lost generation/ الجيل الضائع (1 زائر)


K a s u m e

Sadness Breather~
إنضم
23 مايو 2020
رقم العضوية
11114
المشاركات
412
مستوى التفاعل
3,349
النقاط
230
أوسمتــي
5
العمر
18
الإقامة
ظلمات الأعماق
توناتي
1,760
الجنس
ذكر
LV
1
 


أخذ جميع الأطفال أماكنهم، أما "توم" فلا زال واقفا في مكانه دون حراك، تلوح تلك الفتاة له قائلة: تعال بسرعة، هناك مكان بجواري. ذهب "توم" و جلس بجوارها من غير أي تفكير، بعد فترة ليست بطويلة انفتح باب الفصل ببطء ليعم الصمت، و إذ بالذراع الضخمة تدخل محدثة صوت الفرقعة ذاك! "كراك"! "كراك"!...
التفتت الفتاة ذات الشعر القصيرنحو "توم" بالتفافة خاطفة :
اسمع!لا تقل شيئا لا تفعل شيئا فقط ابق هادئا فهمت؟! أومأ برأسه موافقا و علامات الخوف بادية على وجهه الشاحب، كانت الذراع تتحرك و تتلوى كالثعبان مما زاد من ذعر "توم"، وخزته الفتاة هامسة له:أخفض رأسك! نفذ "توم" أمرها دون نقاش، فعلى ما يبدو أنها تعرف جيدا كيف تسير الأمور في هذا المكان.
و هنا حصل الأمر الذي جعل كل من في الفصل يرتجف... سيدة عجوز طويلة القامة تصل إلى قرابة المترين و النصف! ذات شعر مجعد،و رأس كبير و بشرة بيضاء شاحبة،و وجه مشوه ملأته التجاعيد و الندوب، كانت ترتدي ملابس تشبه ملابس المدرسين و كأنها مجرد مدرسة عادية لمجموعة من الطلاب. أما ذراعها الملتوية عادت إلى طولها الطبيعي! مرت لحظة وجيزة عم فيها الصمت...
-سأقوم بأخذ الحضور... صوت مشوش مرعب جعل قلب "توم" يصعد إلى حنجرته من شدة الذعر. رفع رأسه ببطء ليرى ذلك الوحش المتجسد على هيئة مدرسة يقوم بقلب صفحات دفتر ما، لم يكد "توم" يتمكن من كبت صرخته العالقة، فمن بين كل الصدمات التي أصابته هذا الصباح لم تتجاوز أي منها هول هذه الصدمة.
تقوم المدرسة بأخذ الحضور:
... جينفر ويلسون (حاضرة) بيلي لووكود (حاضر) سارة داين (حاضرة) توم رايج...توم رايج!
نظر "توم" يمينا و شمالا و كأنه مريض عقليا يحاول الهرب من مستشفى مجانين، ثم فجأة صاح لاشعوريا:
ح...حاضر! ، ترمقه المدرسة بنظرة مليئة بالشك: إذن...أنت الطالب الجديد، آمل أن ترحيبي بك كان لائقا... خفض "توم" رأسه صامتا، تتابع المدرسة أخذ الحضور: كايل مكوين...كايل مكوين؟...كايل مكوين! قلبت هذه الصرخة الصف رأسا على عقب، و في تلك اللحظة دخل الصف طفل شديد التوتر و القلق التفتت إليه المدرسة و غضبها قد اشتعل في عينيها، و فجأة تمددت رقبتها و باتت تتلوى كذراعها تماما! ووجهت ملامحها الغاضبة نحو الطفل ما جعله ينهمر في البكاء ، صاحت المدرسة في وجهه قائلة: لماذا تأخرت؟ ألا تدرك أنه إنذارك الثالث؟! رد عليها بصوت خافت: أنا...كنت... قاطعته بعد أن لمحت شيئا في يده: ما هذا؟ هاتف ؟!أين عثرت عليه؟ أكنت تحاول الاتصال بشخص ما؟...أهدرت إنذارك الأخير في محاولة فاشلة للهرب!؟.ثم صدمته برأسها و قامت بسحقه على الحائط المقابل لباب الصف ما جعله يلفظ أنفاسه الأخيرة! أصاب كل الأطفال بالذعر من تصرف المدرسة العدواني، أما "توم" فقد كان أكثر المرتعبين من هول المشهد الذي رآه بصفته الطالب الجديد الذي لا يعرف شيئا عن المدرسة التي انتقل إليها، أو بالأحرى السجن الذي زج فيه...
عادت رقبة المدرسة إلى طولها الطبيعي، و قالت بكل برود: حسنا جميعا، افتحوا كتبكم على الصفحة 103...أخرج جميع الطلاب كتبهم من درج الطاولة، ما عدا "توم" الذي لا زال خافضا رأسه من غير حراك، همست إليه "سارة" و قد بدا على صوتها القلق و الحزن: أخرح كتابك، إنه في الدرج، لا تريدأن يحصل لك ما حصل له... مد "توم" يده المرتجفة نحو الدرج و قام بإخراج الكتاب وهم بفتحه على الصفحة المطلوبة.
قضى "توم" الصف الدراسي كله يفكر في ما حدث للطفل المسمى "كايل" إلى أن دق جرس نهاية الدوام على الساعة 12 تماما، لم يتحرك أحد من الطلاب من مكانه إلى أن أمرتهم المدرسة بذلك قائلة: فلتخرجوا جميعا، و أتوقع منكم تقريرا عن قصة ليلة في المنزل المجهول، ستسلمونه لي يوم غد هل هذا مفهوم؟ ترد عليها "سارة": مفهوم أيتها المدرسة. اندهش "توم" من جرأة "سارة" مما جعله يريد التقرب إليها لظنه أنها السبيل الوحيد لنجاته في هذا المكان. بعد أن خرج الطلاب من الصف تفاجؤوا بجثة الطفل "كايل" المشوهة على الحائط ما سبب تقيؤا بعضهم، انصرفت "سارة" بسرعة و لحق بها "توم" من أجل سؤالها: إلى...إلى أين نحن ذاهبون؟ ردت عليه قائلة: الكافتيريا، اتبعني إن كنت جائعا... بعد رحلة طويلة بين الأروقة وصل الطلاب إلى الكافتيريا و هي قاعة يعمها الظلام، لكن مع ذلك فالرؤية غير منعدمة فيها، أخذ كل واحد من الأطفال صحنا ثم وقفوا منتظرين أدوارهم. جاء دور "توم" و كان كل ما يفكر فيه هو أن الطاهي هو وحش مثل المدرسة تماما، ليتفاجأ أن المدرسة نفسها هي الطاهي ، تجمد "توم" في مكانه لوهلة، كانت "سارة" بجواره تماما و قامت بوخزه قائلة: مد صحنك إليها! قام "توم" بمد صحنه لتضع عليه المدرسة لحما غريب الشكل و تأمره بالانصراف.
جلس "توم" في إحدى الطاولات بمفرده يتحقق من قطعة اللحم التي أمامه، و ما هي إلا لحظات حتى أتت "سارة" و جلست هي الأخرى معه و انهالت على القطعة الخاصة بها إلى أن ألتهمتها تماما،نظر إليها "توم" مصدوما: كيف أكلت ذلك؟ ردت عليه بوجه منزعج: كله أو مت من الجوع، و صدقني هذا الشيء لذيذ للغاية، إنه الشيء الوحيد الجيد في هذا المكان. رفض "توم" فكرة تناوله رفضا قاطعا لكن مع ذلك فجوعه الشديد قد أجبره على ذلك، أمسك قطعة اللحم و قربها من فمه، ثم أخذ منها قضمة جعلته يعيش حلما خياليا لم يتمكن من الاستيقاظ منه إلى أن التهم ذلك اللحم بكامله، رمقته "سارة" بنظرة مليئة بالثقة، و بعد أن عاد "توم" إلى صوابه أخذ نفسا عميقا ثم قال: لدي العديد من الأسئلة التي أريدك أن تجيبيني عنها. وافقت "سارة" على طلبه و أومأت برأسها، تابع "توم" كلامه: أريد أن أعرف ماهية هذا المكان... هل هو مدرسة حقا؟ ردت عليه بكل حزم: نعم إنه كذلك...إلا أنها ليست مدرسة عادية إنها...مدرسة حياة أو موت!
 
