[مكتملة] روايـــة (أن لا أكـــون) (1 زائر)


إنضم
1 يونيو 2013
رقم العضوية
350
المشاركات
974
مستوى التفاعل
131
النقاط
286
الإقامة
القصـر الرئيسي♔
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
تم الختمَ الإداري & تسليمَ التونآ من قبلَ ,:: لآسي و2 ~​

مبدعة لحد البكاء ق1 ما شاء الله عليش فنانة بمعنى الكلمة ياي2 ق1
الله يعطيكِ العافية وواصلي ~
مميز شهر يونيو | جويلان كن ق3


[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492206966271.png"]










































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492206966382.png"]





























toon1465240437582.jpg










[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492206966443.png"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
1 يونيو 2013
رقم العضوية
350
المشاركات
974
مستوى التفاعل
131
النقاط
286
الإقامة
القصـر الرئيسي♔
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: روايـــة (أن لا أكـــون)

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552622.png"]


































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552551.png"]

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم؟؟
1%20%28176%29.gif
ان شاءالله بخيــر
طبعا ومثل ماواضح من اسم الموضوع
حبيت اكتب رواية بناء ع بعض
التشجيعات
والطلبات او اسميها الرغبات *^*
المهم حسيت فيه ناس تحب تقرأ رواية لالي
وانا مااعندي ذاك الاهتمام بالروايات
بس تجربتي هذي كان فريدة بحق

حبيـتـها
وبعد تشجيع مصر
تممتها ع خير والحمدلله
لهيك راح اعرضها عليكم ع شكل
فصول
كل فصل في رد منفصل
راح يكون بين كل فصل وفصل
يــــوميــن
وذلك منشان يكون فيه مجال للقراءة
علما نا الرواية تتكون من
13 فصل
...هذا اقصى حد قدرت اوصله
1%20%28125%29.png
1%20%28125%29.png
1%20%28125%29.png
...
و كـروايتي الاولى فـ أنا اتقبل الانتقادات كلها
وكمان اعترف انو هي خطوة اولى

وعمر الخطوة الاولى ماكانت تامة
كتبتها بكل تأن وكل جموح..
لهيك اتمنى تنال اعجابكم
واتمنى اشوف
ارائكم عن الرواية
علما انــي راح اطرح بعض
الاسئلة بنهاية الرواية
رغبــة مني بمعرفة مدى استيعابكم لروايتي
ومدى قدرتي ع توصيل الفكرة
كونها خطوة اولى الي لازم اعرف الخلل بتوصيل الفكرة

وكنقطة هامة* لا ابيح نقل الرواية
بدون ذكر المصدر والكاتب..

وبسسس كــذا
1%20%28185%29.gif

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149222055273.png"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير:

إنضم
1 يونيو 2013
رقم العضوية
350
المشاركات
974
مستوى التفاعل
131
النقاط
286
الإقامة
القصـر الرئيسي♔
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: روايـــة (أن لا أكـــون)

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552622.png"]


































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552551.png"]


*عن الرواية*


ان احداث روايتي لم يتم رشفها من مجلد نصي اثير
او مقطع سينمائي عريق ولم اقتص من الافكار المتداولة مرجعاً لها
بل شردتها عن الواقع فسكبتُ لها رماد الغرابة..
فلم ادون للشرّ نهاية التعساء ولم اقدم للخير نهاية السعداء ولم احلّ بينهما
بل قمت بدحض الاولى بالثانية والجمت الثانية لتدحض الاولۑ فيها.

فخرج النص الذي لا اجمح به لاثارة الاعجاب بقدر ما ارغب في استيعابه
وخلاصة روايتي ستحددها سجيتك ومفهومك الخاص ايها القارئ العزيز
واستيعابك العمري العقلي فأنت حين تبحر في نصوصي هذه
لست ملزماً بمناصرة شخصيتي الرئيسية
وبدوري لست ملزمة علىان اقدم لك فكرة منصفة..
عن الخير والشر او الحب والكره,اقسط افكارك بنفسك ثم احكم.


ومهما اعتلت اسطري من اخطا۽ لغوية ونحوية فٳني لا احجم عنها بل ادلي
بها امامك ايهاالقارئ..
فـكروايتي الاولۑ في مشواري البدائي البسيط لن يكون من الغرابة تكاثر..
التشوهات النصية وتفردها بين النصوص
وان اخلت ببعض السطور فاني لم اختزل جهدا
او كلمة في سبيل تشذيب روايتي واظهارها بأحسن صورها وابهاها
.
.
.


وقبل زلوفنا الخاتمة اوجه ودي الخالص لمن ساندني من بعد الله
وشمرني للكتابة وشد على عضدي وذاد عني
وكان كالدعامة التي ساهمت بإظهار الرواية علۑ اجملحسن..
فالانسانمخلوق متبلور حول نفسه المتألقة ولا يمكن لهذا التألق ان يبرق
ان لم يتم شحذه واجرٲ وانعم طرق الصقل واكثرها تاثيرا
هو التشجيع والحث والكلمات الماثلة للتحسن فأدام الله من كان لي حاثا
ومشجعا ومبجلا لاكمال روايتي وسائر كتاباتي
ومن الله حسن التوفيق.


[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149222055273.png"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير:

إنضم
1 يونيو 2013
رقم العضوية
350
المشاركات
974
مستوى التفاعل
131
النقاط
286
الإقامة
القصـر الرئيسي♔
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: روايـــة (أن لا أكـــون)

0c3e434c67f502.png

مميز لشهر يونيو | جويلان كن ق3

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552622.png"]


































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552551.png"]


*الفصـل الاول*

.
.
.

الخامس من نوفمبر كان خطوتي الاولى للوقوع في شرك القفص الذهبي
الذي وكالعادة كانت تعده لنا عائلاتنا المترفة وعلى رأسهم أُسرتي
وربَّها الفاحش الثراء ..والدي.

فعائلتي من الاُسـر الراقيـة الفخـمة الّتي تعجنُ المال عجناً
فتصيره إهزوجة عُرس او عويل عزاء ولا يليق بمثلها
الارتباط بالعوائل المتوسطة او الفقيرة المعيشة.

لهذا وقع اختيار ابي علۑ رجل يدهن الثراء جبينه
فيزداد لمعانا كلما حط عليه وقع مضيء وبصلته بنا
كان لاسم العائلة ان يبرق اكثر فزوجني به والدي
وقد كنت اصغر بناته.

فـ عمـاد الرجـل العشريني (شريك قفصي الذهبي)
يستمد ثراءه الذي قربه حظوة لنيل سلم الثراء من ادارته
لشركة تابعة للشرطة, ومن ارث والده الذي توفي
تاركا له اربع دونمات زراعي.ة

ولحسن حظ عائلتي به فهو الاخ البكر لاخت عشرينية
متزوجة لذا لا احد يرث والده غيــره وكانت له
أم رؤوم في العقد الخامس من عمرها
تسكن واياه منزل والده.

لقد اثارعماد غرائز المال لدى الرجال
اصحاب الثراء وبدأوا بالتسابق عليه
يرمون له طعما من كل لون ليروموا رضاه
حتى تمكن ابي بأخلاقه الفذة وروحه الشهمة
من سحبه من بينهم لذا كان عماد (سمكة ذهبية)
وكان "حظي وافر بالارتباط" به كما ينزلق على
الالسن من حولي,وهذا ماجعل والدي يأمرني به
زوجا وكالعادة المجال للاعتراض كان صفراً

كان ابي صارماً ذو ملامح مهيبة لم يكن يسمح
للفتيات بالدراسة وكان يزوج بناته باكراً فـلأبي
معتقد يسري كقانون مدستر بعائلتنا..

"ان الرجال لهم الحق بخوض تجارب الحياة
والوصول للسماء علۑ قارب تحيكه له زوجته
المخلصة..فتعلم الخياطة والطبخ وحده الواجب
علينا في سبيل بذلها لتمهيد طريق الزوج المغامر"

وكان يشير لمعتقده هذا انه الانسب والاصلح
وان علينا الامتنان لهذه النعمة الالهية اذ لم
يتوجب علينا الخوض في غمار ساحات الحياة.

لم يكن احد من اخوتي يعترض وانّى لهم الاعتراض!!
كان معتقده يمرر خلالهم بسلاسة كونه وضع لضمان
مستقبل آمن.

اتعجب كثيرا من بساطة عقولهم ليتعفن كل شي فيها
بسهولة بينما عقلي لم يستطع تقبل هذه التراهات
حسب ما اسميها حتۑ جاء اليوم الذي كان علي
السير علۑ هذه التراهة والقبول باختيار ابي راغمة
وكان علي الخضوع بعد ان ضقت يأساً

ربما كنتُ ابكر من تزوجت من اخواتي الخمس
المتزوجات قبلي,ولي اربع اخوان تغمرهم رفاهية
العيش مع زوجاتهم في اماكن متفرقة من البلد
وزفافي هو الاخير في العائلة,لذا اعد ابي حفلا كبيرا..
ضخماً كأنه يحتفل بغنيمته الاخيرة..
غير انه لم يكن يختلف عن حفلات اخوتي بشي.

كان عماد (حظي الوافر) متٲنقاً ذلك اليـوم ُ بينما
كان الامر يثير سخريتي كيف يتهندم لامراة يري
وجهها للمرة الرابعة او الخامسة فقط
وبالكاد قد سمع صوتها.

ولكن يبدو انه متماش مع التقاليد للحد الذي يجعله
يبتسم لها بكل عفوية,حيث بدت على وجهه تباشير
السعادة وشي من رائحة فجر جديد يحمل
بين طياته حفلا من الالوان.

بينما في زاوية اخرى كانت تختبئ ظهرعماد
ملامح يهيمن عليها بعض من مشاعر دفينة
لا اعلم خفاياها تبرز علۑ سمات اخته الصغرى
نغـم المتزوجة من رجل بالكاد تعرفت عليه تعريفاً
رسمياً بحت توحي هيئته بالبساطة المترفـة ..

شعرت اني قابلت مرجاً اخضر حين القى تحيته
علي ولكنه سرعان ما اختفۑ وكٲنه
كان نسمة هواء طيبة عابرة في فصل صيف
خانق شتان مابينه وبين نغم التي ولسبب اجهله
لم يكن قلبي ليميل اليها.

ربما لم يكن بيني وبين عماد شيئاً من حب ولم
اكن اسعى لاحبه اصلا اردتُّ مواصلة حياتي
العادية معه لم انوي فتح باب اساطير العشق
والكلام العذب اما هو فقد كان يسعي جاهداً
للتقرب مني وكنت اقف في الطرف الاخرالبعيد
ادفع بالجهة المعاكسة منه..

ما الّذي كان يدفعني لفعل هذا !!

كرهي له!! ولماذا اكرهه!

كلا لقد كنت خائفة..خائفة من ان تضيع نفسي
لو دخلتُ برفقة رجل لا اعرفه لعالم مجهول
ثم تغادرني آخر الاطياف الوردية التي
كنت اتمسك بها.. تلك الاطياف
التي رفضت الحياة من اجل المال
اخر ماتبقۑ لي..

رغم هذا لست ارى فيه شابا سيئاً,بالعكس ,
لقد كان يبتاع لي الكثير من الهدايا ويحاول
ارضائي ويذود بالكثير من اجلي وكل الذي
كنت افعله هو مبادرتي بابتسامات مزيفة.

كان حسن الطباع..رقيق و قوي ..
شهم بـ حق شعرت بالسعادة ان حظي
لم يتركني هذي المرة لذا واصلت حياتي
مع عماد وواصلت سعادتي المترفة معه ايضا.

كل صباح كانت الشمس تضحك لاستيقظ
وكان الهواء يرفرف برفق حين انام ليلا
وتصمت كل النجوم خوفا ان افيق,
اما عماد فقد كان ينبه الرياح ان تعصف
فتزعج نومي كان يخاف من الهواء
ان يلسع جسدي كان يدللني كثيرا يأخذني
للتنزه كل فترة ويطوف بي ارجاء البلد
ونمرُّ على الاسواق تارة والاحتفالات والمهرجانات
الملونة تارة كنا لا نفوت حدثا
الا وتسابقنا اليه ويبقى معي
حين يفرغ من عمله.

يترك عائلته ويجالسني, هكذا كانت سعادتي بعماد
والسعادة لا تكتمل الا بصوت صغير
يوقظ النجوم من سباتها ويكسر
هدو۽ جدران المنزل..

وهكـذا رزقنا الله بمخلوق صغير
وحملت بالطفل الاول من عماد,
كان عمري انذاك سبعة عشر سنة.

لا استطيع ان اصف فرحة عمـاد حين
ولد طفله الاول كيف تهلل وجهه وعقدت
الفرحة لسانه واجتمعت في عينيه كل اعياد
العالم وتراقصت بؤبؤتيه ببن انغام صراخ
طفله الاول وصار يترنح بمقلتيه بيننا
انا وطفله.. تمنيت لو اني حملت بـعشر
توائم انذاك.
فأن تجمع شتاتك المتعانق في ذرات
العتمة وتصنع منه عبائق ضوء تبهل
به وجه رجل لا تكن له اي مشاعر..
كفيل بإحياء قلب قتلته سهام العادات
والتقاليد الرثة الناجمة من حب التسلط.

اردت ان ابذل كل شي من اجل عماد
, اردت ان احبه ان اخترق بؤس الروتين
المتوارث فينا وامحي اشباح الخوف
المصرح بها من عائلتي والتي يبدأ
برسمها لي خيالي حين يضحك عماد
او يرنو باسما..

ولكن الاكدار لابد ان تشوه مخاوفنا يوماً ,
خوفي من ولوج باب العادات كدّر سمائي
بدكنة بيضاء باهتة فهناك اشياء قد لا يمكنها
ان تختفي فمنذ ان صار عمر طفلي الاول سنتان..
غزت فضائي الازرق مزن لا مدد لها
واشتعلت في سمائي لُهبٌ لا خامد لها.



[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149222055273.png"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير:

إنضم
1 يونيو 2013
رقم العضوية
350
المشاركات
974
مستوى التفاعل
131
النقاط
286
الإقامة
القصـر الرئيسي♔
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: روايـــة (أن لا أكـــون)

0c3e434c67f502.png

مميز لشهر يونيو | جويلان كن ق3



[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552622.png"]


































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552551.png"]





*الفصل الثاني*

.
.
.

بعد ان ولدت طفلي الاول وبلغ العامين وثخن عوده,
تزيـن المنزل بصوت ضحكاته وزقزقة حروفه الناعمة الاولى.

اطلقنا عليه اسم (زيناً) تيمناً بالحياة التي سيزينها لنا,وبالفعل ادى هذا الاسم معناه
فقد كانت الجدران تسامر ضحكاته والارض تقبل خطواته والاثاث يهدهد سباته.

اما عماد فقد كان الاوفر بسعادته ينشد له بغنّة ويحمله ويبتاع له ماشاء من اللعب
والحلوى كانت اغاريد الطفل تامـر اباه وتنهـي وانا بدوري احطتـه بعنايـة خاصـة
اعتبرته رابطاً حسناً يربطني بعمـاد..بعيدا عن رتابة مجتمع بائس.

ايضاً خطوة اولى ارد لعمـاد الرجل الطيب جميـله فقد كان لبقائي تلك السنين
بجانب عماد وتعرفي عليه عن كثب كفيل بجعلي ممتنة لهذا "الحظ الوافر"
فعلا فالحمد لله لهذا الحظ الذي نلته بلا طلب..

لم اشعر عنده قط اني اعيش داخل مجتمع مغلق له قواعد كمعتقدادت والدي
وشحة فهم كـأدمغة أخوتي..رأيت الشمس بضوئها الحقيقي في كنف عماد فهو
الذي احتضنني بحبه وانا المشردة عاطفيا والمكتنزة اشواكا وجدانية.. لذلك
احببته.

كانت الليالي تمضي وملامح الصغير تتقارب لتتسم بملامح اباه,وقد كنت انا
وعماد نقضي روتيننا اليومي بسلام,,

فلما يعود عماد نتناول العشاء سوياً ...فأقوم باعداد مائدة العشاء مبكرا وازينها
بالشموع الصفراء والبيضاء واطفئ نصف اضواء المنزل واعوضها بضوء
الشمع الباهت واوضع اطباق البازلاء المفضلة لدى عماد علي طرفي المائدة
ثم ارصُّ كوبين مقابلان لبعض من عصير الليمون الذي قمت بتعلم طريقة صنعه
مؤخراً لانه المفضل لدى عماد..

وابادر بارتداء فستاناً انيقاً بالالوان التي يحبها عماد واسدل شعري المعدني وراء
ضهري ثم اسرق منه بعض خصلات ملتوية للامام كما يحب عماد ايضاً,
اخط سواداً لعيني وارسم بالالوان شفتاي كما ثم استقبله بحرارة كأني اراه
للوهلة الاولى بعد غياب طال سنينا اساعده في تغيير ملابسه لملابس اكثر
اناقة تليق بامسيتنا اليومية.

من الغريب جدا اني لم امل من هذه العادة وان عماد طوال الثلاث سنوات
لم تتغير ملامح البهجة والاُنس المرتسمة عليه حتى هذه اللحظة كان يومنا
لايكتمل بدونها ..فهي التجديد اليومي لعقدنا الامدي.

ثم جاءت ليلة تمنيت لو اني بقيت طفلة ولم اكبر حينها كنا قد جلسنا
كالعادة بأمسيتنا الصغيرة وبدا عماد وقتها اكثـر بهجة وانبساط ولم تكف
ملامحه عن الاتساع.. شفتاه مقوسة لاعلى حد بقيت صامتة ولم اعلق ولم
اسال وواكبت فرحه بكل هدوء كان جلياً ان شيئا جديدا وسعيدا في عمله
قد حدث..

واصل عماد تفريغ صحنه حتى بازلاءه الاخيرة التي التقطها كطفل تمكن
من القبض على فراشته اخيراً

ابتلع ريقه وطبق على شفتيه وقال منتصبا بمرح:

_لينــا..

لـدي خبـر قد يـزعجك.. لكنـه سيعـود بالفائدة لكلينا.

بينما هو لم يكن بحاجة لُيعلن عن الامر ببادئه فقد قرأت الفرحة
بعينيه المتسعة منذ البداية..لكني مثلت بالمفاجاة واسترسلت حماسا..
حتى قال بنبرة فرح تلعثم بها لسانه:

_سأضم شركتي لشركة في شرق البلاد..سنجني ارباحاً مضاعفة
وستدعم تلك الشركة شركتي بكل رحب.

اصفقت وقد اتسعت عيناي فرحاً اشهقت ضحكة بصوت خافت
واطلقت صرخة مباركة لعماد وكانت نظراتي تتملص من بين
نظرات عماد الذي اخفى نبرات فرحه وقال بصوت اخف:

_لذا سأضطر للسفر شهراً.

لم يسترعي الامر انتباهي كثيرا استعدلت ملامحي,
وانتظرته ان يكمل..

_وقد تبقي بمفردك هنا شهراً او اكثر.

عندها اضمحلت ملامحي واتجه ناظري لزاوية عتمة..
صمتنا لبرهة..لم يكن لدي ما اقوله حقا.. فلست ادري ابتهج
لعماد ام احزن ويبدو انه لاحظ تدني ملامحي فـ اكمل مؤانساً:

لا تهتمي..فقد فكرت في حلّ.._

تعرفين اختي نغـم المتزوجة من رجل متوسط المعيشة!

اعلم ان الوضع هناك لايطاق ولا يماثل وضعنا
.. لكنه سيكون مؤقت..

سأطلب منها ان تحتويكما اثناء سفري وان تراعي فارق المعيشة
بيننا انا متأكد انها ستتقبل الامر, واطلب منك بالمقابل ان تتقبلي
الامر شهراً واحدا على الاقل.

كان عماد يتحدث وهو يراقب ملامحي التي كانت
تميل لعدم تقبل الامر..

فـ أسترسل:

_عزيزتي فكرت في ان ننتقل الى مقر عملي الجديد
لكني لن استقر هناك.. سأمكث عند صديق لي.

لكني لم استطع تقبل الامر حقا,بعد كل هذا الجهد الذي بذلته
في سبيل تأقلمي مع حياتي الجديدة...تُبَدل بغيرها!!

ونــغم من بين كل النساء!! ..لست اعرف الكثير عنها
لم ألتقِ بها كثيراً ثم ان لها ملامح كملامح الذئاب!

حاولت قدر الامكان ان ابدو راضية واقنع عماد اني موافقة..
تقديراً له ولعمله وسعيه ويبدو انه لم يقتنع لكنـه ارضاني بقناعته
كان موقفاً غريباً,كإن تراضي فيه من يراضي
رضاك له برضاه عنك!

وبينما انا حقا لا اعلم عن نغم شيء ولا عن زوجها جواد المتوسط
المعيشة الذي بالكاد اذكر ملامحه..كإني لم اره من قبل
,لكن بقي شيء ما..شيء ما داخل قلبي لايمكنه ان يطمئن
عند سماع اسمها..

لم يكن بيدي غير ان اوافق على كلام عماد كل اهتمامي كان ينصب
على الحفاظ على ما بيني وبين عماد وتنميته ثم تطويره وصلت
لاستعد بالتضحية حتى بسعادتي لاجل عماد الذي منحني اياها.

وفي النهاية انا لم استطع منع عماد من السفر لذا كل ما استطعت
فعله هو توظيب الحقائب استعداداً للمكوث المؤقت في منزل نغم..

انه لمن الصعب ان افترق عن عماد الذي لازمته لثلاث سنين متتالية
كانت حياتي مع عماد مرحلة انتقال واسعة من كهف والدي المحاط
بالذئاب والذي تبيت فيه الدببة المفترسة ليلاً وتقتات علۑ فرائسها
الذئاب نهاراً..

تهرب اشعة الشمس بعيداً عنه ولايدخله شتاءاً الا البرد ولا يصيبه
من الصيف وصب او نصب لا مطر فيه ولا ثلوج...لا اثر فيه لزرع
الا الادغال رغم فخامة باحتنا الا انها لم تحوي الا اصائص
لزرع محدود النمو.

لم انعم فيه بزقزقة الطيور الصباحية فلطالما زمجرتها
صيحات ديك والدي العجوز.

حتۑ انتقلتُ الۑ امبراطورية عماد الخضرا۽ رغم ان المنزل
لا يقل اتساعاً عن منزلنا الا ان رياح الصيف كانت تغازل
نوافذه الفضية وامطار الشتا۽ تغني حول حشائشه الينعاء بينا ينام
الصقيع بدف۽ فوق سقفه المائل ولم نملك ديكا يشره
زقزقة الطيور كم سأتشاق لامبراطوريتنا يا عماد ولهذه النسمات
التي لا ادري اي نسمة ستحل مكانها.

في النهاية كان لابد لعماد من السفر,انطلقنا لتوديع عماد
في المطار وقد رافقتنا نغم وطفلتيها..

وقفت لتوديع عماد انا وزين,فكنت اقبض على يديه بقوة,
احاول التمسك به اكثر كنتُ أرجو املاً ضعيفاً او ربما كنت
احاول اختلاق ذلك الامل..

بينما تعامل عماد ببساطة مع موقفي هذا ودعني بعفوية
ولصق قبلة ناعمة على جبيني وجبين زين الصغير وفك
تلاحم اصابعنا بصعوبة..

ورغم اريحية موقفه الا انه بدا بائسا لمفارقته إيانا..
اخفيت دموعي ورغبتي في الطيران خلفه والتشبث بخيط كنزته
التي كنت احسدها لانها سترافقه بدلاً عني..

تمنيت لو ان غيمة تتشكل حولنا قتعطر صفو السماء
الباهتة فوقنا فتسافر بنا الۑ مقرّ عماد الجديد..

وقد لمع نجم وسطها اول نجم ليلي يميل للقرب لكنه بعيد
.. بعيد جداً بجانب طائرة عماد المحلقة
بعيدا عني.. رويدا.. رويدا...

مع صوت الطائرة العائمة في الهواء كل شي كان يتلاشي
مع تلاشي ضجيجها... خانتني ينابع عيني هذه المرة فتفجرت
وانهلت الدموع من غير سابق انذار.

ربتت نغم على كتفي بأُنس وعدنا بيأس لمنزلها
واضافة لشعوري بالقلق وعدم الارتياح لمكان سكني
الجديد زاد توتري حدة..

لحظت نغم التعب البادي علي وحاولتْ تهدأتي استدعتْ
طفليها التوأمين وطلبت منهن القاء التحية (سرى و غيد)
طفلتان في الثامنة من عمرهما تتطافح براكين في عينيهما
الصفراوتاين وشعرهما الاشعث الذي ورثا قرمزيته عن والدهم.

القيا التحايا علي بنبرة حادة مترونقة براءة الطفولة مما حسن
من مزاجي قليلا فبادلتهما التحية وسمحت لهما باللعب مع
زين استاذنتني نغم لتحضير العشا۽ تطوعت للمساعدة لكنها
رفضت وبشدة وطلبت مني ان استريح ولو هذه المرة فقط..

اذعنت لها وبقيت اراقب الاطفال ارسلت نظرات فاحصة حولي,
شدّ انتباهي تدلي سقف المنزل العتيق وتشقق جدرانه والسكون
المخيم عليه ربما كان منزلي اكثر هدوءاً منه لكنه لم يمتلك
شكلا موحشاً كهذا المنزل.

كان مطلي باللون البني الغامق والارضية خشبية شبه
مهترئة فرشت بسجاد مخملي وعلقت لوحات زيتية لوجوه مسنة.
لا اقول انه يخيل الي اني دخلت منزل ساحر كما في الافلام
ولكني اجده يميل لان يكون هكذا.

على العشا۽ جلسنا على مائدة كهلة ايضا توسطها طبق حساء
الخضار المتواضع ووزعت الصحون امامنا وبعض الخبز,
وبينما اخذت انا جهة اليمين اخذت التوأمتان جهة اليسار
ونغم شمالاً اما الجنوب فكان عرشا فارغا لايملؤه كائن.

رحبت بي نغم من جديد بلطف اكبر وصنعت وجها كان
الالطف حتى الان واتعذرت لي على العشا۽ المتواضع
ثم هممنا بالاكل..

لكني سرعان ما ابديت اندهاشي لغياب زوجها عن
مائدة العشا۽,فما لبثت ان اظهرت ابتسامة خفيفة تحفها هالة لم
استيقنها ولم ترنو نفسي اليها واردفت بهدوء متصنع وهي تهم
بتقطيع خضار صحنها..

_ان عمله ينتهي متاخراً..

ولما لاحظت نظراتي المتجهة للكرسي الفارغ
جنوباً اعقبت..

_وان ذلك العرش الاجوف تابع له وهو نادرا ما يرافقنا
على العشاء لضيق وقته.

بينما تعالت نظرات مزعمة من توأمتيها لم افهمها..

ان زوج نغم وحسب علمي رجل في نهاية العشرينيات
من العمر.. تربۑ يتيما داخل اسرة لثلاث اخوة واختان كان
الاصغر بينهم..دائما ما اراه يتحاشۑ الزيارات ولم اراه عن
كثب قط كنت المحه لمحاً في المناسبات الرسمية فقط,

ويوم زفافي تعرفت عليه تعريفا رسميا ولم تتح
لي فرصة لقاءه بعدها الا نادراً.

ولا اخفي اندهاشي الكبير الذي لا زال يطوف ذاكرتي لتلك
الهالة الخلابة التي احاطت به آنذاك والتي بدت لي كمرج
اخضر واسع بامتداد الافق يحلق فوقه,فاستصعبت فكرة كونه
زوج نغم..شتان ما بينهما.


[/TBL]​
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552551.png"]
[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149222055273.png"]







[/TBL]​
 
التعديل الأخير:

إنضم
1 يونيو 2013
رقم العضوية
350
المشاركات
974
مستوى التفاعل
131
النقاط
286
الإقامة
القصـر الرئيسي♔
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: روايـــة (أن لا أكـــون)

0c3e434c67f502.png

مميز لشهر يونيو | جويلان كن
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552622.png"]


































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552551.png"]

*الفصل الثالث*

.
.


في ليلة نفس اليوم حاولت جاهدة جذب النوم لجفوني
ورغم اني افلحت الا ان ذلك لم يدم فسرعان ماغادرتني
السكينة التي نعمتُ بها لساعات معدودة وعاد النوم ليهرب
من جفني فلم يكن مني الا ان افيق على الساعة الرابعة فجراً
حيث كان لا يزال الليل يفرد جناحه ولاتزال وحشته
تغمر المنزل,انها ليلتي الاولى بلا عماد وفجري الاول
الخالي من صوتـه.

شعرت بفراغ شديد يتملكني,قررت التجوال قليلا
علّ الوقت يمضي وعلني اتخلص من ارقي
واصلت تجوالاً عشوائيا حتى قادتني قدماي
نحو ضوء هافت يتسلل من غرفة المطبخ..

اخذني فضولي لانظر عبر هذا البريق الذي اخترق بكل جرأة دهمة الليل,
وما ان القيت بصري داخله حتى فوجئت بـ رجل بثياب مقطورة وشعر
احمر مسدول يأكل برفق من صحن مغلف تُرك على مائدة المطبخ عنوة
كان موقفا مفاجئا اوقفني لبرهة من الزمن جلست احملق فيه اشعر اني
رأيت جنيا تسلل ليلا ليأكل من بقايا طعام اهل المنزل.


اتكأت على باب المطبخ اواصل شرودي وتواصل عيني التجمد لمنظر
هذا الوحش الاحمر حتى تحرك الباب واصدر صريراً نبهه لوجودي,
فأنتفض من مكانه, كقط شم رائحة البشر فعكرت عليه صفو وجبته
,انتفض وقد ازدادت وجنتاه احمراراً وازداد المرج الطافح في عينيه
اتساعاً.

_السيدة لينا!

قالها بصوت مبحوح
_نعم..مرحبا بك جواد.
كان ينفض يديه من بقايا الطعام ويحاول ان يقف معتدلا ويسوي
هندامه,لم التقيه بملابس الشحاذين الذي لا يجدون قوتهم
اليومي من قبل كل لقاءاتنا كانت رسمية وكان يلبس بدلة رسمية
ايضا بربطة عنق داكنة.

لازال يُتأتئ يحاول ان يرحب بي ولكن لم يستطع اخفاء دهشته
ومفاجأته لتواجدي في هذه الساعة من الليل..سألته:

_هل عدت لتوك من العمل؟
_اجل..
كان خجله واضح جداً لم يستطع الالتفات الي كيثرا
ولهذا السب حصراً جلست معه على مائدة المطبخ
واستمريت بمحادثته حتى آخر الفجر .

ربما فضولي هو من دفعني لذلك لكنه بالفعل كان رجلا
غريبا جدا لم أألف لـه مثيل من قبل له اذان حمراء مثل
الجنيات تشتعل النيران فيها حين يخجل او يغضب,وله
شعر نحاسي ينسدل حتى كتفه وكانت بعض الشعرات
تستلقي حول رقبته وقد نمشت بشرته ورقعت بالعديد
من الشامات البنية والسوداء والحمراء الصغيرة والكبيرة
حتى خلت اني رأيت كوناً من الكواكب والنجوم السماوية.

شعرت اني اجلس بجانب رجل من عالم اخر, تحدثنا
عن امور اعتيادية لم يسبق لي وان تحدثت عنها مع
احد من قبل كنت اسأله عن لونه المفضل, حيواناته
المفضلة وتلك الاشياء السعيدة,واصلنا حديثا ممتعا
حتى طلعت الشمس ولكم كان لذلك الحديث من لذة
رغم بساطته ورغم بساطة الشخص الذي اجالسه.

ان هذه اللحظة وهذه الساعة من الليل التي أرقتني
زادت فضولي نحو هذا الرجل و بدأت اكرر تجوالي
الليلي لالتقي به وأبادله تلك الاحاديث.

ذلك الجني كان اسلوبه بالكلام غريبا انه لايجيد
ربط الجمل ببعضها, لهجته غريبة وصوته كان مبحوح
بعض الشيء لا شيء فيه يشبه البشر غير اطرافه..

شعرت انه هدية لغربتي في منزل نغم,شعرت ان الله_تعالى_
ارسل لي جنيا قد يحقق لي امنيتي يوما, لا اخفي
ان وجوده كان يسليني ويبعدني عن مشاق يومي
الرخم في هذا المنزل البالي,كان يختفي نهارا ليعود ليلا.

سألته مرة:
_ ماسبب عملك الكدّ هذا بالكاد ترى اولادك ألا تشتاق لهم!

بادلني بابتسامة خفيفة اجابتني قبله ثم قال:
_اوصاني شقيقها بها خيرا وقد تزوجتها وانا بائس الحال,
لها حق علي وقد اكملتْ حقي عليها.
ادهشني!,اني أرى شهامة الرجال في حروفه, ولكن
كان من الجلي ان معاملة جواد في منزل نغم استثنائية
وكأنه رجل من الخدم لا تربطه بالاسرة سوى طقوسها
الرسمية وعلى اكثر تقدير فالتعامل الغير عادل لجواد
كان سببه انه رجل من عائلة تقل في المستوى المادي
عن عائلة نغم,ولكن ما الذي دفعها للارتباط به!..

لايعقل انها تحبه! انه السؤال الذي لم استطع ان اجد
له اي جواب حتى الان.

كانت نغـم وتوأمتاها ينثرون ما يستحصله جواد على
رؤوس احلامهم الضائعة داخل الوجبات السريعة و
الموديلات الجديدة,مما جعل شيطاني يتكلم ويحدثني
باخبار جواد بتبذيرهم للمال الذي يقطع كل يوم جزء
من روحه ليجنيه,لكني اثرت الصمت خوفا من تمزق
ههذه العائلة السعيدة _تيمناً_

بعد مضي اسبوع على وجودي في منزل نغم كان عليها
زيارة اهلها والمكوث عندهم عدة ايام ولكنها كانت حائرة
من تركي بمفردي في المنزل, او هكذا كان يخيل الي.
اخبرتني انه بامكاني مرافقتها,لكن في هذه الحالة قد اضطر
للبقاء في منزل اهل عماد حيث تقطن امه وقد كان اسهل
لعماد تركي عندها ولكنه اختار نغم فلم يشأ ان يكلفها بشيء,
لهذا رفضت الذهاب معها واثرت البقاء.

بعد اعلان قراري هذا اخبرتني نغم اني لن اكون وحيدة
فجواد لا يزور اهلها معها بالعادة ثم رمقتني بنظرة
تشبه تلك التي كانت على محيا تؤاماها حين سألت عن
غياب زوجها عن مائدة العشا۽ ولازلت لم افهم معناها.

قررت ان انتهز فرصة رحيل نغم في تخصيص وقت اكثـر
لجو
اد البائس الحال اردت ان اسحبه لعالمنا لا ان يظل
حبيس وصمة الفقر التي لا اجد فيها ما يعيب غير
مجتمعي وبالفعل بدأت بتخصيص اوقاتي له.

حاولت ان اشعره انه فرد من العائلة حقـا لذا بدأت اقدم
له طعامه ليتناوله على مائدة فاخرة واعد له ما يتزود
به اثنا۽ عمله وكنت اساعده في ترتيب ملابسه واخيط
له مايتمزق منها.

ثم اني اعدت ترتيب غرفته لتبدو كغرفنا بعد ان كانت
شراشفها بالية وجدرانها مصدعة والثغور تملٲ ارضيتها,
لم يكن جود يختلف لدي عن ابني زين كان كما لو ان
لي طفلان... او طفل وجني احمر.

لما بدأ جواد الاعتياد عليّ شعرتُ بطمأنينة و راحة تملأني
,بدات احاديثه تكثر وبدأ يتطرق لمواضيع كثيرة وعلمت
منه ما يحب وما يكره والطعام الذي يفضله والعالم الذي
يعيشه سألته مرة:

هل تستمع لنغم لمثل هذه الاحاديث دائما؟_
لكن يبدو ان سؤالي قد زاد صمته صمتا,لذا تطرقت
لموضوع اخر وقررت نسيان الامر,يبدو انه لا يحب
التحدث عن علاقته الاسرية كثيرا قد يكون من النوع
الذي يحب الاحتفاظ بخصوصياته بعيدا عن مرمى الاخرين,
تعجبني هذه الصفة واتمنى لو اني اجيدها بل سأحاول
تعلمها من جواد بالتاكيد.

في آخر ايام غياب نغم اهلكتني حمى ثقيلة,اجزم اني
بذلت مجهودا ضخماً في غيابها,وبهذا قضيت عطلة
الاسبوع الثالث طريحة الفراش.

لم اتمكن من مراقبة جواد او زين,بقيت ثلاث ايام على
هذه الحال لم تسعفني نفسي لمغادرة السرير,كانت
الحمى اثقل من اي حمى مررت بها سابقا,واستمر
جواد بالذود عني والاهتمام بباقي الامور,وربما كان
جواد يرد لي الدين آنذاك بهذا الرعي,لم اعِ الا علي
صوت نغم الحاد القائل:

_صباح الخير ايتها السيدة الصغيرة.

كان صباحا صاخبا باصوات نغم وتؤامتاها وطفلي
كذلك,و ايضا جسدي الذي استعاد عافيته,حمدت
الله ان الاعياء تركني قبل ان تلحظ نغم ذلك والا
لكانت اتصلت بعماد فورا وقلبت الامور راسا علۑ عقب.

قررت ليلتها ان اعد عشاءا فخما لجواد,لأشكره
للاعتناء بي اثناء مرضي.



[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149222055273.png"]







[/TBL]​
 
التعديل الأخير:

إنضم
1 يونيو 2013
رقم العضوية
350
المشاركات
974
مستوى التفاعل
131
النقاط
286
الإقامة
القصـر الرئيسي♔
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: روايـــة (أن لا أكـــون)

0c3e434c67f502.png

مميز لشهر يونيو | جويلان كن

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552622.png"]


































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552551.png"]

*الفصل الرابع*

.
.



بعد عودة نغـم رجعت لعادتها في التسوق وتبذير ما يحصد جواد
مع طفلتيها
وقد اقلعت نغم عن الحرص على ترك وجبة لجواد كل ليلة بعد ان
رأتني اهم بهذا العمل مرة و مرتين فقط لتوكل الي مهمة اسمتها
بالـ(بسيطة) توليتها وكأني ارثها عنها..
الا ان الامر قد جاء على مرامي بينما لم اع بمرام نغم شيئا وقتها وبما
كان يحاك لي منها..

وبقيت اداوم على تحضير الطعام لجواد علناً..غير ان احداً لم يحط
علما باستيقاظي وحديثي معه بعد..


وحتى هذه اللحظة انا لم اشهد حديثا او ايما۽ة جمعت نغم وجواد..

وكأنهما كانا يتبادلان الادوار نهارا ومساءا,لم اشأ التدخل في
امورهما الخاصة فاثرت الصمت مرة اخرى ولم اُبد تساؤلا.

بعد مضي اربع اسابيع انتكست ثانية وعادت لي الحمى وبقيت رفيقة
السرير اياما اقنعت بها نغم كي لاتهرع لتفاقم الامر كعادتها ان التعب
نال مني مطرحا خفيفا.

كان جواد يحوم حولي كل ليلة كحمامة اسقطت احد فراخها من
اعلى غصن في الشجرة.


وقد اصر كل الاصرار ان يحضر طبيبا للمنزل ورغم رفضي
المتواصل لم يأنف عن قراره وبالفعل احضر طبيبا في فجر
يومٍ هادئ لا تشوبه غير اغاريد عصفور الفجر وحنقة صوت
الطبيب وهو يعزي الحمى المتكررة التي نالت مني للاجهادات
المتواصلة والضغوطات اليومية.

وقد اضفت لكلامه عدم استقراري النفسي وزوجي بعيد عني
منذ مجيئي لهذا المنزل ,عندها طلب مني الطبيب ان انعم
بقدر اكبر من الراحة.


وفي منظر آخر ومن ركن أخر كان جواد يحدق بي بصورة
غريبة طوال جلستي مع الطبيب كأنه يراني اتحدث لاول مرة
,التفتُّ اليه مستغربة حاله وبادلني بابتسامته الرقيقة تلك التي
كانت تبدو كغيمة تحجب حرارة الشمس وترش عطرا دافئا


فقد تماثلت للشفاء واختفت الحمى بعد ايامٍ يسيرة وعدت لازاول
اعمالي بصورة طبيعية.


لقد فرض علي الطبيب ان اتلقى راحة اكبر,ولكن هل هذا يعني
ان يبقي جواد بقربي حتي بعد تتحسني!!


هذا ماكان يجول في صدغ جواد,ولم اكن اريد ذلك,ويبدو ان
جواد مصر على ان يراقبني ولم تبؤ محاولاتي لردعه الا بالفش
ل ولم اقف عند ذلك الحد فقد ازعمت بوعدي له على ان لا
اجهد نفسي ثانية وبغرابة رضخ و وافق بعد تردد كبيــر منه

لكنه طلب مني ان اقطع وعداً غريبا مقابل موافقته قائلاً:


_على آثار التعـب ان يغادرونـك..وعليـك ان تبتعدي عن
مسبباتهم..اقطعي معي وعدا,


ان تكـون هذه الليلة هي اخر ليلة تستيقظين فيها لاجلـي سأكون
انا من يجلب العشاء هذه الليلة.. ويمكنك بعدها ان تقرري كيف
ستقضين بباقي وقتـك.

_يمكنني الاستيقاظ كالعادة حين اتحسن انت تعلم هذا جيدا..جواد.

_حتى بعد تحسنـك.. لن تستيقظي.

_لماذا!

_كي اوافق على طلبك.

اعاد لي ابتسامته الرقيقة تلك مع آخر عبارة ثم غادر مسرعا
بينما بدأت التساؤلات تنهل علي ..هل يزعجه استيقاظي
ام انه ضاق ذرعا به! أم هو خائف من ان انتكس ثانية!


لكني ان اخذت قسطا من الراحة في النهار لن انتكس!
اردت اخباره,كان لابد لي من اخباره,انتظرت حلول المساء
بلهفة لاوحي اليه,لاجعله يتراجع عن كلامه والوعد الذي
لم اشا ان اقطعه.


حتي غابت الشمس اخيراً وخبات اخر بناتها من النور خلف
الافق وجاء الليل ليغزو عشها ويحتل القمر مرقدها السني..


انتظرت مطولا قبل ان ينتصف الليل فلم استطع النوم حتى
بدات الخطوات التي كنت في شوق اليها بالطرق على سمعي
وبدأت تضطرب بها وحشة المنزل


وكنت قد اعدت مائدة العشاء بالفعل التي كنت ازينها ببعض
الزهور واختزل الكراسي فيها بكرسيين احدهما يقابل
الاخر, وابسط فوقها شرشفا مزغرشا بالنرجس الاصفر
كالتي يحبها جواد.


واضع كمية كبيرة من الطعام بطبقه كنت اجلس امامه
وقد تناولت عشائي بالفعل,لكني اجلس مؤانسة وقد كان
يعلم فلا يبدي اي انفعال.


وايضا كنا نتناول بقايا العشا سويا واحيانا كنت اعد الطعام
بنفسي,وحين اعدّه بنفسي فإني اعدُّ له مايشتهي ومايحب
من الاصناف البسيطة كعينيه المرجيتان.


واما الان فقد قال انه سياتي بالطعام بنفسه لذلك انتظرته,
ورصصتُ اطباقا فارغة,وانتظرته.

قد يكون اعدادي لمائدة طعام عماد يشابه ما افعله لجواد,وكنت
اسمي مائدة عماد بـ( مائدة العقد الازلي)

لكن مائدة العقد الازلي تختلف عن مائدة جواد فمائدة
جواد يمكنني ان اسميها بـ (مائدة الانسانية)..


قد يكون لمائدتان نفس الغرض لكن سبب وجودهما مغزاهما
والغاية منهما مشذوذ تماما ..


فجواد رجل طيب دفعتني غريزتي الانسانية للتوافق معه
اما عماد فهو الزوج الذي الهبني شوقاً وباتت كل ثانية
تلفح زفيري وتشظ شهيقي له.

قررت المحافظة على هذه المشاعر كان لابد لها ان تدوم
ولا تتزعزع ابدا,لاجل زين ولاجل ابي وعائلتي ولاجل
مجتمعي الذي اغصبت على التماشي معه بحب و ود
واغصبت على التغير لاجلـه.

فــي تلك الليلة لما قدم جواد بدا متأنقا جدا كما لو انه يريد
الاحتفال بنهاية سعيدة او ربما بداية ما.


كان يحمل معه كيس العشاء حسب تخميني,
واخشى انه خاب فيما بعد..


اتخذ موقعه على كرسي الشمال بسترته السوداء الرسمية
وشعره النحاسي المنسدل برفق على كتفيه بدا تلك الليلة
اكثر لمعانا من ذي قبل, وطلب مني اغماض عيني
للحظات وقد فعلت..

سمعت حشرجة فتحه للكيس وصليل كرسيه وحركة قيامه
وقعوده وكان حماسي يزداد مع كل صوت يختلج سمعي
انه يحضر لشيء ما..


اثقلتني بعض السعادة فحملتها عني ابتسامة خفيفة وجريئة
رسمت على محياي,عندها سمعت صوته الضاحك وهو يقول لي

_يمكنك ان تفتحي عينيك الان.

فتحت وقد دخلت عيني العديد من الاضواء الصفراء والزرقاء
التي كانت تطفح من بضع شمعات حمراء وضعت
علي كعكة تتوسط مائدة العشاء, واستبدلت الكؤوس
بأخرى ذات عنق طويل وملفوفة بشريط احمر لماع..


كان موقفاً لا يدخل العقل بسلاسة حاولت استيعابه ببطئ
ولم افلح إنها حقاً افكار لا تخطر على بال بشري,,إنه جنيٌّ بحق.

_ما أجملها!

لا اخفي ان المفاجاة اسعدتني كثيرا,قهقهة جهاد بخجل
وقال:

_بصراحة يا لينا ليس سبب هذه الكعكة كما تظنين كونها
اخر ليلة لك قد لا تكون الاخيرة قد تكون الاولى.

سكتَ فجأة, دفن نظراته تحت المائدة, ثم اخرجها
وقد اضاف ابتسامته المعتادة.

_دعيني اقطع الكعكة.

بعد ان انتهى من اخذ قطعتين جعل كل واحدة منهما في
صحن الاخر وملأ الكؤوس بشراب ذا حمرة ايضا,وبقيت
لم احرك ساكنة,انتظر جملته التالية

_لينا,تذوقيها تبدو لذيذة.
قالها وهو يتناول ما بصحنه بوضع بمرح,ليست
تلك الجملة ما انتظرت..


مالشيء الذي يجعل جواد يحضر لكل هذا,انتابني الفضول
وخشيت من الافكار التي كانت تصول في راسي..


حاولت ان اتصرف طبيعيا ان اساير
الوضع,لكن الدهشة
التي عقدت لساني شلت حركتي ايضاً تجمدت
اطرافي كلها حتى فمي..


كنت قد بذلت مجهودا اكبر من مجهود الفرد العادي لحمل
الشوكة توتري ودهشتي وخوفي من هذه المفاجاة
لم يكن شيئاً عادياً ارعبني اكثر مما فعلت مفاجأته..


ولم ابتلع لقمتي الاولي بعد بل لم اتقطها حتى نطق
جواد بإسمي بنبرته الجادة تلك مما زاد رعبي هولاً:

_لينا..

وبدا كما لو انه سيلقي عبارة تحمل بطياتها الف كلمة
لكنه اختار ان يقوم بها بكامل جسده حتى دنى مني,ثم
همس بصوت واثق خافت وبخجل طغى عليه رجولة
لم اعهدها بجواد قط,ولو اني عهدتها قبلاً,لتغلب هواي على عقلي.

"احبـك.."

ثم تنفس صعداءه بجانب اذني كـ من اعياءه
حملٌ اثقل كاحليه و لم يستطع تخفيفه لانه لايمتلك
خيار التخلص منه.

مخيفة كلمتك هذه يا جواد,لم تبقي لي مكانا لحمل
الهواء في صدري,فلم يفقه عقلي المتحضر المترف
كلمتك ولازلت حتى الان احاول تصديقها ما بت
اعِ ان اكنت احلم وقتها ام انها واقعاً,كانت اغرب
مرة اسمع بها هذه الكلمة واخر مرة اسمع ذلك
الصوت الرجولي الخجول يتلفظها.

راودتني مشاعر مترددة وخائفة وبدأت اطرافي ترتعد
صارت الاسئلة تثملني فكيف لكلمة خرجت من رجل
اعامله من مبدأ الانسانية وبامكاني رده وبكل سهولة
ان تجمدني ومابال مشاعري الهشة تثور بي وتعصف وحروفه!

مابالها تسري بي كخيط جليدي يخترق اذني اليمنى..
قشعرت جسدي وزادت صدماتي وصعقاتي شدة

ألا ترى أني قد ماثلني الشفاء للتوّ يا جواد!!

أنى لك نطق حروف لم استطع بنفسي نطقها بهذا الصفاء داخل صدري!!
ثم بهدوء تلاشت حرارتي ثم راودتني كلها مرة واحدة.
لاحظ جهاد تلون وجهي فإنسحب من عند اذني
اليمنى محبطاً وهمس يتأسف..


وبقيت مفغورة الفاه وجاحظة العين متسمرة الاطراف
,ولما حاول التصرف طبيعا حاول ان يغير مجرى الحديث..


رسم ابتاسمته الرقيقة من جديد على وجهه لكنه لم يستطع
ان يتقنها هذه المرة ,طلب مني ان انسى الذي قاله..


و اردف محاولاً اضفاء نسمة مرح سائلني ان
لا اترك كعكتي تتحجر مكانها,لكنه لم يفلح,
انا ايضاً اردت صرف الوقت..

قمت بتحريك يدي لالتقط الشوكة,بدا جسدي شاحباً
,وشفتاي تضمحل,وكانت الشوكة ثقيلة,ثقيلة جداً
اصعب من سابقتها,لم استطع حملها تهاوت من بين يدي.

تنبه جواد الى حالي المزري,رمقني بنظرات يملؤها
الندم والشفقة كـ سكير افاق من ولهه وانتبه لباقايا
زجاجته المحشورة في راس مولوده الجديد..

او كـ ما لو انه يتأسف على حالي الذي لم يسمع
بهذه الكلمة من قبل, ترك مقعده وقام يجرني لغرفتي
وبصمت تام ختمه بإعتذار اجش متقطع ثم غادر يجر
اذيالا من الخيبة ونظراته المشفقة تلك لم تغادر
وجهه البائس ليلتها..

خلدت للنوم ولم افكر بشيء حاولت ايهام نفسي اني احلم
واهلوس ويجب علي الصباح ان ياتي لاستيقظ..


ولما جاء الصباح كان كل شي عادي حتي خلته حلما بالفعل,
وإنه لحلم أن تقذف لسمعك كلمة سحرية من جني أحمر
شيء لا يرسم الا في القصص الخيالية و الاحلام..

فقمت لاتاكد من صحة حلمي واثبت لنفسي هلوستها
قمت أتأكد من المائدة التي لم اجد لها أثُراً رغم استيقاظي
المبكر رغم ان ارض المطبخ لم يطأها أحد غيري
بعد ذلك المساء المشؤوم..

فعدت لان اكون طبيعة واما جواد بالذات الذي لم أشأ له
الضياع بعد أن جاءني ينطق بالصدق في حلمي الواقعي..


وليلاً حضرت له وجبته كالعادة ولبعض الخوف الذي كان
يختلجني اخترت الخلود للنوم بعد اعدادها مباشرة..


لم اجد بنفسي استعدادا لمواجهته رغم محاولاتي العدة لجعل
الليلة الماضية حلماً,ربما خفت من أن يتحول الحلم لكابوس..


وحتى الساعة الثالثة مساءا لم يسهد لي جفن ,ولم يرمق
لسمعي خطوة لجواد,حتى لفني الليل بأحضانه واثرت النوم..


وصباحا ولما افرشت الشمس ضياءها وانسل الليل هاربا
لم أجد اثراً لأي كائنٍ ليلي أحمر وظلت وجبته متجمدة
مكانها على مائدة مسنة لكم خبأت بين اخشابها روائح
الدفء والصقيع والبرد واجترحت بعض السمر..


وفي الليلة التي تلتها شعرت ببعض من تأنيب
الضمير فأفأت الانتظار حتى مطلع الفجر ولم تلج خطوة
من خطوات جواد ارض المنزل وكذلك الليلة التي
بعدها والتي تلتها والتي تلتها وحتى حان الاسبوع الثامن
وهو موعد عودة عماد وقد اختفى الجني الاحمر بلمح
البصر تماماً كما ظهر.



[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149222055273.png"]







[/TBL]​
 
التعديل الأخير:

إنضم
1 يونيو 2013
رقم العضوية
350
المشاركات
974
مستوى التفاعل
131
النقاط
286
الإقامة
القصـر الرئيسي♔
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: روايـــة (أن لا أكـــون)

0c3e434c67f502.png

مميز لشهر يونيو | جويلان كن


[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552622.png"]


































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552551.png"]


*
الفصل الخامس
*


.
.



انتظاري المتواصل لجواد كل ليلة,وبقائي مستيقظة
وانشغال فكري به,وبكلماته الاخيـرة اجهدني كثيراً..
فعاودني الوهن معقباً حمى خفيفة الزمتني غرفتي
مرة اخرى وعدت لاحتضن ملاءات سريري
الكئيب قبل يوم من عودة عماد..
فلم استطع مزاولة اعمالي اليومية بالرغم من توقي
لاستقبال عماد وضمه بحرارة الايام الخوالي.

اضناني الشوق له لهفتي اليه لا طائل لها,في داخلي
رغبة ملحة لإعداد العشاء له,لان نحظى بجلسة
سمر طيبة ..لتزيين له المائدة كالعادة,اردت وبشدة
العودة لعماد ليتلاشى وقع حروف كلمات جواد نهائيا
ويتلاشى صوته الذي لازال يهمس برعب في اذني اليمنى ..
لماذا ام تبق علاقتي به رسمية! شعرت وللوهلة
الاولى بندمي لمحاولة اخراج جواد من صدفته.

وشعرت ان عودة عماد ستشفع لي واني سألقى
مايعوضني وظللت حبيسة الغرفة
لا اعي نهاري من ليلي وربما كنت ائن واهذي
مسترجية عماد ان يعود!!

لا ادري كم يوما بقيت علي هذه الحال
حتى اوقضتني قشعريرة برد سرت في صدري
كان مصدرها سماعة الطبيب التي احاطت
بجسدي المنهك حاولت بثقل فتح عيني بينما
شعرت ان جسدي تحجر وشلت حركته..
تفحصت المكان حولي وجوه متعددة مألوفة
تعلقت بي.

ومن بينهم برز وجه كان الاكثر نوراً ودفئا
كان يضيء فرحا و ترحيبا وحنانا مصوبا
انظاره نحوي بتمعن كطفل يستقبل والدته التي
عادت توا من السوق وهي تحمل بين محجريها
انواعا من الحلوى
ازدادت دقات قلبي ردفا بينما تحركت عيناه
الزجاجيتان نحوي والصقت شفاهه الوردية قبلة
خفيفة عميقة علۑ رأسي..اعادت لجسدي خفته
وطردت اشباح المرض العالقة به
كان صوتها كصوت الطائرة التي غادرت يوم
وداع عماد ومغلفة كتلك المشاعر التي غرزها
عماد داخل قلبي حين غادر
في تلك الاثناء لم تتوافد علي لساني
غير حروف.. ع.. م..ا.. د.. التي نطقتها
باجهاد تام وكاني العب لعبة تجميع الحروف
,واذا بالصوت يجيء من خلف طيات ذلك

الوجه السمح الذي خلت اني نسيته:
_امامك.. بشحمه وولحمه.

تناثرت داخلي الحمى اللظيظة والاثقال
الوهمية واسبلت الايام الخالية كل شي
انقشع امامي باتت افكاري مقيدة بعماد وحده ..

تنفست الصعداء وبت ازفر كل الاكدار التي
اثقلتني نفثتُّ الليالي البائسة وكل صورة بقيت
داخلي لجواد..
واتكأت براسي علي صدر لطالما كان ملجأي
الامين لتغمرني راحة وطمأنينة وسلام كما لو
اني هربت اخيرا من تلك المطاردات الوحشية
التي كنت اخضع لها كل ليلة من بعد
عشائي الاخير مع جواد
الان فقط شعرت اني كنت مجبرة علي الاستيقاظ
كل ليلة واني كنت مجبرة لأمارس انسانيتي مع
رجل من الطبقة الكادحة,وان مجتمعي كان على
حق حين قرر عزلهم عنـا..

أردت لاستنتاجي هذا ان يكون مرجعي الآمن
الذي يطمأنني..فلم املك غيرها لاهرب من
واقع جواد المريع.

هل كان اصحاب الطبقة الكادحة ينكرون انسانيتنا
لو مارسناها أم انهم يجيدون عيش حياتهم افضل
منا بنطقهم لتلك الكلمات المحرمة؟!

كل شيء زاهد ..
لا شي في هذا العالم يمكنه ان يضرّ قلبي المختبئ
بين اذرع عماد,وهو يمرر يديه برفق علۑ رأسي
وكأني هرته الصغيرة يداعب شعراتي المتعبة من
انتظاره يتحسس الشوق في راحة يدي
لو ان هذه اللحظة تتوقف,وتمضي باقي الذكريات
للحضيض..
لكن كما عهدنا الوقت فإنه يمضي ولو متنا جوعا
او الما وشوقا او حبا
لن يتوقف ابدا.. ولو كان للوقت اسماً آخر لسمي
بكل مايحمله الخداع من معنى فهو لن يتوقف
ولن ينتظر منك ان تستهل التفكير ليصفر لك بداية الرحلة..

لهذا مضت لحظتي هذه اسرع من مضي اجزاء
الثانية,سرعان ماعادت الغيوم السوداء للتلبد
حين عاد الصوت الحنون ليهمس لي برفق شديد
يسمعه من حوله ممن لم اعيهم بعد..

_لماذا لم تخبريني بأن لي مولود ينتظرني

..هل اردتي ان تفاجئيني!...على كل حال

مبارك لنا يا لينا..طفلنا الجديد.
ورسم ابتسامة جميلة جدا على محياه..
اما انا فلم استوعب الامر! باتت اطرافي
ترتعد,شحبت قليلا ..تعرقت.. بت اتلمس
الهوا۽ حولي إن خلا من الاوكسجين مرة اخرۑ؟..
عادت الحرارة تلسعني رفعت رأسي قليلا,
نظرت لعماد ..اني لا أحلم..
يتحدث بجدية!!..كانت ملامح البهجة لاتزال
بادية عليه,كيف لهذا الطفل ان ينمو بهدوء
..هل كان يسكنني كل هذه الفترة وانا المنشغلة
بأحاديث جواد ولياليه المرة!

_قد يكون هنالك خطأّ!
ربما الطبيب قد اخطأ هكذا خطر على بالي
فجأة..حاولت الانكار..لماذا؟! حتى انا لم
اجد ما اتحجج به لمحاولتي نكران حقيقة
مباركة كهذه.
_خطأ في ماذا؟!

قالها عماد في دهشة وهو ينظر الي
بعينين جاحظتان,أنزلت رأسي قليلا,تكابلت
علي الافكار وزادت حيرتي ورحت اتجول
في عالمي الخاص باحثة عن وجه اظهره لعماد..
حتى قدم صوت حاد مألوف كان تابعا لامراة اعرفها جيدا
لا اجدها الا حين تضع المشاكل أوزارها
قالت وبملامح ثابتة قالت لا مبالية وكأنها
تلقي طرقة:

_هل هو ابنك يا عماد؟

وقبل ان يلتفت عماد ناحيتها انتفضت من
مكاني بقوة,انتشلت حيرتي وزرقت لسعاتي ..
الاوكسجين الذي فقدته وعروقي التي بدت
واهنة خالية من اي تدفق..
ثارت.. وبدأت شلالات الدما۽ تجري في
عروقي استجمعت كل طاقاتي وانتصبت
جالسة موجهة نظرات حادة نحو نغم..
وشهيقي وزفيري كان مقدمات صراخي الذي
بدأت اصرخه بصوت لا صوت فيه..

_انه ابني..ابني وابن عماد الذي يقف امامك
انه لنا نحن..انه ابننا.
انكمشت نغم قليلا ثم اشاحت بوجهها
لكن عماد حاول تهدأتي بكلمات عادية اخذت
شهيقا وزفيرا مرات عديدة ابتلعت ريقي
ومكثت حتى تباطأ نفسي..

عدت احتضن اذرع عماد والافكار الهائجة
تكاد تقتلع جمجمتي وتفتك بي بينما ارسل
عماد نظرات غاضبة لنغم حتى اشاحت وجهها
الماكر بعيداً
قد تكون نغم حققت مأربها من جملتها تلك
واثارت اعصابي ونالت مني لكن الامر
الذي لم افهمه والذي فهمته نغم قبلي ..قبلي
ليس بساعات ولا ايام بل باسابيع واشهر..

هو عزائي لهذا الطفل وشرودي له,ماالذي
جعلني اثور واجعل خطة نغم تسري كما
يسري نهر في ساقية لقد اعتدت علي تجاهل
كلماتها لكن لماذا انتفضت!!.. لماذا؟
ولكن امور كهذه لن تمر مرورا سهلا
على ثعلب مثلها,ربما اردت انكار امور
اختلجت داخلي بعد خبـر ودود يحمل
بين طياته جمرا..ربما اردت اطفاء شعلة
هلوستي الباهتة والتي احترقت بنيران
صراعاتي النفسية.

دارت عيني بأرجاء الغرفة باحثة عن ذرة
اوكسجين تلتقطها وكأنها ستسبق رئتي في رشفها
وبلا وعي وقع ناظري على وجه شاحب
كئيب كان يرمقني بنظرات الشفقة من بعيد
وجها كان مفقودا تمنيت ان لا اراه ابدا وان
لا اجتمع به وجه جواد الذي يقف بجانب
الباب بصمت بالكاد يلحظه المتواجدين..

لقد اختفى كل تلك الليالي وبعد ان تركني
اصارع الضنى بسببه عاد مشفقاً!! لحسن
حظي اني وقتها بادلته بنظرات حادة,ولما
صرفت نظري عنه لبعض الوقت..اختفى!
وزالت هالته لم ارع الامر اهمية ..

لم يعد اهتمامي ينصب عليه,ولم تعد
لي صلة به,لا وجود لجني يدعى جواد..
لدي مولود جديد علي الاعتناء به لدي
عماد ثالث علي الحرص على سلامته..
قررت الخضوع لقرار الطبيب بكونه
حمل وان لم يكن!..

قررت ان ابدأ حرباً صامتة ضد نغم فلم
يعد وجودها او وجود زوجها يطيقني ابدا
لتذهب وصوتها الحاد للجحيم,طردت افكاري
السلبية وشعرت ان جواد الذي اختفى حملها
وغادر فعم السلام اغواري وزلفت جفني منعمة
بلحظة هانئة طيبة فغفت نفسي بهدوء في كنف عماد.



[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149222055273.png"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير:

إنضم
1 يونيو 2013
رقم العضوية
350
المشاركات
974
مستوى التفاعل
131
النقاط
286
الإقامة
القصـر الرئيسي♔
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: روايـــة (أن لا أكـــون)

0c3e434c67f502.png

مميز لشهر يونيو | جويلان كن

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552622.png"]


































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552551.png"]



*
الفصل السادس
*


.
.




لم تسعفني حالتي لمغادرة المشفى,اطلت المكوث بها بناءا على امر الطبيب وكل هذا
عُزي لمشاقي التي تكبدت عناءها في كهف نغم الهرم
ولما تتبضع باموال زوجها وتكثر زيارات اهلها ,دلالها الجشع واهمالها
المتواصل اثقل كاحلي ..
كان تلج بعض افكاري ان نغم تعمدت الاهمال لتثقلني وانا المنهكة بين زين وجواد
وحملي الذي لم الحظه..
على كل كان التفكير بجواد وحده يعكر يومي عن الف يوم لم اسلم منه
حتۑ في المشفى!
خلت اني قد تخاصت منه لكنه كان وبكل جرأة يتردد بين الحين والاخر بل
لا ابالغ ان قلت كل يوم
ينتظر ان يُفرغ من زيارتي ثم يظهر,يزور ليلا بعد ان ينهي عمله وحين اغط في
نوم عميق..
لكن هذا لا يعني اني لم الحظه رغم محاولاته في الافلات من ناظري كان يأتي
حين يختفي الجميع
ويرحل قبل مجيء عماد..
كعـادتـه ,ومرة استيقظت عمدا كي احاول ان احد من مجيئه..
قابلني بابتسامته الرقيقة تلك حين وجدني مستيقظة,
وبقۑ واقفا عند الباب يطرق خجلا ,سلم علي وكنت ارد عليه بحنق,
طلبت منه ان يغادر ان لم يكن له شي۽ هنا
_أجل.
كان هذا كل ما نطق به!
,بقي واقفاً وهو يطيل الصمت محدقاً بالارض..
يناسبه الظهور ليلا بمنظره الاحمر ذك كياقوتة يطبع القمر صورته عليها ,
ثم قفز يلهف يخبرني انه اسف لما حصل وأنه يود تكفير ذنبه وسألني العفو,
لكني لم اشا ان اشفع له, اعتذاره متأخر,
ربما كان هناك شيء آخر في داخلي برر نكراني أسفه..
ربما لم اشأ ان يلفتني عن عماد شيء..
او لم اشأ ان ارى الحقيقة ولم اشأ الاعتراف بلحظة احاول جاهدة نقلها
لعالم الاحلام.
طلبت منه ان يغادر وان تنفصل طرقنا حتۑ الابد..
اخبرته اني لا اريد ان ارۑ او اسمع شيئا يخصه ولا اريد لقا۽ه ولو في
الاماكن الرسمية.
_آه..
زفرها قبل ان يرفع رأسه من الاض ويطيلني النظر بعيني القط اللتي
امتلكها,ثم غادر..
حركاته غريبة كـ شكله وكـ هو.
تنفست الصعدا۽,أنا لن التقي بجواد بعد اليوم انه امراً حاسماً
لا رجعة فيه,
تلك الايام كلها قد مضت وقد تعلمت منها درسا كبيرا علي ان لا افرط بعماد الذي لايفتأ
يعاودني واحياناً كانت ترافقه نغم.
كنت وعماد نقضي وقتنا نتهامس كعصفورين ينتظران بيضتهما الثانية
ان تفقس ويعدان عدتهما
لاستقبال فرد جديد يؤنس حياتهما مرة اخرى.
وكان عماد يخطط للانتقال الى حيث مكان شركته الجديدة اراد ان يستقر وان
لا يعاود تركي مرة اخرى.
وعدني ان لا يغادر تاركاً امرأة وطفلين يخصانه
احب كلماته الدافئة ومبسمه الرقيق احب الجو الحنون الذي يحيطني به.
ومرة لما كنا نتهامس عاود ذلك الصوت الحاد الظهور من جديد قطعت
شدونا الصامت
نظرات نغم الحادة المرعبة اعقبها صوتها الشرير وهي تقول لي
جواد يزورك يا لينا اليس كذلك؟!._
ليس بعيدا علي ان لا افهم لما تلمح ,هذا الوحش اتمنى لو أني استطيع
تمزيق لسانه السليط..
إنها تريد ان تلفت عماد لعلاقتي مع جواد انها لا تعرف شيئا عن
علاقتي الحالية به,
يخيل اليها اني لازلت تلك المرأة التي تتسلى باعداد العشاء لفرد
من العامة,لكن هيهات..
سرعان ما الجمتها بردي:
_ممم..ولماذا قد يفعل؟!
لكن تلك الماكرة لم تستسلم,إلتفتتْ لعماد وبدأت تروي لـه
اعتنائي الدائم بالمنزل
وكيف اني اترك بعض الطعام لجواد مغلف,علما ان ذلك كان نهجها
ولم يكن مني الا ان قلدتها!..
وانه لمن حسن حظي جهلها مشاركتي الطعام اياه واحيانا كنت
اشاركه الغرفة بغيابها..
استغرب عماد من كلمات نغم لم تكن في محلها ولا وقتها المناسب,
كاد لمخططاتها الماكرة ان تطأ سلم النجاح لولا تدخلي محاولة قلب المجريات فأخبرت
عماد اني كنت احب مساعدة نغم واعانتها
واني لم افعل ذلك بصورة دائمة
لانشغالي بزين ومن الطبيعي تطرقي لتغليف وجبات اطفالها وزوجها..
أنهى عماد الامر بتبسم مفتخرا بما قمت به وقال مادحاً..اني امراة
عن الف زوجة.
مكثت في المشفى اربعين يوماً,لم اعلم ماكان يجري خارجه واخص بكلامي..
تدبيرات نغم التي بتُّ اهابها بحق فتلك الماكرة تخبئ في داخلها امراً ما
حدس المرأة الذي املكه يخبرني أنها تحاول توريطي لأجل سبب ما
من الصعب معرفته ,
لا اخفي اني بدأت ألاحظ تغير عماد في الاونة الاخيرة.
أحيانا يطيل الصمت واحيانا يسألني اسئلة غريبة عن اشخاص
تعرفت عليهم مؤخرا,
أو افكار جديدة دمغت داخل رأسي وماشابه,
لم اكن اجد ما اجيبه به كنت اختلق الاجابات..
كنت اشم رائحة الشرارة المنبعثة من عيني نغم في كل مرة يسألني فيها عماد لكني
قررت ان اؤجل امرها لوفت آخر..
وليتني لم افعل..
ليتني اوقفتها عند حدها قبل ان يفوت الأوان وتنقضي الاربعين يوما واعود لمنزلي
انتظر ترحيبا حارا او حفلا صغيرا,
يكمل فرحتيً,وبالفعل تم الترحيب بي من عماد والخدم ..
كانت الفرحة تهلهل وجوههم بالفرد الجديد,مما اضفى رونقا بهي الطل
على الحفل..
لكن ما طغى على عما من هالة التجهم نكس البهجة آنذاك,فقد احاطت به رياح
خانقة غمغمت أنسي ,
لكني لم ابادر بسؤاله بعد ان رأيته يحاول جاهداً ان يتماشى مع جو الحفلة فلم
اطلعه على ملاحظتي لتكدره.
اعتقدت انه بسبب غيابي بل اردت ان اجعل هذا السبب لاسمح لنفسي بسؤاله بع
د ان انتهى الحفل الترحيبي العائلي..
لم استطع تجاهل حال عماد.
وعلى اريكة الصالة دنوت اليه واخذت مقعدا جانبه,
همست له ببعض الكلمات الحلوة اعتذرت له عن غيابي وعن مرضي وانشغالي
وتركه رغم انه عاد من سفره بعد غياب طويل,
لكنه لم ينبس بكلمة ولم يرفع رأسه, مما دفعني لبذل جهد اكبر,
حتي جعلته يكسر صمته بصوت حزين مخنوق هامساً:
_لا ادري يا لينا..لكن الموضوع لا يحتمل..ماعدت اطيق التوافد
المهول للافكار
حول رأسي الذي لم يتوقف عن الضجيج منذ اسابيع اريد ان نتحدث
بموضوع ما, قليلا بمفردنا.
_خيراً ياقرة عيني..هل تشكو من ألم ام ان مصيبة قد
ألمت بالفعل!
تغيرت نظراته فجأة وزادت قوة وامتعاض فلحظني وقد ثبت
بؤبؤتيه داخل بؤبؤتي,
انتابني رعب شديد,شعرت ان نهايتي قد حانت,وان جدران الغرفة
تداعت فوق راسي,
قال بصوت مكفهر:
_لنكمل حديثنا في الجناح الخلفي.
رضخت له وتبعته بصمت تام تملكني الخوف ,لا ادري
ماذا اراد ان يناقش,
لم استطع ان اتنبا خيرا من كلامه,شعرت اني مذنبة تجر
لمنصة الاعدام..
عندها برقت صورة لجواد في عيني فتذكرت ماقد حاولت نسيانه
وانتابني الخوف من جديد
وخشيت ان يكون قد علم مابيني وبين جواد او ان سم الافعى الشرهة
(نغم) قد اخذ مفعوله في جسد عماد.
ربما اسرت اليه ببعض الامور المختلقة او المتعظمة
بلسانها الماكر,
لكن عماد يثق بي ولا يمكنه ان يصدق الاقاويل عني وحسب,ولا يعقل
ان يخبره جواد بشي۽... غير معقول!
ماالامر الذي اراد مناقشته معي!
رأيت الارض تطوى بي,ازداد نفسي عمقا,لكني ثبتُّ..
اتجهنا للجناح الخلفي في صالة ثانية وبقيت انتظر كلماته
التالية متمسكة بصدري خفية
من ان تقذف نبضاتي الهازجة فؤادي, بينما انخفضت حرارتي لادني حد ما
اهولك يا عماد,كلماتك لا تختلف عن جواد بشي
الا ترۑ اني قد خرجت من المشفي للتو!



[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149222055273.png"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير:

إنضم
1 يونيو 2013
رقم العضوية
350
المشاركات
974
مستوى التفاعل
131
النقاط
286
الإقامة
القصـر الرئيسي♔
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: روايـــة (أن لا أكـــون)

0c3e434c67f502.png

مُميز لشهر يوليو | بلاك سنو ك1 !


[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552622.png"]


































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1492220552551.png"]


*الفصل السابع*

.
.



صعدنا للطابق الثاني والذي كان مخصص لنا كـ جناح عائلي يحتوي مستلزمات
المطبخ والحمام وصالة واسعة تتوسط جانبه وكانت غرفتنا تأخذ الجزء الداخلي منه
اما على الجانب فقد توزعت عدة غرف استخدمنا واحدة منها لاجل زين وربما قد نستخدم الباقي لاحقاً.
جلسنا في الصالة التي عادة ما نستخدمها لاجتماعاتنا العائلية..
جلس عماد موطئا رأسه وكأن صدغه اثقله,
والهم الذي استدعاني لاجله ضاق به وقد تسرب بعض من همه لي وبدأ كاحلي يثقل
قبل ان يفاجأني بسؤاله الذي صعق خلايا دماغي النخاعية, وجمد افكاري المشتعلة داخل رأسي..
وجه عماد انظاره الباردة صوب طفلي الذي لم يخلق له عظام بعد وقال بنبرة هادئة عميقة:
_هل هو ابني حقـا؟!

ثم اخذت هلعا وشهقت شهقة لم اعيها,
فماالذي حشته نغم في عقلك يا عماد,
تسمرت وقد لاحظ عماد تجمدي وفتوري,
لكنه واصل بلا رحمة:
_هل تريدين ان....

وقبل ان ينهي كلامه بدأت عضامي المتصلبة تتهشم واصابني صدع في شراييني صلب اوردتي,
ولا اخفي ان جسدي ارتعد وماعدت قادرة علۑ النطق,
انه ارعب موقف اوضع فيه واكثر ما كنت اخشاه..
هل تكرهني نغم لهذه الدرجة,ماالذي فعلته لاكره,
انا حتى لم اتقرب من زوجها كل هذا الحد,
وان فعلت هي لم تكن تعطيه حقه كـ زوج ..
انا لم اقم الا بإعطائه شيء من حقه كـ قريب و كـ مشرد,
ورغم اني بالغت قليلا فلا يحق لها ان تكرهني.
يبدو ان عماد قد استعاد بعضا من عطفه لما شده منظري الشريد البائس فقرر
اخيرا ان لايكمل جملته,

وليته اكملها..فقد بدا كما لو أن الاهوال التي سيطرت علي وقتها قدمت دليلاً اثبت صحة شكوكه
فأردف يتسائل بيأس وكأن الريح نثرت رماد احلامه لمكان سحيق..
منذ متى وانت وجواد..!!_

قاطعت عبارته التي كنت اعلم مبتغاه منها والتي سمعت صوت نغم يتخلل نبرتها..
لا ادري من اين جا۽تني الشجاعة لاقاطعه بصوت اعلا من صوته واصرخ باخر ماتبقۑ من نفسي!!
اغلقت عيني واستعددت لاجازف بصرختي الاولۑ بوجه عماد بامتعاض شديد صرخت:
_انه طفلك...انا لا اعرف رجلا يدعۑ جواد..انا اعرف عماد فقط.. فقط عماد.

لم يردني رد منه فتحت عيني على مهل وكأني اخشى مما سأراه..
كان عماد ينظر الي وقد ازدادت ملامحه ريبة واجحظت عيناه,
أدركت اني ارتكبت افضع خطأ في حياتي فتصرفي اللاطبيعي اكد له صحة
شكوكه مرة اخرى..

حرك اصابعه باتجاه الاعلي والاسفل وبصورة دائرية عابثا بهاتفه الخيليوي الذي سحبه
من جيب بنطاله قائلا بأتهام:

لما لا نستدعي جواد ام انك سترفضين!_
أجبته على الفور
_ومادخل جواد؟!
رمقني بنظرية متحدية قائلا:
_لا اعرف رجلا غيره في منزل نغم.
_الامّ تلمح!!
_ربما...لا شيء!
_عماد هل انت بكامل عقلك حقاً!!
_قد يوضح لنا جواد من هو الكامل العقل
لم امتلك مارد به عليه ظللت اراقبه بعجز وقد تسمرت عيناني حوله وكأني
احاول الاستعلام من حركاته

ان كان حلما او واقعا تحجرت نظراتي به وهو يتصل بنغـم ويخبرها ان تحضـر
برفقـة جواد وفي الحال وان الامر مستعجل جدا.
((أنت الجحيم بعينه يا جواد))
ترددت هذه العبارة في ذهني قبل ان استجمع بعضا من روحي المعتكفة ارضا
والتي ترجو الوقت ان يمضي قبل ان تطفح مني وسألت عماد برجاء:
_عمـاد..كيف يمكنك اتهامي بما لاصحة له.. أ حقا لا ثقة لي عندك! الا تصدقني؟
وقال وكانما كان يبحث عن خيط أمل بعيد:
_ان لي ثقة عندك كبيرة وثقتي بأبيك عززت هذه الثقة..لذا انا لم اصدق حتى امسكت الدليل.
ثم بهدو۽ اخرج من جيبه قرص مرن ((تسجيل كاميرات المراقبة))من ممرات المشفى!!
رمقني بنظرة حزينة,إتسعت معها حدقتاي وانكرت عليه قائلة:
_هل وصلت لهذا الحد؟
هز كتفه برفق مبرر موقفه...ثم قال مؤنبا..
_وصلني الكثير من الكلام الذي كاد يطعن في بسبب افعالك..
وكدت اخسر سمعتي كـ رجل اعمال..
انت من وصلت لحد لا يطاق انه لمن المخزي والمحزن ان تذهب الزوجة
التي وثقت بها كل هذا الحد

دللتها ولم ارفض لها امرا قط وكنت لا ابيت في مقر الشركة
حتى وان تراكم علي العمل كي لا تتناول العشاء بمفردها ثم...!!..
خنقته العبارة ولم يستطع اكمالها فقاطعته:
_عماد ارجوك ما الذي تقوله ليس لي اي علاقة بجواد..
بالله عليك هل يصل بنا الحال لنشك ببعضنا!
_اذا ماقصة جواد اخبريني؟!!
وكانت جملته هذه هي من الجمتني وحبست الكلمات داخلي,حتى تحول شكه يقينا
وقال ضاحكاً كأنما يسخر من نفسه ومني

_الۑ متۑ ستظلين تنكرين؟!
_انها الحقيقة.
التفت الي بحزم قائلا
_ستظهر الحقيقة
وأشار لهاتفه (يريد جواد) ثم قال:
_لا اعتقد انه يكذب...لا يمكنه الكذب تعلمين اليس كذلك؟!
ثم رمقني بنظرات متحدية مرة اخرى لكنها كانت ارعب من سابقتها,
كانت كحبال ملتهبة اشتدت حول رقبتي فقطعت عني شهيقي وزفيري.
لم يمضي الكثير حتى وصلت نغم وبرفقتها وجه بائس قلب حياتي راساً على عقب,
عندها اجتمعت اجزاء الصورة التي لم اتصور ان تجتمع يوماً,لم اتخيل ان يتجمع

في عيني جواد وعماد معا.

جلست نغم الى يساري مبتعدة عني بكرسي وجلس جهاد الى يمين عماد
الذي تربع الشمال ليقابل كرسيه كرسيي,كملك متوج يستعد لحربه الاولى..
بشعره الاسود الكثيف وعيناه الزجاجيتان التي كانت تستعر
بينما اخذت هالته المخيفة محل تاجه المرصع كأني اراه لاول مرة.
كانت نظراته تتقافز بيني وبين جواد تليها تقوسات شفاه نغم العوجاء
التي اخذت دور المشجع واليد اليمنى لعماد والناصحة الحكيمة لي..
وبمنظر آخر لم أألفه رأيت بؤبؤتي عماد تنزلق يمينه,
موجها انظارا باردة لجواد استوقفني المشهد
ونسيت التركيز على ماكان يطرحه عماد من اسئلة لجواد حتى مضى بعض الوقت ..
ثم تغيرت نبرة عماد وانقلبت لتصبح اكثر حدة وعدوانية اوقظتني من سرحاني بينهما
وكان السؤال اكثر وقعا في اذني من سواه

_هل لك علاقة بما ينمو في احشاء لينا؟
وفورا بتهجم ارسلت بعض النظرات اللاراضية لعماد ثم حولت انظارا مترجية لجواد
الذي وجدته رافعا رأسه بدهشة كبيرة عقدت لسانه وشلّت اطرافه واكاد اجزم اني
رأيت الوانا عدة تنعكس على وجهه الزهري..

كرر عماد سؤاله لكن جواد لم يتمكن من الافاقة من صدمته وبقي معقود
اللسان متجمد الاطراف..

الامر الذي أدى بعماد لرسم ابتسامة بائسة حول وجهه ولولا رجولته لبكى..
فقمت بنفسي وقفت وقد تشبثت بالعضو المحشور في صدري والذي كان
يقرع طبول الحرب وقتها..

اغمضت عيني ورددت على عماد ملهثة:
_لا ولد لي غيرك يا عماد..يكفيك هلوسة..افق مما انت به.
واذا به يطلق ضحكة هستيرية ثم يزجرني ناكرا علي هلوسته بعد ان رافق

وقفتي محجماً خطوات ثابتة

كملك وقف امام القاضي بعد ان كسب القضية قال بمرح خالطه نبرات بؤس:
_لكن جواد لم ينكر!!
وفعلا الملك كسب القضية..
لم يمتلك الملك انذاك نظرات عماد الذي اعرفه ابــداً,اتسائل ان كان هو
عماد حقا ام انه استبدل بغيره..!!

التفتُّ الى جواد ورأيت تعابير الندم والندب والاعتذارات تملؤ وجهه لم استطع
المقاومة اكثر أنه يعترف بصمته..

لا ينكــر..
جواد ارجوك قم واخبرهم ان الامر خاطئ ارجوك!..
ما الذي يمكن ان يفعله رجل من العامة!!..هكذا كانت تحاججني
نظرات جواد المستسلمة

ترقرقت عيني شعرت بالاحباط وقد لاحظ جواد عجزي ودمعي,
وهناك استجمع جواد شجاعته ونفض عنه غبار المجتمع الرخيص _كما يفعل العامة دوما_
وقام يسترجي عماد ويرجوه ان يصدقني..
لكن لم يُرج من رأي المتعصب رجاء,ظللت اذرف الدموع وظل جواد متوسلا
حتى ضاق ذرع عماد وقال قاطعا الامل

_ان لم يكن لي ولا لجواد فـ..لشخص ثالث لا نعرفه؟؟!
وكأن عماد قد جن,كلمات حمقاء تصدر من عماد لكن,قد تكون خرجت عن منطق!!
منطق نغم!!
ومايحيرني اكثر هو عدم ايمانه بي,هل تفعل نغم كل هذا!!,
هذه الاتهامات لايعقل ان تكون بسبب شخص واحد (نغم)
اي مكر تمتلكه تلك النغم لتقوم بكل هذا بمفردها.
تــوقف جواد عن الاسترجاء وغير نظراته لتكون اكثر حدة وهو

يوجهها في عيني عماد مباشرة ثم قال

_نعم..انه لي..آسف لكذبي المزعوم انه لي.
قالها بكل برود بعد ان تنفس الصعداء واثار عماد فبدأت براكينه بالتفجر ..
لم استطع استيعاب عبارته تلك لم اكن في موقف يسمح لي بسماع الطرف او المزح ,
هذا الجني الاحمر!
الى متى سيظل يرمي اللعنات فوقي,من اين اتى هذا الكائن هذا الجني!
وحصلت مشادات بينهما وبدأوا بالمضاربة,
بينما وقفت بينهما منتصبة كحجرة اراقبهما وانين دموعي
يرجوهم ان يتوقفوا حتى نغم الثعلبة

ملأت الدهشة ملامحها ربما لم تتخيل ان تصل لهذا
العمق بمخخطاتها النكراء

حال بهم الامر لتراشق الضربات حتى حصل كل منهما على كدمات
و تراجع جواد فجأة وانسحب..

اطال النظر في بؤبؤتي عماد ثم جرني معه خارجا بينما كان جسدي في حال
غير محمودة يحتضر بهلوساته وهواجسه المرة..

بدأت السقوف حولي تدور والارضية تمشي قبلي وبدأت
الاصوات تنخفض

وتبهت ابطأت حركة المحيط كل شي صار معتم تلاشت صورة عماد من امامي
شيئا فشيئا واغمضت الدنيا في عيني معه.


[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149222055273.png"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير:

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة
كاتب الموضوع العنوان المنتدى الردود التاريخ
J الختم الذهبي [مكتملة] رواية: ” غدر - Perfidy ” القصص و الروايات الاحترافية 52

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل