.
حينها تحدث الخادم بصوتٍ غليظ : تفضل بالجلوس ، ماذا تشرب أيها السيد ؟
- شكرًا لا أرغب بأي شيء .
كان يتحدث بينما يفرك يديه تارة ويمسد شعره الفحمي تارةً أخرى مزيلاً نظره عن السيدة
- لندخل صلب الموضوع من أنت ؟ وماذا عملت من قبل؟
تحدثت تتفادى ضياع وقتها الثمين
- أدعى سام ، عملت في عدة وظائف كـ سكرتير , عازف , منسق أو منظم للمناسبات, و رسام أيضا.
تحدث و هو ينظر في عينيها وكأن الشخص الخجول قد أُستبدل وجاء محله شخص مليئ بالثقة
- أرغب بمن يدير لي جدول أعمالي حسب مزاجي ، كما أنني أكره المتذمرين والمتقاعسين .. جين أعطه عقد العمل.
كانت تتحدث وهي تنظر في عينيه بينما تلف شعرها حول إصبعها
تقدم جين -الذي أتضح أنه الخادم الواقف بجانبها- يحمل ملفاً أصفراً وقلماً وضعهما على الطاولة أمامه فحمله سام يتفحصه ثم وقع العقد فالشروط مناسبةٌ للغاية
- متى يجب أن أبدأ ؟
- إجلب أغراضك أولاً ، سيبدأ العمل غداً .
--
" مكان يشبه الكنيسة وهناك ثلاث توابيت موزعة لترسم شكل مثلث ، على مسرح الكنيسة يقف حاملاً كمانه ويعزف لحنًا لم يعزفه في حياته أبداً وأثناء ذلك تهتز تلك التوابيت وتصدر صوتاً دالاً على فتحها وحين يرتفع غطاء التابوت يستيقظ من النوم "
راوده ذات الحلم للمرة الثالثة على التوالي منذ أن انفصلت عنه لورا وقرر البحث عن ذاته التائهة ، لقد تسرع في قراره لكنه شاكرٌ لنفسه هذا التسرع فقد وجد الوظيفة التي يرغب بها وما من داعي لإهدار ماله على الفندق ..
وصل إلى القصر وهناك كان في إستقباله جين الذي أرشده إلى غرفته في الطابق الثالث
تساءل سام عن موعد الوجبات و نظام السيدة
فكان جواب جين مريباً للغاية : حسب مزاج السيدة.
غادر جين تاركاً سام خلفه وكشخص يحب التنظيم وجد ذلك فوضى تهدد نظامه المعتاد..
بدى القصر مألوفاً بطريقة غريبة لـ سام الذي يزوره أول مرة بالرغم من كثرت الغرف والممرات الطويلة إلا أنه لم يته في البحث عن غرفة الطعام -التي كانت في الطابق الثاني- وكأنه منوم مغناطيسياً ، كانت تجلس سيدة القصر -مرتديةً فستان أخضر شبيه بحدقتيها- على رأس الطاولة وأمامها طبق من اللحم إلى جانبه كأس به سائل أحمر هل هو توت أم نبيذ من الصباح ؟!
- صباح الخير يا آنسة .. أم سيدة ؟
- متأخر عشر دقائق ، كاثرين .
- آسف لذلك ليس لي علم بموعد الوجبات.
- الفطور في الثامنة ، الغداء في الثانية عشر ، العشاء في السابعة إذا تأخرت لن تجد أي طعام.
- حسنًا.
لقد شعر بالغرابة فهذا مناقض لما قاله جين ، لكنه تجاهل ذلك
في وقت لاحق كان داخل المكتب يجلس مقابلاً لكاثرين
- أول عمل لك أريد إقامة حفل لكنني سئمت من قاعة الحفلات الضخمة لذا أريدها أن تكون حفلة ذات طابع رسمي بعيدا كل البعد عن البهرجة واختر أي غرفة ملائمة.
-لك ذلك لكن أود أن أعلم بضع أشياء من فضلك قبل أن أبدأ ، كم عدد الحضور ؟ ما هي الألوان التي تفضلين بروزها ؟
- عددهم يقارب ألف شخص ، أما الألوان فهي أربعة " الأزرق ، الأخضر ، الأصفر ، الأحمر " ، موعدها سيكون الساعة الثامنة مساءً غدًا . ، أيضاً أريد منك تعديل هذا الجدول وتصحيح الحجز والعناوين ، يمكنك البدء الأن.
وضعت ملف شفاف حوى العديد من الأوراق أمامه بينما تراقبه وشبح إبتسامة مرتسمٌ على وجهها
إيماءه صغيرة من رأسه ، حمل الملف وخرج مغادراً المكتب -دون أن يلاحظ ابتسامتها- قاصداً غرفته وضع الملف فيها و نزل ليتجول في الطابق الأول ..
طلب من أحد الخدم ورقة وقلم بينما يتجول في غرفة الإستقبال -التي جرت فيها أغرب مقابلة عمل- محدداً ماذا سيضيف وماذا سيزيل ، و أثناء تجوله تعثرت قدمه وكاد أن يسقط لكنه تدارك الأمر بسرعه اعتدل واقفاً وفحص مكان تعثره فوجد فراغاً بين الخشب يسمح لأصابع يده بالدخول جرب جره فاراتفع الخشب مشكلاً باباً صغيراً وهناك درج ينزل لأسفل هل يعقل أن يكون قبو ؟ أغلق الباب بسرعه ووقف متحركاً إلى النافذة عندما سمع خطوات قادمة وظهرت الخادمة مع وقوفه أمام النافذة ، أخذ الورقة والقلم منها فغادرت و عاد هو ليجلس على الأريكة رسم المخطط لتحويل الغرفة إلى قاعة حفل لكن عقله مشغول بذلك الباب ، أنهى المخطط تاركاً إياه على الطاولة ونهض إلى الباب المجهول فتحه ودخل بسرعة مغلقاً إياه خلفه ، الظلام يحيط به ولايرى حتى موضع قدمه نزل الدرجات بينما يحاول معرفة المحيط من حوله فزلت قدمه ليهوي معانقاً الأرض، ثم نهض -بعد دقائق- يفرك موضع الألم شاكراً الاه لكون الدرجات كانت قليلة والإصابة طفيفة نظر حوله فرأى ممراً طويلاً للغاية وفي نهايته ضوء خافت فمشى يتبع الضوء -الذي كلما إقترب كلما زاد سطوعه- إلى أن وصل وتجمد الدم في عروقة لحظة رؤيته للغرفة الضخمة الشبية للكنيسة في تصميمها، ثلاثة توابيت موزعة لترسم مثلث وفي وسط كل تابوت زمردة بألوان مختلفة " أزرق ، أخضر ، أصفر" أضواء ساطعة وهناك مسرح لدى رؤيته تذكر الحلم الذي راوده عدة مرات ، فقط تبقى أن يعزف على المسرح وتُفتَح أغطية التوابيت ، إقترب يلمس كل تابوت على حده وفجأةً إخترق صوتها سكون المكان كانت كاثرين تحمل كمانه بينما تستند إلى الباب وشفتيها ترسم ابتسامةً مبهمة
- إعزف.
إقتربت منه تعطيه الكمان تحثه أن يعزف وهي تشير بإصبعها على المسرح
- لتكتمل اللوحة.
أخذ سام الكمان ووقف على المسرح يعزف وهو مندهش من اللحن الذي يعزفه أصدرت التوابيت صوتاً دالاً على انفتاحها نظر إليها وعينيه ستخرج من مكانها لشدة فضوله وخفقات قلبه باتت مسموعة للجميع ، إرتفعت إيدٍ شاحبة متمسكةً بأطراف التابوت وجلس أصحابُها ذو الملامح المتشابهة إختلف فيهم لون الشعر و العينين فقط، تحركت رؤوسهم ببطء جعله يفقد نبضتين من نبضاته ثم تحدث الإخوة جميعهم بصوت واحد بينما أعينهم الملونة مصوبةٌ نحو سام الذي توقف عن العزف
- مرحباً أخي.
أدرك أن هذه الوظيفة لم تكن مجرد عمل… بل كانت دعوة ليكتشف ذاته
تمت.
___________
التعديل الأخير:

.gif)

.gif)