التعديل الأخير:

K a s u m e

Sadness Breather~
إنضم
23 مايو 2020
رقم العضوية
11114
المشاركات
412
مستوى التفاعل
3,349
النقاط
230
أوسمتــي
5
العمر
18
الإقامة
ظلمات الأعماق
توناتي
1,760
الجنس
ذكر
LV
1
 
وافقت "سارة" على طلبه و أومأت برأسها، تابع "توم" كلامه: أريد أن أعرف ماهية هذا المكان... هل هو مدرسة حقا؟ ردت عليه بكل حزم: نعم إنه كذلك...إلا أنها ليست مدرسة عادية إنها...مدرسة حياة أو موت!
اقشعر بدن "توم" بعد سماعه لهذه الكلمات، نظرت "سارة" إليه نظرة ملأها الحزم و الجد ثم تابعت قولها: لذلك... من الواجب أن تعرف القوانين و القواعد إن أردت ألا تكون ملصقا لحائط الرواق... بلع "توم" ريقه بصعوبة من شدة الخوف و أومأ برأسه مرات عديدة لتستأنف "سارة" كلامها: اسمع جيدا إذن، تمنح المدرسة كل طالب ثلاثة إنذارات، فإن قمت بأي خطأ تحصل على إنذار، وإذا تجاوزت إنذاراتك الثلاث مرات فإنك ستوضع في غرفة موجودة في الطابق الثالث تسمى غرفة الخطاطيف، سميت بذلك لأن سقفها مليئ بالخطاطيف حيث تعلقك المدرسة هناك و تتركك لوقت طويل دون طعام أو شراب، ثم بعد أن ينتهي العقاب تمنحك ثلاث فرص أخرى و هكذا، لكن إن قمت بخطأ جسيم مثل ما فعل ذلك الطفل "كايل" فإنها قد تقضي عليك فورا! أما بالنسبة إلى الأخطاء التي يجب عليك تجنيها، لا تنسى فروضك المنزلية، لا تتكلم في الصف، لا تحدث ضوضاء في المكان، و أهم من ذلك كله لا تحاول الهرب لأن هذا من أكثر الأشياء الذي يثير غضب المدرسة فهمت؟ عم الصمت لفترة وجيزة، رفع "توم" رأسه ببطء و قال بصوت مرتجف: لكن...لكن لماذا؟...لماذا أحضرني والداي هنا؟ هل تخليا عني بهذه البساطة؟ اندهشت "سارة" من هذا السؤال حيث ردت عليه قائلة: تقصد أنك لا تعرف لم أنت هنا؟ حقا؟ أجابها "توم" بالنفي: لا لا أعرف، رجاء أخبريني تنهدت "سارة" ثم قالت: لقد تم خداع آبائنا جميعا، أحضرونا إلى هنا ظنا منهم أن هذه المدرسة دينية و ستعالجنا من الشر الذي بداخلنا، لكنهم بالتأكيد لم يعرفوا بأمر المدرسة المتوحشة. لم يتمكن "توم" من استيعاب ما قالته "سارة" للتو، عن أي شر تتحدث؟ مدرسة دينية؟ خداع؟ أسئلة كثيرة جالت ببال الفتى المسكين، و بالتأكيد لم يبق فمه مغلقا و هم بالسؤال: عن ماذا تتحدثين؟ ما هذا الشر الذي بداخلنا؟ أخبريني. التفتت "سارة" يمينا و شمالا لتجد أن الجميع قد غادر الكافتيريا، ثم قالت: هيا لنذهب سأخبرك بكل شيء في طريقنا إلى غرفتك... خرج كلاهما من الكافتيريا و بدآ يتمشيان بين الأروقة، تستكمل "سارة": "توم"، ألم يحدث أي شيء مخيف لك قبل مجيئك إلى هنا؟ أجابها "توم" و فضوله الشديد قد بلغ ذروته: لا، لا أتذكر أن شيئا مخيفا قد حصل لي..ماذا تقصدين؟ -حسنا، بما أن والداك قد أحضراك إلى هنا فمن المستحيل أن يكون بدون سبب، فجميع الأطفال في هذا المكان يملكون... شياطين بداخلهم! فقد "توم" توازنه للحظة و اتكأ على الحائط، كاد حرفيا أن يصاب بالجنون، فكل صدمة تعرض لها منذ قدومه لهذه المدرسة قد حطمت جزءا من عقله الصغير.

بدأ الطفل المذعور يلتقط أنفاسه شيئا فشيئا ثم أخذ نفسا عميقا و قال: أتقصدين أن...هناك شيطانا بداخلي؟! ردت "سارة" و قد بدت ملامح القلق على وجهها: لا يوجد تفسير آخر، أخشى ذلك... اسمع هذا ليس وقت الذعر الآن يجب أن تكون قويا إن أردت أن تعيش. فجأة بدأ "توم" يتمتم بكلمات غير مفهومة: تلك الكوابيس.. الوحش الأحمر.. -ماذا قلت؟ استعاد "توم" توازنه قائلا: تراودني كوابيس من حين لآخر عن وحش أحمر بقرون و وجه مخيف... هل من الممكن أن يكون الشيطان الذي يسكنني؟ ظهرت علامات الدهشة على "سارة" و أومأت برأسها ببطء مؤكدة صحة كلامه، ثم قالت: روادتنا جميعا هذه الكوابيس لكنها عادة ما تنتهي باستحواذ الشيطان على أفعالنا و جعلنا نتصرف بعدوانية، و قد كان هذا السبب الرئيسي الذي جعل آباءنا يرسلوننا إلى هذا المكان من بين كل الأماكن ، فمن المستحيل أن يكونا قد أرسلاك فقط لأنك حلمت بوحش أحمر ذي قرون... لكن أتعرف؟ منذ أن أتيت إلى هذا المكان لم تعد تلك الكوابيس تراودني و لم أتصرف بجنون مطلقا، و لا حتى أي أحد آخر هنا، أكاد أصدق أن المدرسة المتوحشة تقوم بعمل جيد... انس ما قلته حسنا؟ نظر "توم" إلى "سارة" باستغراب و قام بسؤالها: منذ متى و أنت هنا؟ ردت عليه ببرود: خمس سنوات ربما -خمس سنوات! كيف استطعتي تحمل العيش هنا؟ أجابت و قد تحولت ملامحها إلى الغضب: هل كان لدي خيار آخر؟ اسمع لا يوجد أمل في الهروب من هنا، أفهمت؟ ستعيش وفقا لقوانين المدرسة لا أكثر و لا أقل... قاطع "توم" كلامها و قال بصوت حازم :لا! لن أعيش بهذه الطريقة، سأحاول الهرب مهما كلفني الأمر، و إن لم ترغبي بمساعدتي سأبحث عن أحد آخر ليفعل! صدمت "سارة" من جرأة "توم"، شيء ما في شخصيته قد تغير فبعد أن كان الطفل الصغير المذعور أصبح الفتى الطموح الجريء، -سيكلفك ذلك حياتك، أنسيت ما حدث ل"كايل" ذاك، قال لي نفس الشيء و انظر كيف به انتهى الأمر! أصابت "توم" نوبة تردد بعد سماعه لتهديد "سارة" و لم يقل شيئا، بعد ذلك أشارت إلى باب خشبي مهترئ: تلك هي غرفتك، استعمل المفتاح الذي أعطيتك إياه، أراك لاحقا... و عندما همت بالانصراف أمسك "توم" ذراعها و قال: لحظة، لا أريد البقاء وحدي، رجاء ابقي معي لبعض من الوقت. تنهدت "سارة" و أبعدت ذراعها قائلة: اسمعني "توم"، لا تظن أبدا أننا أصدقاء و لو لثانية واحدة، أنا أفعل هذا مع كل الطلاب الجدد بصفتي الأكبر سنا بينكم، أنت لوحدك الآن! كانت كلماتها تلك بمثابة رصاصة اخترقت قلب "توم" المسكين و قد بدا حزنه الشديد على وجهه: هل يمكنك على الأقل مساعدتي في الواجب؟ لم تتمكن "سارة" من رفض طلبه البريء و وافقت مجبرة.
جلس كلاهما في السرير التالف يقرآن قصة "ليلة في المنزل المجهول" من أجل عمل تقرير عنها، شعر "توم" بالدهشة بسبب طول القصة فالمدرسة قد طلبت منهم التقرير يوم غد، -ياللهول، لا اصدق أن المدرسة قد طلبت منا التقرير يوم غد. ردت "سارة": كن سعيدا بذلك، فلا يوجد دوام مسائي و سيكون لديك وقت أكثر للقيام بالواجب. وضع "توم" القلم جانبا و قال: لا أفهم ما هو هدفها من كل هذا، لن أتمكن من النجاة هنا أريد العودة إلى البيت. أحكم "توم" يديه على وجهه و بدأ في البكاء، ثم فجأة تحول صوت بكاءه إلى زمجرة غريبة ما جعل "سارة" تصاب بالخوف قليلا: "توم"؟ هل أنت بخير؟ و هنا حدث ما لم يكن متوقعا!
أبعد "توم" يديه عن وجهه لتبدو ملامح لوجه شاحب و عينان حمراوتان و أوردة سوداء، شعرت "سارة" بالذعر و تراجعت للخلف، ثم انبعث صوت أشبه بصوت زئير: اسمعيني يا فتاة! أهدرت خمس سنوات من حياتك هنا، خوفك و جبنك منعاك من محاولة الهروب، و أوافقك الرأي لا يوجد حل للهرب ،سوى قتل السيدة المتوحشة و المضي، يجب عليكم جميعا العمل معا، أنتم لستم مجرد أطفال أنتم أبناء الشيطان ، و أبناء الشيطان لا يتم حكمهم أو استعبادهم ، اتحدوا و تعاونوا من أجل القضاء على التهديد المحيط بكم، قد لا نستطيع نحن الشياطين مساعدتكم في ذلك فهذه المتوحشة تضعفنا بطريقة ما، لكن عليكم استعمال عقولكم و وضع خطة محكمة من أجل الهرب...و أنا "الشيطان المفقود" أثق تمام الثقة أن مصيركم سيكون النجاح ، مهمتكما الآن هي إقناع الجميع بمساعدتكما و تعرفان ماذا يتوجب عليكما بعد ذلك، لا تستسلما!...

يتبع...

 
التعديل الأخير:

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل